الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 03:01

قراءة في قصة زياد فوق جبل النورس -بقلم : سهيل ابراهيم عيساوي

سهيل ابراهيم عيساوي
نُشر: 13/05/19 22:45,  حُتلن: 22:46

" زياد فوق جبل النورس " ، قصة للأطفال ، تأليف ورسومات ينز البوم ، صدرت القصة في اللغة السويدية بعنوان ، JONATAN PA MASBERGET , وصدرت بطبعتها العربية عن دار المنى 1991 ، أما النسخة التي بين ايدينا ، صدرت عن مكتبة الفانوس ، قام بتحرير الطبعة : اياد برغوثي ومنى سروجي .

القصة : تتحدث القصة عن ولد اسمه زياد ، قال والده أنه أذكى وأجمل طفل في العالم ، وأكد والده " عندما يكبر ربما يصبح مخترعا أو عالما عظيما " أما الأم فتجيب " يكفيني أن يكون زياد سعيدا في حياته "
كان زياد يعيش في بيته مع أسرته في جبل النورس ، يلعب بين الأثاث القديم وفي الممرات المظلمة لقبو البيت ، أما أحب الاشياء على قلبه ، خروجه في رحلة طيران مع والديه ، يجلس على كتفيهما ، والريح يدغدغه ، ويشاهد الاشياء صغيرة وهو في العلو الشاهق ، وكم كانت سعادته عندما يطير مع والده الى المتجر ، يلتقي بصديقته سارة ، يلعبان معا لعبة الغميضة ، في احد الأيام كتب اسم سارة بالمعجونة على بلاط المتجر ، فانزعج وتضايق والده قليلا ، وفي أحد الأيام أراد أن يهديها أكبر برج من المكعبات لكن زباد سقط على الأرض ، وأراد أن يحلق فوق الغيوم ، لكن سارة نبهته، انه لا يملك اجنحة ، شعر زياد بالضيق والالم ، وقف أمام المرآة وقال نعم لسارة يوجد أجنحة كذلك لأمه ولأبيه ، شعر بغصة في قلبه ، شعرت أمه بما يحس فقالت له " قد تكون الحياة صعبة في بعض الأحبان ، ربما صارت أكثر صعوبة بالنسبة لك ، لأنك لا تملك أجنحة ، لكن يجب أن تتعلم كيف تتعايش مع هذه الحقيقة ، وتتغلب على مصاعبها . تذكر شيئا واحدا هاما : انك لست أقل من غيرك في أي حال من الأحوال ، نحن نحبك كثيرا "
رغم تشجيع أمه الكبير ، حين جاء اليوم الذي يطير فيه الأولاد للمرة الأولى ، شعر زياد بالوحدة والحزن الشديد .

