الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 00:01

نختلف مع الزهار ولا نختلف على المقاومة/ بقلم: سميح خلف

سميح خلف
نُشر: 17/01/19 18:31,  حُتلن: 13:57

سميح خلف:

الزهار يعتبر من التيار المتطرف في حماس الذي تقوده النصوص الدينية للصراع

في لقائين في فندق الكومبيدور وفي مناسبتين مختلفتين شن الزهار هجوما لاذعا على حركة فتح مما اثارني لارد عليه

اجمالا لتفويت الفرصة على من يتحدثون عن المقاومة للتشريع لانفسهم ان يرتبكوا الخطأ تلو الخطأ نحن نبارك وندعم المقاومة بكافة صورها ولكننا نختلف مع الزهار في منهجيته الاستئصالية الاقصائية 

ثمة ما هو مهم ذكره ومن خلال ثلاث لقاءات عامة واحداها خاصة بان الاخ اب خالد يمتلك شخصية خفيفة الظل وتمتاز اي جلسه معه او لقاء بالنكت والتنكيت وغيره من وسائل الملاطفة التي تعتبر من ابروتوكل من ابروتوكولاته الاجتماعية وهذا ما ذكره البعض عند التحدث عنه الاخرين، ولكننا هنا ايضا نسجل اختلافنا مع الزهار ليس على شعائر المقاومة واهدافها الانسانية والتاريخية بل على جانب الشخصنة عند الزهار وكذلك عندما لا يرى في اللوحة امامه الا حماس ولا يرى اي فصيل اخر ومهما كانت تجربته واعتقد ان هذا يتنافى ما هو منشود بان تعترف حماس بانها جزء من الكل وبصرف النظر عن المفهوم النسبي عندما يريده الزهار منسوب مطلق .

الزهار يعتبر من التيار المتطرف في حماس الذي تقوده النصوص الدينية للصراع ويضع "" وعد الاخرة " هو الحل الامثل للصراع وهو حتمية ، الا ان الزهار ومنذ شهور متعددة قد ايقن ان التعامل مع الواقع الاقليمي والدولي مهم في ظل حصار خانق لاهل غزة ولذلك بدء يتعامل مع قضايا ومواقف كان يرفضها في السابق لسببين اولهما ان حماس بدون ايرادات مالية خارجية يعني ان الحصار طال عنقها وثانيها ان اي خطوات لفك الحصار من خلال تهدئة على غزة تعني الحفاظ على حاضنتها الشعبية وعودة الدورة المالية في القطاع لطبيعتها مما يزيد الاستقرار واستقرار الحالة الضريبية واتساعها لتعددية المدخولات لقطاع غزة ، وتعزيز قدرات حماس وقوتها حتى في ظل تهدئة يقوم بها الوسيط المصري تعني ان حماس اصبحت قوة في واقع اقليمي يفرض التعامل معها في قضايا امنية وسياسية ومضاف لكونها فصيل مقاومة اوقف نسبيا عملية الانهيار الكامل والتغول الاسرائيلي في مسح اي اثار للقضية الفلسطينية ، وخاصة ان السلطة لا تمتلك ادنى وسائل الدفاع عن نفسها وعن الشعب الفلسطيني في الضفة امام هيمنة عسكرية وامنية والتزامات من السلطة للحفاظ على ذاتها وعلى تواجدها .

المهم ان الزهار ما من قعدة او لقاء الا يشن هجوما قاسيا على فتح وعلى قياداتها ويشكك فيها حتى طال هذا الهجوم على قيادات قام باغتيالها العدو الصهيوني ولها باع طويل في النضال والاعداد والتنفيذ لعمليات نوعية واستراتيجية في عمق الارض المحتلة ، وقاعدة الهجوم لدى الزهار لقد فعلا وفعلوا وفعلوا بنا ....؟ اي المقياس بشخصنة بحته وبمقدار ما حسب في الماضي من مواقف مع الاخوان المسلمين ، وكان الزهار كلما يريد ان يتناغم مع وثيقتهم منذ 3 اعوام تشده الاصول الحزبية حتى تغلق عينية على هذا الماضي وتقف ديمومة العقل عليه بدون النظر الى التفكير في وحدة الشعب الفلسطيني وبدون الوقوف على ثقافة التشتت والانفصام والتشرذم .

