تشير التقديرات الى مشاركة اكثر من 50 ألف متظاهر
حمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية فيما حمل المتضامنون اليهود الاعلام الاسرائيلية كما حملت اللافتات بالعربية والعبرية المطالبة بالمساواة والعدالة والحقوق الكاملة لجميع المواطنين
"أم المظاهرات" - شاركت ألوف مؤلفة من أبناء الجماهير العربية في المظاهرة القطرية التي دعت اليها لجنة المتابعة في ميدان رابين في تل ابيب مساء السبت. وشارك الى جانبهم أعداد ضخمة من المتضامنين اليهود من الحركات اليسارية العقلانية.
ووجهت لجنة المتابعة دعوة للانطلاق بمظاهرة ضخمة لمحاربة سياسة حكومة اليمين المتطرف الموجهة ضد المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل وضد المجتمع برمّته. وبدأ الالاف بالتواجد في ميدان رابين للمشاركة في المظاهرة، وتشير التقديرات الى مشاركة اكثر من 50 ألف متظاهر. وتواجد في مكان التظاهرة القيادات العربية واعضاء الكنيست وشخصيات جماهيرية واجتماعية ودينية.
وافتتح المهرجان الخطابي منصور دهامشة الذي رحّب بالمشاركين جميعًا وقال:"اهلًا وسهلًا بعشرات الآلاف عربًا ويهودًا الذين جاؤوا هنا ليصرخوا في وجه نتنياهو وزمرته الفاشية ولكي يطالبوا بإسقاط قانون القومية العنصري والفاشي".
وقالت د. مها كركبي صباح عريفة المهرجان:"مساء الخير، مساء الوحدة والنضال في سبيل حق لا يضيع، نرحب بكم فردًا فردًا الافراد مؤسسات المجتمع المدني السلطات المحلية وكل شخص شارك ويشارك". تجمعنا هذا المساء قضية واحدة قضية غير قابلة للتجزأة وغير قابلة للتفاوض لأنها قضية حق وقضية مصير، قضية بداياتها ليست اليوم ولا الأمس ولن تباغتها بتفاصيلها وعنجهيتها، جاءت بصورة قانون سمي قانون القومية".
واضافت:"نعم لمواطنة متساوية ولا لقانون القومية".
اما محمد بركة رئيس لجنة المتابعة فقال:"يا عشرات الألوف التي لبت دعوة لجنة المتابعة القيادة الموحدة للجماهير العربية، شكرًا لكم، ونحييكم على محاربتكم لقانون الأبرتهايد، قانون القومية العنصري، الذي جاء ليصنف المواطنين".
وتابع:"ليس كل اليهود والعرب المتواجدين هنا يفكرون نفس الشيء، ولكن الشيء المؤكد ان كل اليهود والعرب هنا جاؤوا بالآلاف من اجل ان يزيلوا وصمة العار التي وضعها نتنياهو. كلنا هنا جئنا لنزيل العار الذي وضعته حكومة نتنياهو وهو قانون القومية، وفي طريقنا ايضًا نزيل العار الذي اسمه حكومة نتنياهو" .
واضاف:"ما اعظم صرخة الخليفة العادل عمر بن الخطاب عندما قال متى استعبدتم الناس وقد خلقتهم امهاتهم احرارًا، هنا نصرخ مع محمود درويش واقفون هنا قاعدون هنا نائمون هنا وباقون هنا ولنا هدف واحد ان نكون، جميعنا ابناء آدم خلقنا احرارًا، ولن ننام او نرتاح بعد اجتماعنا هذا ولكن هذا هو نقطة البداية لمحاربة قانون العنصرية، بكل الوسائل والطرق الجماهيرية والميدانية والبرلمانية وفي جميع الطرق".
واضاف محمد بركة:"ليس هنالك تشريع او قانون في العالم يفرق بين مواطني الدولة، وحتى في التاريخ فقد شهد مثل هذا القانون فقط في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر وفي جنوب افريقيا حتى سقوط الأبرتهايد، ولكن اليوم في يومنا هذا فلا قانون ممثال لقانون القومية العنصري".
وقال موجهًا كلامه لأبناء الطائفة المعروفية:"ايها المعروفيين الأحرار، لقد فرقونا عندما فرضوا عليكم التجنيد الإلزامي وجمعونا عندما ارادوا منعنا من وجودنا، وعليه اقول لكم البيت يجب ان يلتم مجددًا والبلاد اشتقالت الى اهلها سويةً".
وقال مازن غنايم رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية ورئيس بلدية سخنين:"كثير من ابناء شعبنا الذين شككوا بعدم الثقة بين ابناء شعبنا والقيادة وهذا المشهد الرائع يدل على الثقة الكبيرة المتبادلة بين القيادة وابناء الشعب، لأول مرة تكون مثل هذه المظاهرة الصاخبة خارج قرانا ومدننا العربية، ويدل اننا لن نرفع الراية البيضاء ولا مرة في حياتنا، هذا المسلسل العجيب الغريب كانت بدايته عام 1948 ومستمر ليومنا هذا، والحل ان قوتنا بوحدتنا، ونسمع في الفترة الأخيرة دعوات لوساطة وتعديل على القانون، ولكن لا وساطة ولا تعديل ولا تأتأة بل مطلوب اسقاطه، نجن جزء من الشعب العربي الفلسطيني، جئنا لكي نحافظ على قوميتنا ولغتنا، شاء من شاء وابى من ابى".