طار الأولاد الواحد تلو الاخر بأجنحة مهتزة ، وطارت سارة التي التقت عينيها بعني زياد ، شعرت بالحزن ، كذلك هو شعر من جديد بالحزن ،لأنه حبيس على الارض يراقب طيرانهم بحسرة .
قضى الاولاد فصل الصيف وهم يتدربون على الطيران ، وعندما حل فصل الخريف ، بدأت المدرسة ، لكن زياد بقي في البيت ، لأن المدرسة بعيدة جدا ، وتقع بنايتها على جبل شاهق ، ولم يعد بمقدور والديه الطيران به ثقل وزنه وكبر سنه، لم يعد الأصدقاء يأتون اليه للعب ، فقط سارة كانت تأتي اليه بعد عودتها من المدرسة ، لكنه ظن انها تزوره من باب الشفة والرأفة ، فصرخ بها " طيري بعيدا من هنا ! أريد أن أبقى وحدي " لكن بعد ذهابها شعر بالمزبد من الوحدة .
زياد قرر أن يواجه مشكلته بنفسه ، قرر أن يذهب الى المدرسة فهو يملك ساقان ويستطع المشي والوصول الى المدرسة رغم انه مضطر أن يقطع جبل ووادي ونهر ، ترك رسالة لأمه يخبرها بوجهته نحو المدرسة ، لم يكن نزول الجبل سهلا ، فهو شديد الانحدار ، أصيب بخدوج ، فصرح لماذا لا يوجد درج للنزول عن هذا الجبل ؟ وفي الوادي نهر عريض صرخ لماذا لا يوجد جسر ؟ بالصدفة وجد طوفا خشبيا واخيرا بشق الانفس اجتاز النهر العميق ، وصعد العديد من الصخور حتى وصل الى سفح الجبل الذي تقع المدرسة على قمته ، نظر الى الأعلى بدت المدرسة مثل قلعة محصنة ، شعر زياد بغصة تنمو في حلقه أراد أن يبكي لكنه تمالك نفسه وركل حجرا ارتطم بالجبل فاخرج صوتا مكتوما ، عندها سمع صوتا يقول له " انا أعرف كيف تشعر فهذا المكان لم يبن لأشخاص مثلنا " كان صوت رجل عجوز لا يستطع الطيران بسبب ضعف جناحيه ، عندها تنفس زياد الصعداء وقال أنه كان يعتقد الوحيد لا يستطع الطيران فقال له الرجل العجوز : " لا ابدا هنالك الكثيرون مثلنا ، لكن الاخرين ممن يحسنون الطيران لا يروننا ، اننا نعيش كالأشباح هنا على الارض " وقال زياد علينا ان نشرح لهم وخاصة انهم يوما ما سوف يعجزون عن الطيران وبحاجة الى جسور وطرق لتسهيل وصولهم الى أهدافهم ، الرجل العجوز يقرر أن يساعد زياد في العودة الى البيت ، اخيرا وصل زياد البيت وجد امه قلقة عليه ، وقالت انه ان الطريق محفوفة بالمخاطر ، زياد اجاب " لم تكن هناك أي مخاطر ، لقد استعملت طوفا جيدا ، كل ما في الأمر انني بللت قدمي قليلا "
اما سارة كانت تعيش ظروفا صعبة بدون زياد شعرت بالوحدة والملل، عندما اصابتها خلال الحصة طائرة ورقية ، التقطت فكرة عظيمة ، عندما عودتها اخبرت زياد بانه يمكنه الطيران ، واخرجت الطائرة الورقية من حقيبتها ، وضع والدا زياد التصميم المناسب لأجنحة زياد ،لم يكن الأمر هينا ، شاركك زياد وسارة وأمها ، اخيرا أصبح زباد يملك جناحين ، أحمرين براقين مثبتين في اطار معدني قوي ، طار زياد وصرخ اني أطير ، اني أطير ، دوى صدى صوته بين الجبال ، اطل الناس من بيوتهم ليشاهدوا ما يحدث ، كان والده فخورا بطيرانه ، وقالت له سارة عدا ترافقنا الى المدرسة ،عندما هبطا في المدرسة حاول مروان السخرية من جناحيه لكن زياد لم يكترث .
تنتهي القصة " اذا حدث وطرت يوما فوق جبل النورس ، ومررت ببيت زياد ، في ساعة متأخرة في المساء ، سوف ترى ضوءا ينبعث من النافذة ، انهما زياد ووالده يرسمان ويصممان ويبنيان ، انهما يبنيان شيئا جديدا . ماذا تظنون انه سيكون ؟!"

رسالة الكاتب :

يعيش بيننا العديد من الاشخاص لديهم اعاقة معينة علينا الالتفات لهم وتلبية احتياجاتهم .
دعم الأهل هو مفتاح النجاح والعتبة الأولى لصعود سلم العقبات
من المهم زرع الثقة بالنفس لدى اصحاب الاحتياجات الخاصة
جميل مكاشفتهم بالحقيقة بالصعوبات التي تنتظرهم ، لكن دون ان نهدم عزائمهم
المجتمع عادة لا يلتفت الى احتياجات اصحاب الاعاقات ، لان الذي يقرر لا يستطع ان يفكر مثلهم
يجب توفر سبل الراحة لهم ، مثل طرق سهلة ، موقف خاص ، جسور ، اشارات ، دمجهم في المدارس العادية مع سائر التلاميذ ، قوانين تحميهم وتمنع هضم حقوقهم وتمنع تجاهل والاقصاء .
يجب دمجهم بالمجتمع ، بأعلى المستويات ، أي مع صناع القرار ، لمنع أي تجاهل لحقوقهم ، لانهم وحدهم يشعرون بمرارة التجربة والصعوبات التي يعانون منها واحتياجاتهم لتذليل المصاعب اليومية .
اصحاب القرارات اليوم ، يتجاهلون انهم يوما ما سوف يهرمون وبحاجة الى قوانين تسهل عليهم حياتهم ، يتجاهلون انهم معرضون للإصابة والاعاقة في أي لحظة ، لذا عليهم حماية مستقبلهم

الصداقة السليمة لا تموت ، سارة صديقة زيادة ليس من باب الشفقة ، بل صداقة انسانية خالصة ، قفد كانت تفكر به وتشتاق اليه ، وتحزن لحاله ، وعندما خطرت ببالها فكرة الطيران ، حالا جاءت الى منزل زياد ، نسيت انه صرخ في وجهها وطردها ، واخبرته بالفكرة بتلهف، وجندت أمها للمساعدة حتى تحقق الحلم وعندما نجح زياد في الطيران ، رافقته الى المدرسة ولعبا معا فوق السحاب ، ولم يفترقا ابدا .

يحاول البعض احباط أصحاب الاعاقات والاستخفاف بالأجهزة التي يستعينون بها ، والنيل منهم ، والتقليل من جهودهم ، اصحاب الاعاقات يتكبدون المصاعب من أجل مخالطة الناس وتذليل المصاعب لذا يجب تقدير جهدهم .

الثقة بالنفس غرسها والدي زياد في قلبه ، والارادة التي تسلح بها ، والايمان بانه ليس اقل من الاخرين ، هذه العوامل دفعت زياد الى ركوب التحديات غي مهتم بالمخاطر ، لم يخف زياد من محاولة الطيران ، ولم يهتم من تهكم الطلاب .

ما بحك جلد غير ظفرك ، هذا المثل ينطبق على كل انسان ، وبشكل خاص على أصحاب الاعاقة ، معظم الناس لن يلتفتوا الى احتياجاتهم ورغباتهم ، وطموحاتهم ، لأنهم ببساطة يجهلون عالمهم الخاص ، لذا وجب على أصحاب الاحتياجات الخاصة ، ان يتجندوا ويبحثوا بأنفسهم عن مطالبهم ويحققوا احلامهم ، من خلال البحث والتجريب وتجنيد الناس ، والدفاع عن حقوقهم واعطاء شرعية لوجودهم .

التميز والتفوق ، لأصحاب الاعاقات ، هذا سلاح يواجهون به المجتمع وقساوته ، من خلال فرض نفسهم بقوة ، من خلال تميزهم وتفوقهم على اقرانهم ، في مجالات عديدة ، مثل برمجة الحاسوب ، الرياضة بأنواعها ، الموسيقى، الغناء ، الكتابة الابداعية ، الشعر ، الهندسة ، الطب ، البحث العلمي ، وغيرها من المجالات ، من خلال تمسكهم بالعلم ، والنهل منه حتى الارتواء ، في القصة زياد ، قرر وحده تسلق الجبال ، والسير في الوديان ، وقطع النهر العميق ، وعرض نفسه للخطر ، من أجل ان يصل الى المدرسة ، ليتعلم ، لأن العلم غذاء الروح ، والاجنحة التي تحلق بها الانسانية بعيدا .والمخزون الحضاري الذي لا ينضب.

البحث عن شركاء ، القصة تحث أصحاب الاعاقات الى البحث عن شريك جدي ، لديه الضمير الحي ، ولديه الوعي ، والمسئولية اتجاه اطياف المجتمع ، في القصة ظهرت سارة ووالدتها والرجل العجوز ، الذين ادركوا قبل غيرهم ضرورة الانخراط والمساعدة ، من اجل رسم الابتسامة المفقودة على وجه زياد ، وفعلا نجحوا وحلق زياد بعيدا ، واندمج في مدرسته واخذ على عاتقه بناء وتصميم الجسور ،والادراج ، لأنه تذكر رحلته الجبلية الشاقة.

