شاكر فريد حسن في مقاله:
نتائج حرب حزيران العدوانية ما زالت ماثلة في المشهد السياسي، ولم تتوقف مفاعيلها حتى الآن، وتتواصل إرتداداتها في التأثير بعمق على الحاضر الفلسطيني والعربي، والراهن السياسي
الإدارة الأمريكية الداعمة لإسرائيل سياسيًا وعسكريًا ولوجستيًا، والمؤيدة لمواقفها وممارساتها ونهجها العدواني العسكري طوال الوقت، إعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقلت سفارتها من تل أبيب للقدس، واعترفت أيضًا بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري المحتل
مضى 52 عامًا على هزيمة ونكسة حزيران العام 1967، التي احتلت فيها اسرائيل اراضي الجولان السوري وسيناء المصرية والضفة الغربية وقطاع غزة. وقد شكلت هذه الهزيمة تبلور فكرة الواقعية في الفكر السياسي العربي والفلسطيني، حيث استبدل شعار تحرير كامل التراب الفلسطيني في الضمير العربي والوجدان الفلسطيني، إلى شعار إزالة آثار العدوان والخلاص من الاحتلال، والقبول بمشروع "الدولتين".
وقد نتج عن ذلك الإعتراف بالكيان الصهيوني على أنقاض شعبنا الفلسطيني، وهذا الأمر تمثل وتجسد في زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات للقدس، وتوقيع معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، التي قادت إلى إنسحاب اسرائيل من سيناء، وإنهاء حالة الحرب بين البلدين.
وفي حقيقة الأمر أن نتائج حرب حزيران العدوانية ما زالت ماثلة في المشهد السياسي، ولم تتوقف مفاعيلها حتى الآن، وتتواصل إرتداداتها في التأثير بعمق على الحاضر الفلسطيني والعربي، والراهن السياسي.
فقد تعاظم نهج التسوية، وتراجع الموقف العربي الداعم للقضية الفلسطينية، وتعداه الموقف الفلسطيني الذي نجم عنه إتفاق اوسلو المشؤوم، الذي فشل في إنهاء الحالة الإحتلالية، وتحقيق أي تقدم في المسار التفاوضي، والمشروع المرحلي الذي اعتمدته القيادة السياسية الفلسطينية، ولم تحقق المفاوضات العقيمة التي دامت أكثر من عقدين ونصف، سوى الى الهزائم المتتالية والكوارث لشعبنا، حيث زاد التوغل الاستيطاني في عمق الوطن الفلسطيني، وتجزأت البرتقالة الفلسطينية بين امارة غزة وسلطة الضفة، والأراضي الفلسطينية لم يتحرر أي شيء منها، وغزة محاصرة، ولا تتمتع بأي حرية سيادية، ومناطق السلطة الفلسطينية مسجونة ومطوقة بالحواجز والجدران الاسمنتية، ومستباحة تحت الهيمنة الإحتلالية الاسرائيلية، والجرائم بحق مختلف شرائح وفصائل شعبنا الوطنية في الضفة وغزة لم تتوقف، بل تزداد شراسة، واستغلال الإنقسام الأسود المدمر الذي يتواصل في الساحة الفلسطينية وحالة الترهل والتيه السياسي والاحباط الفلسطيني، لتنفيذ المشروع الاستيطاني الصهيوني، الرامي لتكريس الاحتلال للمناطق الفلسطينية بكاملها.
الإدارة الأمريكية الداعمة لإسرائيل سياسيًا وعسكريًا ولوجستيًا، والمؤيدة لمواقفها وممارساتها ونهجها العدواني العسكري طوال الوقت، إعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقلت سفارتها من تل أبيب للقدس، واعترفت أيضًا بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري المحتل، هذه الإدارة تسارع الخطى لفرض وتطبيق ما تسمى "صفقة القرن" الرامية لمصادرة حق العودة، وتصفية القضية الفلسطينية، كونها قضية وطنية، وشعب واقع تحت الاحتلال، وتحويلها إلى قضية اقتصادية ومالية ومعيشية.
وفي ظل المخاطر الحالية المحدقة بقضية شعبنا الفلسطيني التحررية، والأزمات السياسية والحياتية الراهنة التي تعصف بالحالة الفلسطينية، فمن المطلوب دون أي تردد أو تأجيل الإسراع في إنهاء النفق المظلم، الإنقسام والصراع على السلطة والنفوذ، واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية على أسس وطنية ثابتة، لحماية وصيانة المشروع الوطني الفلسطيني، وإنجاز مهمات الثورة والمقاومة والكفاح والشراكة الوطنية والسلطة الجماعية، مرحلة التحرر والاستقلال الوطني المعمدة بالتضحيات ودم الشهداء، ولأجل اسقاط " صفقة القرن ".
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com