الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 19:01

قصّة نجاح

مي عرو من جت: أرسمي طريق نجاحك بقلمك الخاصّ

رغدة بسيوني- كل
نُشر: 08/03/19 17:56,  حُتلن: 07:29

كل امرأة قادرة على أن تُحقّق ذاتها وأن تُحلّق بعيدًا للوصول لأحلامها مهما كانت كبيرة، نشارككم تجارب بمثابة تقدير وحُب لنساء مجتمعنا المُثابرات الطّموحات المُغرّدات خارج كل سرب يحاول الحدّ من طاقاتهن، هي رسائل أمل لكُل امرأة، أم، شابة، طفلة، مُسنّة، من أجل بذل المزيد من المجهودات للنّهوض والمضيّ قُدمًا وتحقيق الذّوات وترك بصمة خاصّة لا تُنسى. "أجا دورِك"!


مي عرو 

مي عرو من جت (37 عامًا) متخصّصة في مجال تدريس اللغات العربيّة والعبرية، تعمل مع مجموعات بمواضيع التّدريب والتّرجمة، مديرة مجال اللغات في صندوق مبادرات إبراهيم، مؤلّفة كتاب لماذا تبكي الزهور للأطفال، وهو باكورة أعمالها الأدبيّة وقريبا ستنشر كتابها الثاني "37" والذي تعبّر من خلاله عن رأيها الشخصي في مواضيع عديدة من المجتمع العربي.

البداية
تحرص برغم حبّها للعمل على الهرب بعيدًا عنه في كلّ فرصة، فهي إما أن تختفي في عتمة قاعات السينما، أو تغطس عميقًا في مياه البحر وإن لم تستطع تتناول من حقيبتها كتابا وتغرق بين صفحاته خارج الزّمان والمكان.

"بداية مسيرتي المهنيّة كانت كمعلمة للغة العربيّة في المدارس اليهوديّة ومن ثمّ انتقلت لتدريس اللغة العبريّة في المدارس العربيّة، وخلال هذه الفترة عملت في إرشاد المعلّمين العرب واليهود، وتعليمهم طرائق وأساليب تدريس اللغة كلغة ثانية والعمل في ثقافات مختلفة، بعد ذلك ساهمت في كتابة مواد تعليميّة لتدريس اللغتين العربية والعبرية".
"قبل 3 سنوات قررت إنهاء عملي بالتّدريس وترك المنظومة التعليمية داخل إطار تربوي في وزارة التّربية والتّعليم، وعملت بشكل مستقل لفترة قصيرة حتّى عثرت على الوظيفة التي تجمع بين كل الأمور التي لدي شغف بها، فأعطاني عملي الجديد إمكانية التّنقّل والعمل مع عدّة فئات عمرية مختلفة. جانب من عملي يتضمّن محاضرات أجريها في جامعات وكليّات البلاد ضمن برنامج وساطة بين طاقم المحاضرين في المؤسّسات الأكاديميّة وبين الطلاب العرب، والتّطرّق للمميّزات والتحديات التي يمرّ بها الطالب العربي والفترة الانتقالية التي يعبرها".

مشروع الكتابة
"بدأت أكتب وأنشر في الأساس عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حول رحلاتي وتجارب السّفر التي أخوضها وحيدة كامرأة، ومن هناك بدأت الكتابة تأخذ حيّزها المهم في حياتي ومنحى أكثر جدّيّة إذ تواصلت معي دور نشر بهدف نشر كتاب لي حول نصوصي التي تتعلق بالرّحلات.

عندما قرّرت مشاركة القرّاء كتاباتي عبر صفحات التواصل، أوّل صعوبة واجهتها كانت اتّخاذ هذه الخطوة التي اعتبرها البعض جريئة، إذ أنّي أكتب عن أحداث شخصية، لذلك أنا أعتبر أنّ الكتابة كانت أهم وأكبر قرار اتّخذته بحياتي في عام 2016.
لأنّي من الأشخاص الذين يبحثون عن حريتهم بعيدًا عن الآخرين، قررت السفر وحيدة لكتابة كل ما تُمليه عليّ أفكاري، فجنّدت اللغة العربية الجميلة من أجل نشر ثقافة الوعي بكل الفرص التي أُتيحت أمامي مع الأخذ بعين الاعتبار احترام المجتمع المحافظ الذي نعيش به.
أنا أؤمن أنّه يمكن لأيّ شخص الحديث ومشاركة أفكاره أيًّا كانت بطريقة لبقة دون إحراج أو مساس بأحد أو التّطاول على احد، ذلك لأن هذا الشّخص ابن هذا المجتمع وليس غريبا عنه، وأنا كنت حريصة كُل الحرص على أن اخلق جوًّا ملؤه الاحترام المتبادل بين المعقّبين عبر صفحتي".

أنا أؤمن أنّه إذا استبدلنا نظرتنا للأمور، فإنّها حتمًا ستتغيّر، فللإنسان سيطرة كاملة على أعماله وهذا سينعكس بالضّرورة على النّتائج وعلى طبيعة ولون حياته، ما يعني أنّ الشّخص نفسه عليه أن يختار أن يكون لاعبًا فعّالا في مجتمعه وليس محلّلًا يعطي الإرشادات والنتائج عن بُعد، فكل شخص يقرّر إلى أين ينوي الذّهاب وما هي الطريق التي ينوي سلكها. وفي أقصى الحالات بالتّأكيد سننجح، إذ أنّ الخسارة ليست في عدم الحصول على شيء أو التّقدّم فيه إنّما في عدم التّحرّك والإقدام على الفعل، عدم الاختيار والعمل هي الخسارة بحدّ ذاتها". نجاحي في كل ما أفعل على جميع المستويات والأصعدة يعتمد اعتمادًا أساسيًّا على لغتي العربيّة قبل كل شيء، لأنّ الآخرين يقدّرون من يملكون قلمًا ولسانًا جميليْن وتمنحه الاحترام والثّقة على الاستمرار. لذلك أنا أشعر بكثير من الاستياء من أولئك الذين يستخدمون لغة ركيكة لم يُبذل أي جهد فيها، احترام اللغة واجب، تماما كاحترام المتلقّي لذلك يجب تقديم محتوى مفهوم وإن تخلّل كلمات صعبة ببعض الأحيان يجب شرحها وتبسيطها للآخرين فاللغة لا تتعالى على أحد وهي ثوب فضفاض لا يخنق لكن نحن من يسيء استخدامه أحيانًا".

الطرق ليست مفروشة بالورود
"المرأة لا تقل أهمّية عن الرجل وقد تفوقه بمستويات عديدة. أتمنّى من كل امرأة ألا ترضى بأقل مّما تستحق، وأن تأخذ على عاتقها مسؤوليّة حرّيّتها وسعادتها ونجاحها، وعليها ألا تتوقّع أنّ الطّرق التي تنتظرها مفروشة بالورود، إنّما عليها أن تخلق الطّريق بنفسها، فهي التي تُنجب وتُربّي وتزرع الاخلاق والامل، وتستطيع أن تحدث تغييرات جذريّة لو أرادت، ولكن عليها البدء أوّلًا بنفسها، وأن تغير بذاتها قبل أن تتوقّع أي تغيير من المجتمع والآخرين، على كل امرأة ألا تتوقف عن البحث والتّعلّم، فالعالم مليء بالنوافذ والأبواب التي يمكن أن تطرقها لتصل إلى أهدافها وطموحاتها".

رسالتان أقدّمهما للنّساء في مجتمعي
عليك اكتشاف المجال الذي يُشبهك، تُبدعين فيه وتجدين نفسك قادرة على أن تتألّقي وتُطوّري وتتطوّري من خلاله، إن كان في المجال العلمي أو القدرة على التّواصل مع الآخرين أو الطّبخ أو الفن أو الرّياضة، كوني مميّزة في كُل شيء تقومين به فقط آمني بنفسك وأطلقي العنان لمكنوناتك بأن تكون في مكانها الصّحيح".

"رسالتي الأخرى، أنا أحترم جميع الوظائف التي تقوم بها كل امرأة والتي لا يمكن لأخرى أن تحلّ مكانها سواء كانت أمًّا أو أختًا أو زوجةً أو عاملةً والى آخره، ولكن دائمًا يجب أن تتذكري عزيزتي المرأة انّ هناك وقتًا لا يمكنك التّنازل عنه وهو الوقت لنفسك ولذاتك، عليك التّجرّد من جميع الوظائف واختيار القيام بأي شيء أو حتّى عدم القيام بشيء، هذا الوقت هو الأثمن لك وراحتك من أجل شحن طاقات إيجابية جديدة. جميعنا نستحق مساحة نلتقط فيها أنفاسنا فالخلوة بالنفس ثمينة جدًّا بعيدًا عن ضجيج الحياة بكل ما تحمله من معانٍ وأسماء".

مقالات متعلقة