تحمل المشاق ، زياد تحمل المشقة ، وقطع مسافة كبيرة محفوفة بالمخاطر ، الانزلاق من الجبل ، الاصابة ، الغرق في النهر ، الوحدة ، الضياع ، وحتى عندما وصل اسفل الجبل الذي تختضن قمته الشاهقة المدرسة ، اراد ان يبكي ، لكنه تمالك نفسه ، وافرغ غضبه بركل حجر الى الجبل ، وعندما عاد الى البيت وجد امه قلقة وخائفة ، خشيت عليه من الغرق ، تظاهر زياد ، بان الأمر كان سهلا ، بانه وجد طوفا وعبر من خلاله النهر ، مهم جدا ، ان يبث صاحب الاعاقة للغير صورة ايجابية عن ارادته ولا يظهر انكساره ، كي ينهض دوما من جديد .

تحذير من الشفقة : الشخص الذي يعاني من اعاقة ، لا يحب أن تصاحبه وتلعب معه ، من باب الشفقة ، هذا الامر يشعره بالمزيد من الحزن والقلق، يحب ان تصاحبه من أجل الانسان النابض في قلبه ، من أجل شخصه ، من أجل مواهبه ، من أجل خصاله النبيلة ، من خلال صداقة متوازنة ومتبادلة، بالرغم من سارة كانت تحترمه وتقلق عليه وتلعب معه ، وهي الوحيدة التي ظلت على علاقة معه تزوره بعد عوتها من المدرسة ، عندما ظن انها تصاحبه من باب الشفقة ، طلب منها أن تطير الى مكان اخر ، لكنه شعر بعد مغادرتها بالمزيد من الوحدة .

الحكمة عند كبار السن : الرجل العجوز الذي ظهر بالقرب من المدرسة ، ايضا هو مثل زياد لا يطير ، بسبب ضعف جناحيه ، لكبر سنه ، نطق بالعديد من الحقائق المؤلمة والصادمة: " لا، ابدا . هناك العديد الكثيرون مثلنا ، لكن الاخرين ممن يحسنون الطيران لا يروننا ، اننا نعيش كالأشباح هنا على الارض " ص17، " ان الذين يقررون هذه الامور لا يتفهمون حال الذين لا يستطيعون الطيران مثلنا " ص17 ، " انت ولد ذكي ، لكن حين يهرم هؤلاء الذين يتخذون القرارات الان ، سيحل مكانهم اخرون يتخذون القرارات بدلا عنهم " ص18 ، هذا الرجل العجوز يحمل الحكمة في طيات العمر المديد ، غير متفائل من أن اصحاب القرارات سوف يأخذون بالحسبان الفئة التي تعاني ومصابة بعجز جسماني بسبب الهرم ، او الذين ولدوا منذ الصغر مع عجز معين ، لانهم خلال تواجدهم في صناعة القرارات لا يشعرون مع الاخرين ، وعندما يخرجون الى التقاعد يدخل مكانهم دم جديد وتكرر الحكاية نفسها ، هنالك حاجة ماسة لتغيير أنماط التفكير داخل المؤسسات والحكومات ولدى الأفراد وخاصة صناع القرار . ويجب أن يهتم المجتمع بكبار السن لأنهم هم ببساطة من عمر البلاد ومن ضحى بالغالي والنفيس من أجل الأجيال القادمة ، لكن الاجيال الشابة عندما تسلم مقاليد الحكم والقرار ، لا تفكر بالرعيل الاول ، بالأساس لا يفكرون بأنفسهم عندما يتقدم السن بهم .
لا مستحيل أمام الارادة الصلبة ، زياد استطاع ثني المستحيل فضل تصميه وارادته الفلاذية .
من الفكرة الصغيرة تولد فكرة كبيرة : مروان زميل سارة المشاكس ، أرسل طيارة ورقية ، ارتطمت بأنف سارة ، أرادت ان تردها الى مروان المزعج ، لكن في تلك اللحظة ولدت في ذهنها فكرة عظيمة ، قالت لنفسها وهي تضم الطائرة الورقية الى صدرها : " لقد عرفت الان كيف يمكن لزياد ان يصل المدرسة " وفعلا من خلال الطائرة الورقية البسيطة ، تحقق حلم زياد واستطاع الطياران بمساعدة جناحين احمرين براقين مثبتين في اطار معدني قوي ، وفي الحقيقة معظم الاختراعات العلمية يستلهمها العلماء من افكار بسيطة ومن العاب الاطفال الأبرياء .

