الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 01:01

وجهة نظر/بقلم: شاهر عوض عزايزة

شاهر عوض عزايزة
نُشر: 26/06/18 12:46,  حُتلن: 13:08

شاهر عوض عزايزة أبو العوض في مقاله:

شتان ما بين من يصلح الطريق لدابة كي لا تتعثر ومن يصلح ثقوب جيبه كي لا يسقط منها دينار او درهم

الصالح ليس حكراً على مجموعة أكثر عدداّ أو أقلّ عددأ بل يشار إليه بالبنان واضح كوضوح الشمس

ايها الأعزاء
أهل هذه الديار من محيطها الى خليجها.
هي كلمة أو وجهة نظر أقولها بعد هذه السنوات وأنا والله قلتها لنفسي قبل أن اقولها لكم وأنا في مقتبل العمر.
ولكن خوفي وقلة حيلتي وعدم اشتداد عودي أدركت أن لا قبل لي في هذه المواجهة.
واخص بالذكر شريحة من البشر تصر على ان الشمس تشرق من حيث لا تشرق وأن الكرة الارضية مستطيلة وليست غير ذلك.
يعلمون ونعي يدركون ونعرف بان الأمور تُسيَّرُ بمعايير ومقاسات غريبة وعجيبة
هي مقاسات تناسبنا ليست من صنع الشيطان بل من صنع ايدينا وكد سواعدنا واستقامة ضمائرنا لانا خير امة اخرجت للناس.
صدق من قال يولى عليكم مثلما أنتم.
هو أخونا وأبونا صديقنا وحبيبنا.
هو منا ونحن منه.
جميعنا في نفس المركب لا نلتمس العذر لأحد.
يكذبون ونكذب.
ينشدون ونغني.
سنفونية الشقاء والتعاسة.
ضال وتائه مُضلِّلٍ ومضلُّلٌ سيد وتابع مستفيد ومستفاد منه.
يقول سائل هكذا حال الدنيا.
الدنيا وأهلها بألف خير.
من يتّجه شمالاً دربه ميسرة ومن يتجه يمينا دربه ميسرة أيضاَ كل يحصد مبتغاة.
يجتهد سائل ويسأل.
لماذا الآن.
لماذا لم ينتظر هل نزل عليه الوحي فجأة.
طبعاً لكل سائل حجته ووجها يتمترس من خلفه له اهدافه ونواياه.
اخذا في الحسبان جميع تصورات هؤلاء الأحبة.
يجرؤ أحدهم ويتهمك بأنك تعمل لصالح اجهزة المخابرات العامة للولايات المتحدة مثلا.
وآخر أكثر دقة وحنكة يتهمك بأنك مأجور لعصابات البلح في نيكاراجوا على سبيل المثال.
والمتطوّعون كثر كلّ يدلي بدلوه حسب اجتهاده ودرجة نبوغه.
على سبيل الحصر يا من تطوعتم لفك شيفرة هذا المقال الأمر في غاية البساطة.
تكرار الأسلوب كأنه حالة نمطية لا يمكن تفاديها.
او بالأحرى هناك من يجهز عليك فكريّا ويتأكّد ويجزم بانك لم تنضج بعد.
قائلاً لا تفكّر لا تسمع لا ترى لا تشعر لا تتكلم.
كلّ ما نفعله ونجتهد من أجله كلّ هذه السنين هو لمصلحة البلد.
(يا عيني على هلبلد وعلى ه البلاد وأنتم شايفين بذينكو وين وصلنا لانه بطلنا نشوف بعينينا صرنا نشوف بلاش احكيلكوا كيف صرنا نشوف).
أي اختلط الحابل بالنابل وتبدلت وظائف حواسنا.
خلل جيني استعصى فك رموزه جهابذة الطّبّ وحتى الفلك.
نرى الأزرق كيفما نرى (رأسك وألف سيف).
نقسم ولا نتردّد اليمين تلو القسم بالله ثم تالله لونه أحمر.
أتدركون اين وصلنا.
عند الأحمر.
ليكن خطاً أحمراً.
اذا تخطّيناه لا نعرف إلى أين سنصل يا ترى.
أحبائي وأعّزتي.
والله ما أكتب الاّ ما يجيش في صدري منذ زمن بعيد.
واختيار الزّمان والمكان هو تيقّني حقّ تيقن بأن لي رفاقاّ كثر يحملون هذه المعايير ويمقتون مفاهيم بالية اكل الدهر عليها وشرب.
أثقلت كاهلهم سنين خلت يئنّون تحت وطأتها دون شكوى.
عناء مزمن كمن أدمن الحالة.
وزوالها أمر فيه استحالة.
ايها الاعزاء
ليس في معجم الانسان ما هو مستحيل على الإطلاق.
بلغ السّيل الزّبى
إقترب القرن الثّاني والعشرون ونحن في حلّ من استقباله.
تستقبله الشّعوب كافة ونحن نمقت قدومه.
نحبّ الماضي وأيام زمان.
وأغنية ارجع يا زمان للسيدة رقيّهَ.
اذ ان الماضي لن يعود ولسنا بحاجة اليه لأن يعود.
هذه هي الفئويّة أو العشائريّة او الحمائلّية ضرب من ضروب الطّائفيّة البغيضة التّي مزقت مشرقنا الحبيب وجعلتنا شعوب وقبائل نتناحر ونجز رقاب بعضنا بعض وندعو العليّ القدير اللهّم وليّ علينا الصّالح منا.
دعاؤنا مشكوك فيه ونوايانا مفسدة للهمم ورفع الأكفّ استخفاف بالعقول حيث الدّاعي يقول شئتم أم أبيتم انا الصالح واسمي صالح وانتمي لعائلة الصّالحين.
والله يكفينا وقد سئمنا ومللنا هذه المفاهيم.
فالصالح ليس حكراً على مجموعة أكثر عدداّ أو أقلّ عددأ بل يشار إليه بالبنان واضح كوضوح الشمس.
إنّ هذا النّهج وهذا الّنمط من السلوك الفئويّ أو العائلّي لا يمكن أن يفضي الى النتيجة المرجوة حتى وإن كان الشخص فعلاً صالحَا نحن نرغمه أن يكون طالحاّ لأن سلوكنا ونهجنا الضيّق لا يمكّنه ولا يعطيه مساحة تسمح له بأن يكون صالحاً لأنه مقيّد بصوت فلان يركن له في كل زاوية يتحرك بها منبها بان لي دين عندك.
أماّ ما تنفقه دولة العدل من ميزانيات لا تكفي سداد الديون والوعود التي نقطعها على أنفسنا.
لا أن نبني بلدنا او نطورها وبالأحرى الانسان الذي يزداد هلاكا وتهالكا يوما بعد يوم.
نعمل بكد واجتهاد حتى نبقيه بالحضيض فارغ الرأس يستجدي قوت يومه يهلل ويكبر يستذكر الشهداء منا ويترحم على ارواحهم.
كفى مسخاً ومسحاً لهذا المخلوق الذي كرمّه رب الخليقة وجعله خليفته على الأرض أماّ نحن فجعلناه حطبا ووقوداً لمشاريعنا نأخذه حيث نشاء ومتى نشاء صاغراً مستكيناً مدركاً بأنّه يشاء متى يشاء يلعن يوم ميلاده مستعجلاً يوم اللقاء.
يحمد الله لو استبدله نعمة السمع والبصر وجعله ضريراً كفيفا شاكراً حامدا صباح مساء كي لا يرى ما يرى ولا يسمع ما يسمع ويبقى الحال يشبه ايام زمان كما انشدت السيدة عفيفة.
لأن الذّي ينتمي الى هذا النهج يبدأ فارغ الجيوب محكوم برغبة فلان أو رقصة شعبان.
فتبدأ الحكاية بأسلوبها القذر.
من لا يعرف الرقص يتعلم هزّ الأكتاف ومن لا يعرف الحداء يصبح زّجالاّ والمزغرد يزغرد عند الضّرورة وغير الضّرورة لأن العرس قائم والمركب سائر.
أيهاّ الاعزاء.
كفانا سخفاً واحتقاراً لأنفسنا نحن والله كباقي البشر نمتلك العقول والهامات الطيبة عزة النفس والأيادي البيضاء لنرسم لأنفسنا رؤية سليمة وبرنامجاً نتبعه ليعود بالخير على الجميع لا على شخص بعينه ولا على فئة دون اخرى.
فالدّعاء لوحده لا يكفي بان يولى الصالح.
بل مقرون بالعمل الدؤوب والفكر السليم والنية الصادقة بان بلدنا لنا جميعا تنادينا ضقت ذرعا بما تفعلون.
كفانا هندسة وابتكاراً لأساليب عبقرية تكرسّ التخلف في مكانك عد لا تراوح ولا تبرح مكانك تقوقع في مربع متساوي الاضلاع لا يمتد ولا يقصر.
شرعة الغاب ليست شرعنا.
عصور الظلام ذهبت واضّمحلت.
نأبى افولها نهتف لغد مشرق فما ان يأتي الغد مستبشرين بغد اخر لعله يأت فهيهات هيهات ان يأت ننتظر ولن يأت وكان لسان حالنا يقول بان الغد لم ولن يأت ابدا.
يخرج علينا يا سادة يا كرام مما لا شك فيه بأنه محترم همام ويقول.
أمضيت عمري في خدمة بلدي.
سدد الله خطاك ومسعاك مشكور محمود ودربك مرصعة بالزمرد والياقوت وعطاؤك غير محدود أثره ساطع ونفعه قاطع.
في المجتمعات المحترمة اخي العزيز ايها المسؤول ايها المؤتمن.
يسأل المسؤول عما فعل وماذا أنجز في كلّ شهر ويطلب منه تقرير عن السّاعة التّي خلت وعن الساعة التي تليها.
أما نحن اخي الطيب في رفعة من هذا وعن هذا.
فالمسؤول لا يسال فهو خط احمر.
تمضي السنون وكلّ شيء في مكانه لا يتزحزح قيد أنملة إلا المناضد والمفارش تتجدد من تلقاء نفسها في كل عام.
حتى يدمن هذه المهنة ظنّاً منه بأنه هكذا تخدم الأوطان متلطفاً بحالها ولسان حاله. يقول أنه لولا وجودي هنا لكان الحال سيئاً وسيئاً جداً فلطف الرحمن واعتاد عبد الرحمن على سوء الحال فاستقرار الحال خيرا من عدمه.
أما عفيف النّفس طيّب السحنة مهذب الخَلْق مؤدب الخُلُق.
يخرج علينا بمشاعر نبيلة مرتجفَ اللسان أحمر الخدّين وردي الأنف والشفّتين يعشق العمل الطيّب مستشيدا بالآية الكريمة.
"قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين".
لان غير المؤمنين ليس لهم شأن في عمله ولا في انجازاته لأنهم لا يبصرون ختم الله على قلوبهم وأبصارهم لأنهم ليسوا بمؤمنين.
عجز اللسان وتجمدت الحروف في الحناجر.
لأن العمل الطيب أثره واضح يكفيك عناء الشكر والعرفان.
لأن الله يعلم والمؤمنين متيقنين بان رائحة الطيّب تفوح ولكن بطعم ومذاق لم يعهدوه من قبل.
اما اوفرنا حنكة ودها الوانه الطيف في السماء .
واثق الخُطا راجح العقل صادح الصوت والنبرة تخاله منديلا العرب
خديه تعلوها عبرات جفت وتجمدت لا يعيش الحاضر حيث الطقس حار وحار جدا
كل ما يريده من هذه الدنيا عربة مهترئة يجرها عرافٌ او دلالٌ عالمٌ بمسالك الدروب ما ظهر منها وما بطُن يدركه مبتغاه
اهلنا وأحبتنا دين في اعناقنا قول كلمة حق.
كما قال عمر رضي عنه من رأى منكم في اعوجاجا فليقومه.
أضعف الايمان في هذا الزمن الرديء كلمه توقذ النائم من سباته والمغيب تستدعيه لان يحضر والذي لا يعلم وجب عليه ان يعلم بان حالنا من سيئ الى اسوء ومن عناء الى معاناة ومن بئس الى شقاء لانا اعتدنا الصوت الخافت الهمز والمز.
السكوت وعدم الوضوح خير الكلام ما قل وقل.
اعزائي الكرام.

إذا كان الماضي مثقل متعب بأخطائه فلا ضير.
من الخطاء يصنع الصواب.
الجميع مسؤول والمدرك ليخبر غير المدرك بان الصواب كلمة والصحيح كلمة والصدق كلمة والأمانة كلمة والتفاني بعمل الخير مصطلح ومصلحة العامة خير من الخاصة والسبيل اليهما واضح وضوح النهار.
فالصالح. تعرفه العامة والخاصة الدابة والشابة.
تختاره الناس ولا يختارها.
تخوله ولا يخولها.
يؤتمن ولا يفوض.
لا ان يظهر لنا فجأة ويدعي بأنه صالح واسمه صالح وينتمي الى عائلة الصالحين.
ايها الأحبة:
اذكركم بذك التقي النقي زين العابدين هذا الزمان عندما دخل هذا المعترك رصيده خمسون شاقلا وخرج منه مدانا بمثلها.
والله ما فعلها عمر وعثمان حيث انفقا جل ما ملكاه دعما وخدمة لرفعة الاسلام والمسلمين.
إذ خدش الحياء نفس عمر عندما قال اخاف الله حين القاه ان يسألني عن دابة تعثرت في الطريق.
لما لم تصلح لها الطريق يا عمر.
شتان ما بين من يصلح الطريق لدابة كي لا تتعثر ومن يصلح ثقوب جيبه كي لا يسقط منها دينار او درهم.
رحم الله عمر وألهمنا اصلاح دربنا والله المعين وهو على كل شيء قدير.

ايها الاعزاء وأنتم كثر ايها الكرام وأنتم الاكرمون.
يا من صبغتم بمداسكم خطوات العزة والاباء.
تنشدون العدل وتغردون للحب لا للبغضاء.
قوتكم ملح الارض وترابها ما اكتسوتم كساءَ الرذيلة وامتطيتم الدروب تنفضون غبار العفة عن اقدامكم تكدون وتكدحون من اجل كسرة خبز او شربة ماء لحن موسيقاها عذب يثلج الصدور ويملئ البطون انفة وعزة.
والله لم اكتب الا لكم ولن استغيث الا بالله وبكم أنتم رفاق دربي أنتم عزائي وأملي.
لا تهنوا بل هبوا لنجدة قيمنا النبيلة وشبابنا الذي يساق من حفرة الى هاوية.
معا نبني بلدنا ومجتمعاتنا.
الكرامة عزة والصدق والامانة درب سليم والسجود لغير الله مذلة ومهانة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة