الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 08:02

عشية الانتخابات: بلداتكم لكم ولأبنائكم فلا تفرطوا بها/ بقلم: ب. أسعد غانم

ب. أسعد غانم
نُشر: 27/10/18 09:23,  حُتلن: 14:52

بروفيسور أسعد غانم في مقاله:

كان من الممكن ان ننجز بشكل أفضل لو اننا تعاملنا مع السلطة المحلية كأداة مهنية ادارية تضيف بأيدينا جزءًا من القدرة على التحكم بأوضاعنا ومستقبلنا

لا يمكن ان نقبل ونذعن لأصوات نشاز تعتبر السلطات المحلية والانتخابات المحلية كتلة من الفقدان والضياع والفوضى، وهي اصوات تأتي من "مثقفين" مهمشين

في الحكم المحلي هنالك امثلة كثيرة من الإخفاق، لكن بالمقابل هنالك حالات كثيرة من النجاحات

انا شخصيا متحيز جدا لفئتين: النساء والشباب، وعندي ثقة قوية بأنّ وصول هاتين الشريحتين لإدارة السلطات المحلية سوف يحسن ادارتها وانجازاتها بشكل كبير

يقترب موعد الانتخابات المحلية، وتشتد الحملات للظفر برئاسة وعضوية المجالس المحلية. المجالس المحلية هي دائرة مهمة في تطور مجتمعنا وانجازاته، وساهمت في الكثير مما انجزناه كمجتمع حتى الان، بالرغم من ادعاءات بعض "المثقفين" المتأففين والذين لا يرون سوى انجازاتهم هم.

عندما ننظر الى البنية التحتية في قرى نرى انها تطورت بشكل كبير، الخدمات الاجتماعية افضل، مدارسنا افضل بكثير وانجازات التعليم العالي والارقام والاختصاصات ونجاحات المهنيين العرب والاكاديميين في مجالات عدة، وكم هائل من المجالات والنجاحات الاخرى، هي بشكل مباشر او غير مباشر، من نتاج اجتهاد من سبقوا جيلنا في ادارة السلطات المحلية.
طبعا لا يمكن ان نغفل مكامن الضعف والاخفاقات، وهي كثيرة. في كل بلد وحي وحارة وزقاق، كان من الممكن ان ننجز بشكل أفضل لو اننا تعاملنا مع السلطة المحلية كأداة مهنية ادارية تضيف بأيدينا جزءًا من القدرة على التحكم بأوضاعنا ومستقبلنا، في ظل تمييز صارخ واستثناء محكم من قبل الدولة ومؤسساتها. وافهم الغضب الكبير الذي يلف اجزاء كبيرة وشرائح واسعة –وانا منها- من مجتمعنا على ما يجري في غالبية سلطاتنا المحلية، وبداية في الانتخابات المحلية.

من جهة ثانية لا يمكن ان نقبل ونذعن لأصوات نشاز تعتبر السلطات المحلية والانتخابات المحلية كتلة من الفقدان والضياع والفوضى، وهي اصوات تأتي من "مثقفين" مهمشين، فاقدين لأدنى مستويات الثقة بأنفسهم اولا، وبمجتمعنا ثانيا، وكثير منهم لا يحسنون سوى الجلوس في "قعدات النميمة"، فلا اوضاعنا تسمح بهذا النمط من التهويل، ولا الواقع الذي انتج هؤلاء وغيرهم ممكن ان يشير باننا نعيش حالة فقدان بدون اي امل.

في الحكم المحلي هنالك امثلة كثيرة من الإخفاق، لكن بالمقابل هنالك حالات كثيرة من النجاحات، في حالات كانت بها القيادات المنتخبة واعية، مهنية، مدركة لتعقيدات الحكم المحلي كانت نجاحات هامة، وتطورت بعض البلدات اكثر من غيرها، وبشكل ملفت. هذه الامثلة، في جانبيها، هي دلالة على اهمية ان نعي معنى واهمية اختيار اشخاص مؤهلين، قادرين ويستطيعون ادارة المجلس داخليا، وتدبير امور البلد في مستويات عدة وادارة شبكة علاقات مهنية وذكية مع البلدات المجاورة، ومع مؤسسات الدولة، وحتى مع مؤسسات داعمة من خارج البلاد.

انا شخصيا متحيز جدا لفئتين: النساء والشباب، وعندي ثقة قوية بأنّ وصول هاتين الشريحتين لإدارة السلطات المحلية سوف يحسن ادارتها وانجازاتها بشكل كبير.... الثلاثاء القادم هو موعد مهم مع مستقبلنا. البعض يريده محطة لترميم الماضي واعادة العائلات والقبائل والطوائف بقوة وبالتالي اضعاف مجتمعنا داخليا... والاكثرية الساحقة تريده محطة انطلاق نحو المستقبل، فلا تخونوا انفسكم، اولادكم، مستقبل بلدكم، مستقبلنا كمجتمع، كونوا ممن يصنعون ادوات المستقبل، يضعون قيادة السلطات المحلية في ايدي امينة، مهنية، نستطيع ان نفخر بها وبخططها ومشاريعها، ولا تقبلوا ان تكونوا عكس ذلك – من يخونون الامانة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة