الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 01:02

أحمد طيبي والخيار بين العمل الجماعي والذهاب الى مستقبل غير واضح المعالم/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 04/12/18 15:28,  حُتلن: 18:05

خالد خليفة:

بدلا من أن تبدأ القائمة المشتركة بالتحضير للانتخابات المقبلة والآتية علينا في أي لحظة، نرى أقطابها يتخاصمون على تأمين وضمان أماكنهم في التركيبة المقبلة للكنيست

يحتدم الصراع في خضم هذه الأيام في الحلبة السياسية العربية وخاصة في القائمة المشتركة، حيث يبدو جليا وواضحا للعيان الصراع بين أقطابها. ويمكن القول انه في واقع الأمر هنالك صراع بين احمد طيبي وباقي أجنحة القائمة المشتركة.

فبدلا من أن تبدأ القائمة المشتركة بالتحضير للانتخابات المقبلة والآتية علينا في أي لحظة، نرى أقطابها يتخاصمون على تأمين وضمان أماكنهم في التركيبة المقبلة للكنيست. ويسود الاعتقاد اليوم في العديد من الأوساط الإعلامية والسياسية أن النائب احمد ألطيبي هو الأكثر هيمنة في هذا الإطار. ويمكن القول أن احمد ألطيبي استطاع شل العديد من النقاشات والمطالب للقائمة المشتركة المتعلقة بمكافحة القوانين العنصرية التي تنهال علينا ليلا ونهارا. فبدلا من أن تكون القائمة المشتركة هي وأعضائها مشغولة في مواجهة قانون الولاء قانون التجنيد ،وقانون ليبرمان المطالب بتنفيذ الإعدام ضد الفلسطينيين ، والعديد من القوانين التميزية التي تسن ضد المواطنين العرب إضافة إلى قانون القومية . نرى تلك القائمة وجميع أعضائها يتدهورون إلى هاوية النقاشات الجانبية وخلافات ثانوية وخاصة بين احمد طيبي وباقي أعضائها، يضر هذا وبشكل جلي بالمصلحة العامة.

وهنالك استياء واسع النطاق في العديد من الأوساط العربية عما يفعله احمد طيبي فالصراع المحتدم بين الحركة العربية للتغير ولجنة الوفاق أضرت الكثير بتحركات الحركة العربية للتغير برئاسة احمد طيبي. حيث يقول النائب احمد طيبي ان لجنة الوفاق ظلمت هذه الحركة من حيث إعطائها فقط مقعد ونصف المقعد في الانتخابات الماضية، وهي تستعد لان تطالب بمقعدين أو ثلاث مقاعد مضمونة. أن هذا الطلب يغضب كافة أقطاب القائمة المشتركة ولجنة الوفاق نفسها، حيث بدا للعيان أن هناك معسكرين اثنين وهما القائمة المشتركة والحركة العربية للتغير. فعلى الرغم من أن القائمة المشتركة لم تبلي بلاءا حسنا في العديد من الأمور إلا أن أعضائها وخاصة أيمن عودة وآخرين اتخذوا الصمت في مواجهة الهجوم الكاسح العلني لأحمد طيبي حيث أعلنوا للعديد من الأوساط بان هذا النقاش يجب أن يتم في داخل القائمة المشتركة وليس في العلن. أما النائب طيبي والذي دخل إلى الكنيست عام 1996 وهو يعتبر اليوم من أقدم أعضاء الكنيست العرب واليهود على الإطلاق أي انه يشغل هذا المنصب منذ 23 عام وهو يريد إن ينتخب لأربعة أعوام أخرى لتصل مدة خدمته ل 27 عاما.
أما احمد طيبي فانه يشن هجوما عنيفا على شكل التركيبة المرتقبة لهذه القائمة ويضع شروطه أمام الملأ المتعلقة بمطالب تمثيلية لأعضاء آخرون من حركته، ويلمح في نفس الوقت لرغبته في قيادة القائمة المشتركة الأمر الذي يطعن في قيادة الرئيس الحالي القائمة أيمن عودة. أن هذا الوضع الغير صحي الذي وصلت إليه القائمة المشتركة يحتم إلى إعادة النظر والحسابات لكافة الأطراف، وكما يبدو واضحا اليوم فان القائمة المشتركة ولجنة الوفاق قرروا عدم خوض المواجهة والصدام مع احمد طيبي بل ترك الساحة له لكي يحاول أن ينظم مطالبه المتعلقة بالانخراط ثانية في القائمة المشتركة أو خوض المعركة الانتخابية بشكل مستقل المرة القادمة.

ويعتبر احمد طيبي قارئا ماهرا للخارطة السياسة الإسرائيلية ولا ندري إذا كان قارئا ماهرا للخارطة العربية فبحسب تصريحاته فانه يستطيع خوض الانتخابات منفردا وحصد أكثر من مئة ألف صوت للحصول على أربعة مقاعد ويعتبر احمد ألطيبي هذا الرقم إحدى حساباته وخيارته فهو يلوح بحصوله على المقاعد الأربعة للتفاوض مع القائمة المشتركة لكي يحصل على مقعدين اثنين أو ثلاثة في تركبيه القائمة. أما السؤال الذي يطرح نفسه فهو الحسابات التي يضعها أمام عينيته. فزيارته لعلي سلام متابعته ومباركته له في الانتخابات الأخيرة سوف تجلب له حوالي 30 إلف صوت من الناصرة ومنطقتها، حيث ينال الدعم الكامل للرئيس المنتخب علي سلام. كما وانه يعول على المثلث على الرغم من انه يسكن في القدس منذ مدة طويلة للحصول على 30 إلف صوت إضافي، إضافة إلى العديد من وكلائه في العديد من القرى المختلفة في الجليل الذين من الممكن أن يجلبوا له 30 ألف آخرين.

وطالب النائب طيبي في برنامجه مع عيران زينجير وارييه جولان بإجراء استطلاع رسمي يكون الاستطلاع المقرر لمن يترأس القائمة المشتركة.
حيث يطالب هؤلاء والمعادين أصلا للشأن العربي أن يساعدوا في إقامة مثل هذه الاستطلاعات، لا نعرف تحديدا كيف يؤثر هذا التقييم الذاتي لأحمد طيبي على القائمة المشتركة وما مدى التنازلات التي يمكن أن تمنحها اياه في اي انتخابات مقبلة. ولكنه من الواضح ان هناك استياء في القائمة المشتركة من هذه التحركات فالبعض يقول انه يمارس الابتزاز لكي يحسن مواقعه أما الآخرين فيقولون انه جاد في الانفصال عن القائمة المشتركة. مهما يكن فانه من الصعب عليه أن يحقق انجازا ضخما يتمثل بأربعة مقاعد والحصول على 120 ألف صوت ، لأنه لا يملك تركيبة الحزب الحقيقية المشابهة لأحزاب أخرى، كالجبهة والتجمع والحركة الإسلامية بل يترأس حركة برلمانية يقودها هو بنفسه منذ عشرات السنين وبكوادر محدودة في بعض القرى والمدن العربية.
وهذا الأمر سوف يكون التحدي الأكبر لمساره السياسي والذي استمر على مدى العشرين عام الاخيرة ، حيث انه يواجه نقطة تحول أساسية تتعلق في الاستمرار في العمل الجماعي أو الذهاب الى المستقبل الغير واضح المعالم.

مقالات متعلقة