ابراهيم بشناق:
آن الأوان أن تتحرك الأحزاب العربية داخل المجتمع العربي كي تحدث التغيير المطلوب من أجل إختيار الشخص المناسب وليس لأنه إبن حسب ونسب
على الأحزاب العربية الفاعلة على الساحة أن تعمل من أجل رفع مستوى وعي الناخبين وممارسة الحق الديمقراطي في مجتمعنا بالشكل الذي يليق بالمرحلة
نلاحظ في الآونة الأخيرة تكثيف الحملات الدعائية لمرشحي رئاسة السلطات المحلية في المجتمع الفلسطيني في الداخل ومن الملفت للنظر أن غالبية المرشحين هم إفرازات عائلية حمائلية صرف ، إذ تُرشّح هذه العائلة فلان والعائلة الأخرى ترشح علان ومن هنا يكون التنافس ليس على الفكر والأيدولوجيا أو النهج وإنما من أجل الإستحواذ على السلطة المحلية ومقدراتها من خلال العائلة الكبرى في البلدة وبمشاركة عائلات أخرى ، والقاسم المشترك بينهم هو الهيمنة والتفرد بالسلطة وبالتالي الفوز وتقسيم الغنيمة بين الشركاء.
ومع هذا المشهد يحضرني السؤال الأكبر: أين الأحزاب العربية من إنتخابات السلطات المحلية ؟ وكيف لهذه الأحزاب أن تترك هذا الإحتراب على السلطة المحلية والذي يصل في الكثير من الأحيان إلى العنف وربما أكثر من ذلك ؟
كيف لهذه الأحزاب ترك "الميدان لحميدان"؟؟
متى ستبدأ هذه الأحزاب بالعمل البلدي من خلال طرح قوائم لها ومرشحي رئاسه من أعضاء هذا الحزب أو ذاك ؟
جاء الوقت يا ساده يا كرام أن نجعل التنافس عل رئاسة وعضوية السلطة المحلية مبني على أساس فكري يجمع بين مصوتي الحزب الواحد من عدة عائلات ليدعموا فلان أو علان لأنه الأقرب منهم فكرياً وآيدولوجياً وليس لأنه إبن العم أو إبن الخال .
آن الأوان أن تتحرك الأحزاب العربية داخل المجتمع العربي كي تحدث التغيير المطلوب من أجل إختيار الشخص المناسب وليس لأنه إبن حسب ونسب.
أتمنى أن لا تقع هذه الأحزاب وتكرر التجربة السيئة التي وقعت فيها الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواه في سنوات السبعينات حين دعمت مرشحين عائليين حتى وإن كان خطه السياسي مغايراً لخَطهم ، كل هذا من أجل الفوز برئاسة المجالس آنذاك والدخول إلى ساحة الحكم المحلي حتى وإن كان من خلال مرشحي العائلات.
على الأحزاب العربية الفاعلة على الساحة أن تعمل من أجل رفع مستوى وعي الناخبين وممارسة الحق الديمقراطي في مجتمعنا بالشكل الذي يليق بالمرحلة والعمل على تذويت التعاون والشراكة بين أبناء البلد الواحد من جميع العائلات والطوائف دون تمييز وإيصال أشخاص أكفاء إلى دفة الحكم دون النظر إلى نَسَبِهِ العائلي وبذلك نكون قد خففنا حدة التنافس على الكرسي وبالتالي خففنا بعض من العنف المستشري في بلداتنا وكذلك قمنا وحفّزنا أبناء مجتمعنا العربي ليدعم المرشح المناسب وليس فقط لأنه إبن الحموله.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net