واضاف:"اقول لنتنياهو عن اي مساواة تتحدث انت؟ هذا القانون وصمة عار في جبين الحكومة واليمين المتطرف، ليس هناك قانون في العالم يسن مثل هذا القانون ضد مواطنين في الدولة، ونحن المواطنون الأصليون في هذه الدولة". وتابع:"ستبقى لغتنا عربية، وسنحافظ على تاريخنا وحضارتنا، وكما قال من قال من قبلي لم نأت بالطائرة ولا السفن، اقول لليهود جميعًا هذا القانون يمس بنا اليوم، ولكن غدًا سيمس بكم ايضًا، هذا قانون عنصري ولن يمر، واقول لنتنياهو ماذا ستقول للطبيب العربي الذي يعالج المريض اليهودي؟ ماذا سيقول للمعلم من الناصرة وللشرطي العربي؟، ان لم نتوحد سيمسنا هذا القانون عربًا ويهودًا سويًا".
وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية فيما حمل المتضامنون اليهود الاعلام الاسرائيلية كما حملت اللافتات بالعربية والعبرية المطالبة بالمساواة والعدالة والحقوق الكاملة لجميع المواطنين.
بركة: قانون القومية الإسرائيلي يشكل خطراً على حق تقرير المصير الفلسطيني
وقال رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية محمد بركة، إن رسالة الجماهير في مظاهرة تل أبيب واضحة، وهي إلغاء قانون القومية العنصري الذي سنّه "الكينست" الإسرائيلي، مشددا على أنه قانون يشكل خطراً على الشعب الفلسطيني وعلى حقه في تقرير المصير. وأضاف بركة "أن هذا القانون يشيكل خطراً أيضا على حياة 1.5 مليون فلسطيني في الداخل الإسرائيلي، ويشكل تحدياً كبيراً لهم ولحياتهم، مشيرا إلى أن تلك المظاهرات ليست لتقديم احتجاجاً على هذا القانون إنما بداية لمعركة طويلة لإلغاءه، مؤكدا أنه لن يهدأ للفلسطينيين البال حتى يتم شطب هذا القانون من سجل القوانين".
تجنّد واسع للمظاهرة ضدّ قانون القوميّة في الوسطين العربي واليهودي!
بمبادرةٍ من الحراك اليهودي-العربي "نقف معًا" تمّ تشكيل ائتلافٍ ضمّ عددًا من المؤسسات، الجمعيّات والحركات السياسيّة التي تنادي لحشد شعبي وجماهيري يهودي عربي واسع في مظاهرة لجنة المتابعة بتل أبيب ضدّ "قانون القوميّة" العنصري. من بين المؤسسات التي انضمّت للنداء نذكر: نقف معًا، جمعية حقةق المواطن، حركة "سلام الآن"، جنعيّة سيكوي، مبادرات صندوق ابراهام، چڤعات حبيبة، واحة السلام، منتدى التعايش في النقب، أطباء لحقوق الإنسان، آمنستي إنترناشيونال، مركز إنجاز، مركز مساواة، مهپاخ-تغيير، زازيم، منتدى العائلات الثكلى الإسرائيلي-الفلسطيني، محاربون للسلام، كتلة السلام، عيمق شاڤي، ييش دين، أرض للجميع، بالإضافة للأحزاب ميريتس، ألجبهة والعربيّة للتّغيير.
وكان قد ذُكِرَ في البيان المشترك الذي صدر عن المؤسسات ما يلي: "قانون القومية هو قانون لا-ديمقراطي يعمّق التفرقة والتمييز. هذا كان معلومًا لدى الحكومة أيضًا عندما قامت بسنّه. بسبب عدم مقدرتها على إيجاد حلول لأيٍّ من مشاكلنا الحقيقية - لأزمة السكن، للعجزة وذوي الإعاقات، لغلاء المعيشة، للجهاز الصحي المنهار - فإنّ ما تبقّى للحكومة لتفعله هو التحريض وتطبيق سياسة فرّق تسُد. لكنّ ما لم يعلموه أو يتوقّعوه - هو قوّتنا، كميّة المواطنين، العرب واليهود، الذين ليسوا على استعداد للسّماح للحكومة بالاستمرار بهدم وتفتيت مجتمعنا".
وفي هذا السّياق قال ناداڤ بيچلمان ورلى داود، أعضاء قيادة حراك "نقف معًا": "مرّرت الحكومة العنصريّة هذا القانون من أجل التفرقة والتفتيت وبهدف تصنيف مواطنين كمواطنين من طراز "ب". لكن الآن، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، نختار الوقوف معًا، يهودًا وعربًا، نساءً ورجالًا، شرقيّين، أثيوبيّين، القادمين من بلاد الاتحاد السوڤييتي سابقًا، المثليين والمثليّات؛ معًا سنوضح أنّهم لن يتمكّنوا من التّفريق بيننا، وسنطالب بمساواة تامّة لكلّ المواطنين، لأنّ هذا البيت لنا جميعًا".