تخاذل الناخب العربي واهتزاز ثقته بالنواب العرب خاصّة بعد التحالفات التي حدثت بين الاحزاب العربية، كان لنا هذا الحوار مع الناشط السياسي إيهاب جبارين:
عامل الوقت جداً مهم، على الأحزاب أن تنزل للشارع، تستمع اليه تخاطبه بمشاكلها وبخطط عمل مهنية عميقة وذات بنية واقعية.تحدياتنا في هذه البلاد جداً مُعقدة وبحاجة للكثير من برامج العمل.وجودنا في الكنيست هو لتحصيل الحقوق قبل اي شيء أخر، وعلى هذا يجب صياغة الأجندات الأنتخابية وخطط العمل.
فزّاعة اليمين
غالبية النواب العرب، شعارهم للناخبين يجب التصويت لكي يتم إسقاط اليمين هل هذا صحيح ام فقط لتشجيع الناخبين للتصويت؟
لا يجب تحميل قوتنا كأقلية عربية في الكنيست أكبر من حجمها، استراتيجية دخول الأحزاب العربية للكنيست لإسقاط اليمين هو اضغاث أحلام ليس إلا، نحن كأقلية عربية لا يوجد لنا مكان حقيقي وفعلي في معسكري اليمين واليسار الأسرائيلي كجزء فعال وذو تأثير.
بالمحصلة لا أرى أن بإمكاننا النجاح بما فشل فيه اليسار، ولا بد من التأكيد أن اليسار على مدى تاريخه لم يرى بالأحزاب العربية غالباً كشريك، بل أكثر تعامل معها كمقاول ومنفذ، لذلك هي إستراتيجية بائدة تستعملها أحزابنا العربية كأستراتيجية نتنياهو "العرب يهرولون للصناديق"، تأجيج أصوات بدون أي استراتيجيه فعلية حقيقة، بل على العكس غالباً كل كرسي لنائب عربي سيكون على حساب معسكر اليسار.
نعم نحن بحاجة لأكبر كم من النواب العرب، نواب ذوي أجندة واستراتيجيات وخطط عمل، ولكن حري بالأحزاب العربية البدء بمخاطبة الشارع العربي بعقله لا بعاطفته وبشعارات ديماغوجيّة.
بعد التحالفات التي حصلت بين الاحزاب العربية، هل خُذل الناخب العربي بعد هذه التحالفات؟ وماذا يجب على النواب فعله لكي يتم إرجاع ثقة الناخب؟
نعم كان هنالك خيبة أمل كبيرة ورهيبة المرحلة السابقة أستهلكت الكثير من طاقات الأحزاب والإعلام وبالتالي الرأي العام في الشارع العربي.
خيبة الأمل يمكن الشعور بها عبر ردود فعل الكثير من الناس الفعالة والكوادر في الأحزاب، الا ان الأحزاب اصرت ان الحاجة تبرر الوسيلة ضاربة ارادة الشعب بعرض الحائط، الشارع اراد وبنى على المشتركة وان كان لديه خيبة امل منها لكنه تعامل معها كجسم واحد يعكس حاجياتنا كأقلية مواطنين في هذه الدولة وهو الأمر الذي يبدي كوننا أقلية مختلفة مؤتلفة على أي عامل اخر.
دخولنا في إئتلافات صغيرة أدى لتعامل الشارع مع الأحزاب كأفراد وكتل والتعامل مع كل نائب ومرشح على حدا ومحاسبته وصدر هذا المردود، وبالتالي خيبة الأمل نراها بشكل أوضح.
برأي جبارين اي من التحالفين هو الاقوى الجبهة والعربية للتغيّير ام الحركة الاسلامية الجنوبية والتجمع؟
كلا الكتلتين فقدت الكثير من قوتها في الشارع، ردة الفعل هذه بدأت قبل الأنتخابات بكثير كرد فعل لفشل نجاعة التمثيل الذي كان في الفترة الأنتخابيه السابقة، واخفاقات قانون القومية وقانون كمينتس.
اضف الى ذلك ضعف الكوادر الطلابية لكل الأحزاب على مدى العشرون عام الأخير وفعاليتها وتجنيدها لكوادر جديدة وبالتالي تجديد الأصوات وحتلنة الأحزاب لمخاطبة الأجيال الجديدة.
من الصعب تنبؤ اي من هذين الإئتلافين هو الأقوى في الوضع الراهن، لكن يجب أن نعي أن التجمع بات وترك في وضع لا يحسد عليه الا انه ومع ذلك لديه قيمة مضافة للموحدة والتي ستؤهل هذا التحالف من تجاوز نسبة الحسم ليس الا.
وكذلك الأمر بالنسبة للجبهة والعربية للتغيير، الجبهة باتت عجوز ولم تحتلن أجندتها او حتى كوادرها، والعربية للتغيير هو حزب الشخص الواحد وجمهوره بالتالي محدود ومحصور، ولذلك نرى إئتلاف أخر مبني على مصلحة تجاوز نسبة الحسم ولربما مع كرسي واحد فوق ذلك ترجمة للوضع الحالي.
ماذا يوّجه جبارين لكل من الناخبين العرب والنواب العرب؟
هنالك ازمة ثقة وشرخ بين الشارع والأحزاب وبالتالي النواب.الحل لهذه الأزمة يترجم بأمر واحد ووحيد الرقابة والشفافيه وهو أمر للأسف ينقصنا بكثرة في كل هيئة تمثيلية ليس فقط داخل اروقة الكنيست.ولكن وامام هذه المعضلة نحن بحاجة للتكاتف وإحترام تعدديتنا واختلافاتنا وتوجهاتنا دونما توجيه صكوك الوطنية.للناخب حرية الإقتراع من دونه وعلى الجميع أحترام هذه الخيارات.وان كان لا بد لنا الا وان نكثف من وجودنا الكيفي قبل الكمي داخل الاروّقة جنباً الى جنب بتشديد الرقابة، وهذا من مسؤوليتنا نحن جمهور الناخبون، فمسؤليتنا لا تنتهي بدك الصناديق، بل بالمتابعة والمحاسبة في كيفية تقدم ممثلينا في تحصيل الحقوق وإيجاد الحلول لكثير من معضلاتنا.
أما على النواب أن يكونوا بقدر هذه المسؤولية والبدء في عمل خطط عميقة وقوية وإيجاد حلول من خارج الصندوق وطرحها بشفافية بل وإشراك الجمهور، هنالك الكثير من البلدان والبؤر التي لا تشهد أي فعالية سياسية او وجود لكوادر كونوا هناك وعززوا من وجودكم بشكل فعلي وإستثمروا بالعقول والطاولات المستديرة، كل هذا من شأنه تعزيز الثقه مع الشارع وجمهور الناخبين.