الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 07:02

برامج تطوير استراتيجية للناصرة مقابل لغو فارغ في دعاية عفيفي وشركاه/ بقلم: نبيل عودة

نبيل عودة
نُشر: 07/10/18 11:13,  حُتلن: 13:52

نبيل عودة في مقاله:

الناصرة قبلة العرب في إسرائيل بنشاطها البلدي

خطط استراتيجية هامة للتطوير وعلى راسها جامعة عربية، مراكز دراسية، مركز الأم والطفل، ملعب كرة قدم، انجاز قصر الثقافة، ومشاريع هامة أخرى

هل الشيوعي الذي يتجاهل الفساد في تنظيمه هو شيوعي او انسان طبيعي إذا عرف وصمت؟

الملياردير وليد عفيفي لعبة انتخابية فاشلة وهو خطرعلى مستقبل جبهة البروليتاريين

أنا جاهز لحوار فكري وفلسفي لتوضيح رؤيتي حول الفلسفة الماركسية والفكر الشيوعي مع مدعي الشيوعية

من الطبيعي ان تشغلنا معركة انتخابات السلطات المحلية وعلى رأسها مدينة الناصرة، التي تحولت في السنوات الأخيرة، منذ وصول علي سلام، الى نموذج جديد للانفتاح على المواطنين، بإسقاط عقليات الأبواب المغلقة، وبالنشاط الدائم لتحريك عجلة التطوير بلا توقف. لذا ليس سرا ان علي سلام أصبح ظاهرة تجذب سائر المرشحين في الوسط العربي لاقتباسها اسلوبا ومنهجا، من هنا كما يبدو يروج أحد دعاة الجبهة ان "علي سلام شر انتخابي"، متناسين انه إذا كان شرا عليهم فهو قد جاء من صفوفهم، فهل كل من يغادر مستنقعكم الفاسد، يصبح شريرا بمن فيهم كاتب هذا المقال؟ أعلموني من في صفوف جبهتكم اليوم يمكن تعريفه كشخص من اصحاب الراي والقادر على التفكير السليم؟ هل رضيتم بداعية يريد تبييض صفحته بالدرجة الأولى بعد ان بلغ به العجز نهاية الدرب؟ إذا كنتم تصرون ان المغادرين للمبنى السياسي والفكري المتهدم للجبهة هم من الأشرار، فيصح التساؤل: هل لم يتبق في جبهتكم الا الأشرار الذين يغادرون جبهتكم واحد وراء الآخر؟ اثناء نشاطي الجبهوي انتقدت بكل صراحة، اسلوب التعامل غير المستقيم، بل والفاسد، وكنت انا شخصيا ضحية لهذا الأسلوب مرتين، (لن اكشف بهذه المناسبة التفاصيل، رغم انها ستنشر في الوقت المناسب).

يقول لي رفاقي القدامى، الذين أحبهم حقا واحترم قلقهم، لكنهم للأسف يعيشون بوهم لم يتخلصوا منه ويبدو ان وعيهم قد ادخل بمنفى سيبيري، كما كان يفعل ستالين مع رفاقه لمجرد الشك البسيط بخضوعهم له. يسألون: كنت شيوعيا فلماذا انقلبت ضدنا؟ لست ضدكم بالمفهوم البدائي، لو فهمتم توجهي لدعمتم موقفي، ان طريقي هي الخلاص لتنظيمكم والخلاص من قيادات شاخت عقلا وجيلا. انا استقلت من الحزب الشيوعي عام 1992 على قاعدة الانقلاب ضد سالم جبران وعجز الحزب الشيوعي عن تنفيذ قرارات هيئات الحزب العليا، قبل استقالتي توجهت للرفيق القائد توفيق طوبي بأن لا يسمح بنقض قرارات الحزب ودستوره، كان مرعوبا من ان ينقسم الحزب، قلت له ان السمكة تفسد من راسها وأنتم الرأس، لم يستوعب ما أقول، قال لي رفيق عزيز على نفسي، وعضو في المكتب السياسي، ورئيس سلطة محلية في الشمال "ان ما يجري سيدمر الحزب والجبهة" حثثته ان يتدخل، فلم يفعل. لا اريد ان اتهمه بالجبن، لأنه اول أستاذ فكري وسياسي لي بعد طرده من سلك التعليم. افهم أسبابه ولا اقبلها. يومها ايقنت ان الحزب في طريق الانحدار والتفكك. فاستقلت لأني احترم دستور الحزب واحترم كوني شيوعيا. نصراويا واصلت دعم الجبهة، رغم انه فرضت المقاطعة من "الاتحاد" على كتاباتي في دعم قائمة الجبهة في الناصرة، المقاطعة لم تتوقف خلال كل المعارك الانتخابية الأربعة الأخيرة لبلدية الناصرة، ورغم أنى كنت نشيطا بصفوف جبهة الناصرة وليس بالحزب الشيوعي.