خلاصة : قصة زياد فوق جبل النورس ، للكاتب السويدي ينز البوم ، قصة جميلة ، رسوماتها جميلة ، تعالج موضوع حساس ، وهو دمج اصحاب الاعاقات في المجتمع ، تجسد معاناتهم اليومية ، معاناة الأهل ، الحوار الداخلي القاسي الذي يدور في نفوسهم الصراع الداخلي ، الاسئلة التي تجول في خاطرهم دون توقف، كيف يعاملهم المجتمع ، كيف يعرض عنهم معظم الاصدقاء ، كيف يواجهون الصعاب والتحديات ، كيف يواجهون سخرية اترابهم ، ايضا هنالك اناس دائما ايديهم ممدودة للخير والمساعدة ، كما تكشف القصة قصور المؤسسات الرسمية ، كيف ترى اصحاب الاحتياجات الخاصة مثل الاشباح ، لا تجهز لهم المرافق الخاصة ، كذلك اصحاب القرارات لا يجهزون البنية التحتية بحيث تخدم اصحاب الاعاقات ، لكن من المهم ان يزرع الأهل بذور الثقة في نفوس الابناء يشحذون هممهم بالمعنويات العالية ، يشجعونهم على العلم والصبر والمثابرة ، كذلك هنالك مسئولية كبيرة تقع على عاتق اصحاب الاعاقات انفسهم ، في نشر التصميم على النجاح واقتناص الفرص والمثابرة من اجل تحقيق الحلم ، والتكاتف مع الاخرين من اجل تحقيق الاهداف ، وعلى كل منا ملقاة مسئولية في دعم وتمكين ودمج اصحاب الاحتياجات الخاصة داخل المؤسسات المختلفة ومساعدتهم على تذليل الصعاب وتحقيق ذاتهم ، ومنحهم الفرصة على التميز وعدم اتباع سياسة الاقصاء ، لأصحاب الاحتياجات الخاصة الحق في حياة كريمة ، الحق في العمل ، الحق في التعليم ، والحق في التمثيل في كل المؤسسات بما فيها المؤسسات العليا .
الكاتب نجح في طرح القضية بصورة مبتكرة وابداعية ، من منح الانسان اجنحة ، وزياد ولد بلا اجنحة ، وفي النهاية نجح في تحقيق حلمه وحلق بعيدا في السماء وانضم الى اترابه على مقاعد الدراسة وامتاز بالذكاء والمبادرة وروح المسئولية، ورغب في التخطيط لمساعدة اصحاب الاعاقات ،بمساعدة والده ، في نهاية القصة اشارة ذكية الى أن زياد يخطط " سوف ترى ضوءا ينبعث من النافذة . انهما زياد ووالده يرسمان ويصممان ويبنيان . انهما يبنيان شيئا جديدا "
الضوء المنبعث من النافذة اشارة الى رياح التغيير في مفهوم المجتمع لقضية اصحاب الاعاقات ، يرمز للمستقبل المشرق لزياد ، الذي انتصر على نفسه وهزم المخاوف التي كانت تسكن صدره ، سحق الافكار المسبقة التي تعشعش في رؤوس الناس ، حقق ذاته وها هو يمد يد العون للآخرين .
جبل النورس الذي ورد ذكره في القصة والعنوان ، طائر النورس يرمز الى الخير فهو يرشد الطيور المهاجرة خلال رحلتها الشاقة في البحث عن الحياة والامان والقوت، وليس من باب الصدفة ورد ذكره في القصة ، ليكن جبل النورس منارة للناس من اجل دعم اصحاب الاحتياجات الخاصة .
فكرة الطياران والأجنحة ، تذكرنا بالعالم العربي عباس بن فرناس الذي عاش في زمن الدولة الأموية في الأندلس ، أول من حاول الطيران . ومنه استلهم الاخوان رايت في الولايات المتحدة ، فكرة تصميم أول طيارة حتى نجحت التجربة ، بهذا الاختراع قفزت الانسانية عدة خطوات الى الأمام . وفكرة الطيران راودت الانسان زمنا طويلا ، من النسور والصقور والعصافير ، التي تحلق عاليا بحرية ، اخذ الانسان الفكرة وطورها ، وكل ما يحتاجه الانسان كي يلحق بركب الحضارة موجود في الطبيعة بغزارة وفي اذهان الأطفال والعابهم .

مقالات متعلقة