الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 07:02

قراءة في نتائج الانتخابات وفشل تحالف الموحدة والتجمع في المثلث الجنوبي مثالاً/ بقلم: د. محمد ابو راشد

د. محمد ابو
نُشر: 11/04/19 12:27,  حُتلن: 13:42

د. محمد ابو راشد

حظيت الاحزاب الصهيونية بتأييد 24% من المصوتين اي ما يعادل 15% من اصحاب حق الاقتراع البالغ عددهم 80,000 وهذه تشكل اشارة وضوء احمر بتغلغل 

قراءة في نتائج الانتخابات وفشل تحالف الموحدة والتجمع في المثلث الجنوبي مثالاً: يشكل المثلث الجنوبي(كفرقاسم، كفربرا، جلجولية، الطيبة، الطيرة وقلنسوة) مركز ثقل وبوصلة سياسية هامة للجماهير العربية في اسرائيل.

لقد تعرض اهله الى اقسى انواع الاضطهاد والممارسات القمعية والعنصرية منذ نشوء الدولة وحتى يومنا هذا. لقد واجه اهله اكثر المجازر ترويعا على ايدي قوات الشرطة إبانَ الحكم العسكري وما زالت هذه البلدات تتعرض لسياسة الخنق والمحاصرة جغرافيا مما يعيق تطويرها ديموغرافياً واقتصادياً فتعاني اليوم من ازمة سكنية خانقة ويمارس فيها هدم البيوت وترويع الناس،وما هدم البيوت مؤخراً في قلنسوة عنا ببعيد.

يُِعتبر اهلنا في المثلث الجنوبي اكثر الشرائح السكنيه احتكاكاً بالجمهور اليهودي في وسط البلاد من جهه وباراضي السلطة الفلسطينية واهلنا في مناطق الـ67 من الجهة الاخرى.

يعتبر اهله من الذين مارسوا العمل السياسي مبكرا ضد السياسات العنصرية للدولة حيث نشأ فيه تيارات واحزاب قومية ووطنية ودينية امثال الحزب الشيوعي، حركة الارض والقوميين العرب،الحركة الاسلامية والعربية للتغير بقيادة الدكتور احمد الطيبي.

اما دينياً فلقد نشأ في كفرقاسم بلد الشهداء التيار الديني المتمثل بالحركة الاسلامية والتي كان اكثر قادتها قطرياً منذ نشأتها وحتى يومنا هذا من ابنائه، والذين شكَّلو ايضاً قيادةً محليه في العمل البلدي في اغلب هذه البلدات. اضف الى ذلك فأن المثلث الجنوبي هو معقل القائمة العربية للتغير منذ نشوء هذه القائمة وحتى يومنا هذا.
ان قراءة نتائج الانتخابات الاخيره 2019 في هذه البلدات المتجانسة دينياً وقومياً والتي واجهت سياسات الاضطهاد والتمييز العنصري. يشكل بوصلة سياسية هامة ويعكس توجهات السكان سياسياً، قومياً ودينياً للوسط العربي بشكل عام.
نستطيع ان نشير الى عدة نقاط هامة
اولاً: لقد شارك 60٪؜ من اصحاب حق الاقتراع في العمليه الانتخابية.
هذه النسبه اعلى من المعدل العام في الوسط العربي في البلاد،الامر الذي يشير الى اقتناع هذه الشريحة السكانية في المشاركة بالعملية الانتخابية رغم دعوات المقاطعة دينيا وقوميا.
ثانياً: لقد حظيت الاحزاب الصهيونية بتأييد 24% من المصوتين اي ما يعادل 15% من اصحاب حق الاقتراع البالغ عددهم 80,000 وهذه تشكل اشارة وضوء احمر بتغلغل ودخول الاحزاب الصهيونيه بقوة الى المجتمع العربي في المثلث الجنوبي رغم وعيها الديني والقومي الذي يميزها، ووجود احزاب وحركات سياسية ودينيه فاعلة.

ثالثاً: تشير المعطيات الى ضعف وانحسار التأييد الجماهيري للتيار الاسلامي والقومي المتمثل في الموحدة والتجمع في احد اهم معاقلة حيث منح اقل من 20% من اصحاب حق الاقتراع صوتهم لهذا التحالف والذين يشكلون ثُلث نسبة المصوتين, بالمقابل فازت الجبهة والعربيه للتغيير ب 26% من عدد اصحاب حق الاقتراع ما يعادل 43%؜ من نسبة المصوتين علماً بأن الجبهة والعربيه للتغيير تدعو الى المشاركة العربية اليهودية ولم يشكل الطرح القومي والديني اساساً في اجندتها السياسية.

بناءً عليه ورغم التحديات الذي يتعرض لها المجتمع العربي قومياً ودينياً فإن الطرح القومي والديني لتحالف التجمع والموحدة في المثلث الجنوبي لم يكن له بالغ الاثر في كسب ثقة الجماهير وتعاطفها مع الدعاية الانتخابية التي اعتمدت على التخويف من البعبع القومي المتمثل بقانون القومية من جهة والعاطفة الدينية المتمثل بالحب والتقديس للاقصى وباب الرحمة والممارسة الدينيه فيهم من جهة اخرى. الامر الذي يستدعي قادة هذا التحالف الى تعميق النظر والدراسه واستخلاص العبر من هذه النتائج وأساليب ممارستها السياسيه والحزبية في هذه البلدات التي يتمتع اهلها بقدرٍ كبير من الوعي والثقافة السياسية،القومية والدينية. الامر الذي يعد خطوه ضرورية لتحالف الموحدة والتجمع من اجل تحسين ادائها الحزبي والسياسي في المثلث الجنوبي خاصة والبلاد عامةً. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

 

مقالات متعلقة