في الانتخابات عام 2013 لم اعد اقبل غباء المقاطعة، وانا المسوق الوحيد لجبهة الناصرة. كنت أشعر بمسؤوليتي عن الجبهة لأني كنت من انشط المساهمين بإقامتها. انتقدت مقاطعتي بمقال حاد جدا، دُعوت على أثره لاجتماع مع شخصيات قيادية (اديب أبو راحمون وسهيل دياب) وكان رامز جرايسي بالصورة، كان من المفترض ان يشترك باللقاء، لكن سهيل دياب اعتذر وقتها باسمه بانه مشغول بعمل انتخابي، بعد ذلك الاجتماع واتصالاتهم مع صحيفة الاتحاد نجحوا بأن ينشروا مقالا واحد لنبيل عودة من بين 25 مقال كتبتهم حتى قبل نهاية الانتخابات لتسويق رامز والجبهة، بعدها أغلقت الصحيفة مرة أخرى. صبرت حتى نهاية المعركة الانتخابية، ونشرت مقالا انتقاديا آخر، يبدو انه أثر، جرت اتصالات جديدة معي ثم فتحت أبواب النشر امامي. لكن المقاطعة النهائية لم تتأخر. بعد شهرين انتهى شهر العسل. استفسر رفيق من قيادة منطقة الناصرة عن سبب مقاطعتي، فأجابه رفيق مسؤول كبير عن صحيفة الاتحاد "ان السبب ان فرع الناصرة (واستعمل تعبيرا سوقيا بوصف الفرع) يهدد عدد من أعضائه بالاستقالة إذا واصلت الاتحاد النشر لنبيل عودة". فكانت النهاية. وبدأت افهم ان الجبهة والحزب الشيوعي في طريق الهاوية منهيان دورهما السياسي والتنظيمي، وما بقي اليوم هي حفنة من شباب متحمسين لم يصطدموا بعد مع العقليات المتحجرة التي تسيطر على التنظيم وتشل تطوره، لذا لن يخرج من شلله وهي ظاهرة تسود اليوم كل التنظيمات الشيوعية في العالم.

"ترشيح مصعب دخان لن يمر الا على جثتي"!!
إذا كنتم شيوعيون حقا كيف تسموا قولا لقائد جبهوي وشيوعي بمركز القرار حين عقب على انتخاب السيد مصعب دخان لرئاسة قائمة الجبهة في الناصرة بان "ترشيح مصعب دخان لن يمر الا على جثتي الميتة؟"، هذا ما تبقى هي اساليب قيادة الحزب والجبهة؟ اليوم يُتهم صديق مقرب لي من الرينة بانه عميل لنبيل عودة وينقل اليه قرارات حزبية ممنوع ان يعرفها الشارع. أعترف انه زودني بالمقولة السيئة اعلاه من غيرته على الحزب ورفضه لتصرفات تليق بالمافيا وليس بحزب شيوعي. كانوا يرغبون بمرشح آخر قاد الكتلة البلدية لكنه لم يفز. بدأ البحث عن مرشح بديل (سموه توافقي للتغطية على رفضهم لمصعب دخان) ووصل الأمر ان ينهوا رسميا تنظيم الجبهة، بإبرازها عاجزة عن طرح مرشح مقبول جماهيريا باسمها، الأمر الذي لن يعطيها الشرعية لتقف على قدميها مستقبلا – تذكروا ذلك!!

لعبة انتخابية فاشلة اسمها وليد عفيفي
الملياردير وليد عفيفي لعبة ملغومة ستنفجر بوجوه مصمميها البروليتاريين. لن تنجز لكم أكثر من مصعب دخان، لكن خطرها على بقاء التنظيم الجبهوي مستقبلا هو خطر لا يمكن تجاهله، ورؤيتي بوضوح ان دور الجبهة التاريخي في الناصرة والبلدات العربية وصل لنهايته. ووليد عفيفي تورط، او ورطوه بما لا يخصه. وهو أشبه بأحجار النرد، كل مرة يرمونها تتغير ارقامها، مرة تعطي أرقاما مفرحة فيفرحون، لكنها أحيانا تعطي اصفارا فيعبسون!!

حين نشرت عن تخبطهم الانتخابي كانت ردود مستهجنة وكاتب متحمس للجبهة لتبييض ماضيه الأسود بالأساس، صاغ مقالات سخيفة دفاعا عن مصعب دخان، لدرجة انه اعتبره مرعبا لعلي سلام. تعبير مرعب هو تعبير صبياني حين يستعمل بمنافسة انتخابية، يذكرني بالجن الذي كانت جداتنا تخيفنا منه لتخفيف شيطنتنا، انا لم اهاجم مصعب شخصيا (أصلا لا اعرف عنه شيئا) بل كشفت موقف قادته منه. ربما تعبير قادته بات تعبيرا خاطئا اذ ثبت انهم الد اعدائه!!

اعزائي فكروا بعقل: هل الشيوعي الذي يتجاهل الفساد، حتى لو كان داخل تنظيمه السياسي .. هو شيوعي، او انسان طبيعي إذا عرف وصمت؟ هل الشيوعي هو انسان فارغ من العقل ومن القدرة على رفض الخطأ وتصويبه؟ هل يليق بالإنسان الشيوعي الواعي ان يتصرف كجزء من القطيع، أي بلا تفكير؟ أنا رفضت عام 1992 ان أكون جزءا من القطيع، فلم أجد بدا من الاستقالة احترما لفكري وتاريخي الشيوعي، وتاريخ من ساهموا بتثقيفي .. وأتحدى كل من يريد حواري ونقاشي الفكري حول الفلسفة الماركسية والاقتصاد السياسي والمادية التاريخية والبيان الشيوعي، والمفاهيم المختلفة التي طرحتها الماركسية أن يعلن اسمه ويبدأ الحوار؟ عندما لا نمنع وقوع الخطأ، إذا عرفناه، حتى من اعلى مستوى قيادي في التنظيم، نكون اما اغبياء او جبناء، إذا فشلنا بتصويبه وقبلنا ان نستمر بعضوية ذلك التنظيم. وقد ثبت نهائيا ان الحزب الشيوعي والجبهة القطرية وسائر الجبهات المحلية، بدأت تخسر مواقعها بعد عام 1992. لأن التنظيم الذي يسقط دستوره ويسود مكانه مفهوم الشخص المتحكم بالقرار، هي خطوة لدفن التنظيم، وبقائه لم يعد الا مسألة وقت قد يطول قليلا لكنه لن يجدد قواه، يصبح مجرد "ميت ماشي"، الشيوعية التي تدعونها تتناقض مع تطوير الانتهازية والتسلط الفردي. اكتب بمسؤولية والم وليس بعداء لتنظيم قدمنا الاف ساعات العمل لإنجازه، لكن تدميره كان يحتاج الى قرار خاطئ واحد .. بظل ضعف وجبن القيادات التاريخية للحزب الشيوعي.

الناصرة قبلة العرب في إسرائيل بنشاطها البلدي
اليوم نبني تاريخا جديدا للناصرة. تاريخ فتح أبواب البلدية امام كل المواطنين، كما اقر ونفذ ذلك رئيس البلدية علي سلام، طريق مدرك لكل ما يعانيه المواطن وضرورة التفكير بحلول إبداعية. العمل كبير جدا وواسع جدا، ولن يكون الحل الا بالتخطيط وبمراحل مدروسة وليس بارتجال اعمال لا تغير كثيرا. هذا ما يجري اليوم .. لينظر المواطن الى ما نفذ في احياء كانت مهملة لعشرات السنين. العملية هنا ليست تفضيل حي على حي آخر، بل العمل بإطار خطة شاملة لا بد ان تأخذ تدريجا مرحلة معقولة، لكن العمل التطويري سيصل لكل أطراف مدينة الناصرة. الى جانب الخطط الاستراتيجية البالغة الأهمية وعلى راسها، مبنى البلدية الجديد، خطة بناء الجامعة، المراكز الدراسية، مراكز الأم والطفل، ملعب كرة قدم حديث وطبعا انهاء العمل بقصر الثقافة الذي يعتبر الأكبر في الشمال، وتتسع قاعته الرئيسية ل 800 مقعد عدا قاعات صغيرة أخرى، إضافة الى مواقف سيارات في الطبقات تحت المبنى .. كذلك التخطيط لإقامة موقف سيارات ضخم في شارع توفيق زياد، وهناك مشروع مساكن الأزواج الشابة ويتواصل البناء في حيين سكنيين كبيرين، على مدخل الناصرة من جهة صفورية وعلى طريق العفولة، ولم نسمع انه في زمن علي سلام "يطلعون" للناصرة العليا بسبب قلة المساكن، فكفى كذبا. لا يقوم علي سلام بهذا النشاط من اجل الانتخابات تحديدا، بل من رؤيته ان التطوير هو الذي يجعل الناصرة قبلة الجماهير العربية ونموذجا يحتذى به في كل البلدات العربية. بالمقابل أسقط حلفاء وليد عفيفي ميزانية بلدية الناصرة التي تشمل ميزانية تطوير إضافية بقيمة 50 مليون شيكل. لن ننسى اياديكم السوداء.

- أخيرا لا بد ان اشير الى ان المهرجان الافتتاحي لناصرتي (السبت 6/10/2018) حضره ما يقارب عشرة الاف انسان، رقم هائل غير مسبوق لمدينة الناصرة في أي نشاط سياسي سابق حتى للجبهة في أيام عزها!! 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة