اعتبر مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أن الحرب على سوريا تهدف إلى ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي لأراضيها، مطالبا الأمم المتحدة بإلزام قوات واشنطن بالخروج من بلاده.
وقال الجعفري، في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الأوضاع الإنسانية في سوريا، إن دمشق أكدت منذ البداية أن "الحرب الإرهابية" على سوريا "هدفت لتكريس الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وضمان استمراره وفقا لأجندة أمريكية"، مشيرا إلى أن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان تأكيد جديد لهذا الأمر.
وقال الجعفري إن إعلان ترامب بشأن الجولان السوري المحتل "كشف حقيقة المخطط الموجه ضد سوريا بشكل خاص والمنطقة بأسرها بشكل عام، وهو مخطط إجرامي لم تترك فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها وأدواتها في المنطقة أي وسيلة لا أخلاقية ولا شرعية إلا واستخدمتها لخدمة أجنداتها الرامية لنشر الفوضى والدمار في المنطقة والعمل على تقسيمها على أسس دينية ومذهبية وعرقية لتكريس الواقع الجديد على غرار ذلك الذي فرضه المستعمرون في وثيقتي سايكس بيكو ووعد بلفور".
وأضاف الجعفري: "كل ذلك تحت ستار أفكار ونظريات شاذة روج لها بعض سياسييهم حول ما يسمى بالفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد".
الجعفري: حكومات الدول المعادية وظفت الوضع الإنساني ونطالب الأمم المتحدة بإخراج القوات الأمريكية
وأشار الجعفري إلى أن حكومات الدول المعادية لسوريا وظفت "الوضع الإنساني والمعاناة الكبيرة التي تسببت بها ممارساتها العدائية لتشويه صورة الحكومة السورية وجهودها لدعم وتمكين السوريين من تجاوز الأزمة".
وقال إن "هذه الممارسة مستمرة وتتجلى بأحد أوجهها في استمرار احتجاز القوات الأمريكية والتنظيمات الإرهابية التابعة لها آلاف المهجرين منذ 1791 يوما داخل مخيم الركبان في منطقة التنف المحتلة دون أي اكتراث بمعاناة هؤلاء وأوضاعهم المعيشية الكارثية التي عاينتها الأمم المتحدة بنفسها وأجرت استطلاعا داخل المخيم تبين بنتيجته أن 95 بالمئة من قاطنيه يريدون مغادرة المخيم والعودة إلى قراهم ومدنهم فلماذا يستمر الأمريكيون باحتجازهم في الركبان".
وأوضح الجعفري أن الحكومة السورية اتخذت الإجراءات اللازمة لإجلاء محتجزي مخيم الركبان وإنهاء معاناتهم وهي تطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالضغط على الجانب الأمريكي للسماح لقاطني المخيم بحرية الحركة وضمان أمن وسلامة الطواقم الإنسانية ووسائل النقل التي ستعمل على إنهاء معاناة المدنيين وتفكيك المخيم كما تطالبهما بإلزام القوات الأجنبية غير الشرعية بالانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي السورية.
الجعفري: رئيس وزراء قطر السابق أكد أن سوريا ضحية لتلاعب استخباراتي بإشراف الولايات المتحدة
كما اعتبر المندوب السوري أن رئيس وزراء قطر السابق، حمد بن جاسم، أكد شخصيا أن سوريا ضحية لتلاعب استخباراتي بقيادة الولايات المتحدة.
وأوضح الجعفري في هذا السياق: "سوريا ضحية لتلاعب مخابراتي تشرف عليه الولايات المتحدة الأمريكية، وقال هذا الكلام رئيس وزراء قطر السابق، حمد بن جاسم. وقال في حينه نحن صرفنا 137 مليار دولار على تدمير سوريا بتعليمات من واشنطن".
وأضاف الجعفري مشددا: هيك قال رئيس وزراء قطر السابق! وهذه القصة فضيحة، وكفى!".