في لقائين في فندق الكومبيدور وفي مناسبتين مختلفتين شن الزهار هجوما لاذعا على حركة فتح مما اثارني لارد عليه وقلت له يا اخ ابو خالد لا تعمم بل خصص ففتح حركة واسعة وفيها تيارات وما زالت قاعدة واسعة في فتح تتبنى الكفاح المسلح والاصلاح بكافة مقاييسه ولذلك من المفيد ان تخصص .؟! شوح بيديه وتمتم وغادر القاعة ، وهنا اسجل ان التاريخ الفلسطيني بعجره ببجره لا يمكن تجاوزه باخطائه او بايجابياته ، فلماذا يصر ابو خالد للنظر في السلبيات ويغلق ابواب الايجابيات ، فهل يمكن ان نغلق اعيننا عن ثورة البراق وما تلاها وثورة 36 الى عام 39 وما تخللها من مواجهات ومعارك عسكرية وسياسية ؟! هو الحال ينطبق على تاريخ الشعب الفلسطيني في النصف الثاني من القرن العشرين عندما انطلقت حركة فتح وفصائل منظمة التحرير فيما بعد ، الاخ الزهار لديه مشكلة في فهم التاريخ وضرورة فهمه والوقوف عليه ، فهو شكك في معركة الكرامة وقوات العاصفة ، وشكك وشكك وشكك. ولا يعلم الزهار ان التشكيك في تجربة فتح هو تشكيك في ثقافة الشعب الفلسطيني بكافة اتجاهاته الا اذا اعتبر ان الاخوان المسلمين هم تشكيل خارج التجربة وخارج ثقافة الشعب الفلسطيني !!.

من قواعد التاريخ ان العمل النضالي بما فيها الثقافات في كل مرحلى هو عملية تراكمية وحماس لم تأتي بالبراشوت لولا تراكم التجربة الفلسطينية مرورا بفتح ، ولكن اريد ان اذكر ان قيادة فتح وغالبيتها من المؤسسين كانوا من الاخوان والمسلمين ولان الاخوان لم يتبنوا الكفاح المسلح اول من انشق عليهم في ذاك الوقت وهو مسؤول الشبيبة ابو جهاد الوزير في الخمسينات وتلاه ابو اياد وعدوان وابو يوسف النجار ورعيل تبنوا الكفاح المسلح والمقاومة ، ووضعت نظرية فتح وادبياتها على قاعدة تجميد العمل الحزبي لخوض مرحلة التحرر الوطني بكل فئات الشعب ، اما ان تنتهي فتح كما ذكر الزهار ويجب ان تنتهي فاعتقد اذا انتهت فتح ستنتهي حماس وكل الفصائل ، ففي لغة السياسة وخارطتها وما يجاورها من خرائط اقليمية ودولية تقول ان لم تحقق الوحدة الوطنية وبرنامج واحد يقاوم الاحتلال فل تستطيع حماس ان تمثل الكل الفلسطيني ولن تستطيع بمفردها وبدون فتح ان تكمل مسيرة نقططف منها الحد الادنى وليس اعلى سقف ممكن لمطالبنا الوطنية .
فكرة الاستئصال والنفي لفتح عند الزهار حلم لن يتحقق وكان الزهار غاب عن ذاكرته ان فتح ام الجماهير ، نعم فتح تمر في اسوء حالاتها وخرجت عن ادبياتها ولكن الادبيات لا تموت والاشخاص يموتون واتحدى الزهار ان يضع برنامج او وثيقة شاملة كما وضعتها فتح ، واذكره ايضا ان وثيقة حماس الاخيرة والمشار اليها جمعت من ادبيات فتح 32 بند ومن الميثاق 7 بنود لتشكل حماس وثيقتها الجديدة بهوية وطنية 38 بند من التجربة النضالية الفلسطينية لوثيقة عدد بنودها كما اذكر 42 بند.


اجمالا لتفويت الفرصة على من يتحدثون عن المقاومة للتشريع لانفسهم ان يرتبكوا الخطأ تلو الخطأ نحن نبارك وندعم المقاومة بكافة صورها ولكننا نختلف مع الزهار في منهجيته الاستئصالية الاقصائية والتي لا تختلف كثيرا عن محمود عباس التي تنفي الاخر.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة