خالد خليفة في مقاله:
أحمد طيبي كان ينافس أيمن عودة منافسة جديدة على رئاسة القائمة وفجأة وفي ليلة وضحاها أصبحا شركاء بدون ذكر أسباب الإنهيار الكبير للمفاوضات ولم يعطوا مثالا للعمل الانتخابي المشترك
المقاطعة هي عمل عبثي، غير إستراتيجي، تضر بالمواطن العربي بمصلحته وكينونته ولقد جاءت هذه المقاطعة من منطلقات الشعور بالإخفاق وخيبة الأمل عند الجماهير العربية من مرشحيهم
المقاطعة تحدث فراغا سياسيا في الخارطة السياسية تستثني الوجود العربي يستبدل بفاشيين جدد يسيطرون ويهيمنون على الساحة السياسية الإسرائيلية ويطالبون وبشكل سافر فرض أسس ومعايير الفاشيّة
لقد باتت المقاطعة تؤرق مضاجع السياسيين العرب، وهي تعتبر نوع جديد من التذمر من السياسيين والنواب الحاليين. فقد أخذت موقفا حازما من كل هؤلاء الذين ركلوا بالقائمة المشتركة واسقطوا العمل السياسي العربي الوحدوي والذي كان من الممكن أن يكون عملا سياسيا جبارا مثاليا تفتخر به الأجيال القادمة.
لقد أثبتت كافة مركبات القائمة المشتركة على أنهم لا يجيدون العمل السياسي المشترك خلال الفترة الانتخابية الماضية ما بين 2015-2019، حيث اتسمت فترتهم الماضية بخلافات جوهرية شديدة وسوء إدارة في اتخاذ القرار وخلافات كثيرة بين كافة الأطراف على رئاسة القائمة والميزانيات وأمور كثيرة عدة، فأحمد طيبي كان ينافس أيمن عودة منافسة جديدة على رئاسة القائمة وفجأة وفي ليلة وضحاها أصبحا شركاء بدون ذكر أسباب الإنهيار الكبير للمفاوضات ولم يعطوا مثالا للعمل الانتخابي المشترك والدعائي في الفترة الانتقاليّة ما قبل الانتخابات، فها نحن نرى قلة العمل الميداني للحركة العربية للتغيير وهي تعتمد بالأساس على نشاطات وكوادر ومقرات الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، فهنالك فجوة واسعة النطاق بين عمل الجبهة على الساحة السياسية المحليّة وعمل العربيّة للتغيير، ويمكن القول بأن الجبهة قامت بكافة التحضيرات الإنتخابية من حيث مجيء رموزها الى الساحة وتحضير الكوادر ليوم الحسم الانتخابيّ وجلب الموارد كانت منها ماديّة أم معنوية على عكس العربية للتغيير والتي لم تقوم بالتحضيرات المطلوبة ولم تتواجد كوادرها في الكثير من القرى والمدن العربية، ويرجع ذلك في الحقيقة إلى عدم وجود كوادر أصلا لها في هذه القرى.
وفي نتيجة الأمر يمكن القول بأن العربية للتغيير تستغل وبشكل فاضح كافة مقدرات الجبهة وطاقاتها للصعود إلى الكنيست وهذا ما يؤثر كثيرا على تعاظم قوة المقاطعة. وإذا كان هناك صعود للمقاطعة، فإن هذه النقطة بالذات هي التي تؤدي الى تصاعدها وتعاظم قوتها، كما اننا نرى نفس الأمر في قائمة التجمع والموحدة، حيث إن العمل الميداني الظاهر للعيان هو ظهور واضح أكثر لأعضاء التجمع وإختفاء ميدانيّ لأعضاء الموحدة، ويمكن القول بأنهم لم يبلو بلاء حسنا في العمل الجماهيري، وتأخروا في توضيح أفكارهم إعلاميا، والحملة الإنتخابية الإعلامية بواسطة الصحف ووسائل الإعلام العربية كانت أيضا متأخرة وأنجزت بشكل جزئي، حيث اننا لم نرى ثمار هذه الحملة بسبب عدم التخطيط الإستراتيجي والواضح لها بيد أنهم لم يوقعوا في الوقت المناسب إتفاقيات لشن الحملة الإعلامية والدعائية التي تناشد وتحث المواطنين للتصويت ولإقناع أكبر عدد ممكن من هؤلاء المواطنين للقدوم لصناديق الإقتراع وعدم الإصغاء للمقاطعة.
إن المقاطعة هي عمل عبثي، غير إستراتيجي، تضر بالمواطن العربي بمصلحته وكينونته ولقد جاءت هذه المقاطعة من منطلقات الشعور بالإخفاق وخيبة الأمل عند الجماهير العربية من مرشحيهم، حيث إن المقاطعة تحدث فراغا سياسيا في الخارطة السياسية تستثني الوجود العربي يستبدل بفاشيين جدد يسيطرون ويهيمنون على الساحة السياسية الإسرائيلية ويطالبون وبشكل سافر فرض أسس ومعايير الفاشيّة، وبعد أن يكتمل هذا المظهر السياسي فإننا نرجع إلى نقطة البدء ونبدأ بمحاربة هذا النظام الفاشي من جديد. كلنا أمل أن يتحسن أداء مندوبينا في المستقبل حيث أنهم حققوا ما استطاعوا تحقيقه ويمكن القول أنهم في نهاية مسيرتهم السياسية، والجولة الحالية هي الجولة الأخيرة أو ما قبل الأخيرة، وتاريخيا أثبت شعبنا انه قادر على إنتاج المزيد من القياديين الوطنيين الجدد الذين يستطيعون تحدي التاريخ وتوجيهه مستقبلا.
* خالد خليفة – صحفي ومحلل سياسيّ
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com