رنا أبو زيد، معلمة للغة العربية:
يمكننا أن نعبر عن فرحتنا ونحتفل بأقل تكلفة ممكنة.. ومشهد السيارات المزينة على مدخل المدارس كان مثيرًا للاستغراب والتعجب
شوقي حاج يحيى، اعلامي ووالد لخريج:
انا أعتقد أنه يوم خاص انتظره الطالب والأهل سنوات طويلة، لذلك لست ضد أن يعبر الطالب عن فرحته بالطريقة التي يريدها
عبير حنا، أم لخريج:
طلبات الأبناء كثيرة وبعضها تخترق الحدود، فلا يشترط عليكم أن تلبوها
في ظل فترة حفلات التخرج من المدارس الثانوية والاحتفالات التي نراها ونشهدها في شوارع بلداتنا العربية، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تزيين سيارات، حفلات خاصة بعد الحفلات المدرسية، أصوات الزمامير والألعاب النارية، تتنوع آراء الناس بين مؤيد ومعارض، فبعضهم لا يراها حتى "مبالغة" ويعتقد أنها فرحة العمر التي انتظرها الطالب وأهله سنوات طويلة، أما البعض الآخر فيشكو من العبء المادي الذي تشكله هذه الاحتفالات، وتحت مسمى "لا أريد أن ينقصه شيء"، يضطر الأهالي لتغطية كافة المصاريف ليحتفل ابنهم/ابنتهم كباقي الطلاب، بصرف النظر عن الاختلاف في المستوى الاقتصادي وأية ظروف أخرى.
في حديث لمراسلة موقع كل العرب مع رنا أبو زيد، معلمة للغة العربية، قالت: "برأيي، يمكننا أن نعبر عن فرحتنا ونحتفل بأقل تكلفة ممكنة، ففي المدرسة التي اعمل بها، نعمل عادة على تنظيم حفلات مشتركة لجميع الخريجين، لتخفيف العبء المادي على الأهالي، ولكي لا يضطر الأهالي دفع مصاريف أخرى على حفلات خاصة لكل طالب".
وتابعت: "أبرز ما رأيناه هذا العام في حفلات التخرج كان استئجار سيارات وتزيينها، فمشهد السيارات المزينة على مدخل المدارس كان مثيرًا للاستغراب والتعجب، ولا شك أنّ إنهاء المرحلة الثانوية يعتبر انجاز مهم ومفصلي في حياة الطالب، لكن لا تحملوا نفوسكم أكثر من طاقتها، فيمكننا أن نحتفل بلا مبالغة".
غدير أبو شهاب
أما غدير ابو شهاب، أم لخريجة وخريج، فقالت: "لكل زمانٍ مقال، التخرج من المدرسة الثانوية كان أمرًا عاديًا جدًا، لكن في ظل تطور التكنولوجيا وسيطرتها على جيل الشباب، بات الطالب يعتقد أن التكنولوجيا هي كل شيء، وبإمكانه أن ينجح في حياته دون أن يكمل تعليمه، لذلك يبذل الأهالي مجهودًا كبيرًا لتشجيع أبنائهم للوصول الى المرحلة الثانوية والتخرج منها بنجاح، وبعد تعب ومجهود اثني عشر عاما يستحق الطلاب أن يحتفلوا، لكن بما يتناسب مع الدخل المادي وبلا أية ضغوطات على أهاليهم".
شوقي حاج يحيى
وقال شوقي حاج يحيى، اعلامي ووالد لخريج: "في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها مجتمعنا العربي، فإنّ فرحة حفلات التخرج تعتبر فرحة العمر، وهي أشبه بفرحة الزفاف، مؤثر جدا أن أرى ابني يكبر أمامي وينتقل لمرحلة جديدة في حياته، انا أعتقد أنه يوم خاص انتظره الطالب والأهل سنوات طويلة، لذلك لست ضد أن يعبر الطالب عن فرحته بالطريقة التي يريدها، فهي حرية شخصية، لكنني ضد الازعاج، فيمكن للطالب أن يفرح ويعبر عن فرحته دون ازعاج الغير، وأتمنى لجميع الخريجين دوام التقدم والنجاح".
أما عبير حنا، أم لخريج: "أنا ضد المبالغة في احتفالات التخرج، لكني كأم لم أصادف هذه المبالغة مع أبنائي، منذ أيام قليلة احتفلنا بمناسبة تخرج ابني من المرحلة الثانوية، واقتصر الاحتفال على وجود الأهل، وقام ابني بتزيين السيارة، لكنني أرى ذلك معقولا وضمن الحدود، فطريقة الاحتفال كانت بسيطة. نسمع اليوم عن طلاب يقومون باستئجار غرف نقاهة (تسيمر) احتفالا بالتخرج، والاهالي تدفع مبالغ طائلة. رسالتي للأهالي هي كالتالي: طلبات الأبناء كثيرة وبعضها تخترق الحدود، فلا يشترط عليكم أن تلبوها".
سماهر شريف
وحول هذا الموضوع أوضحت سماهر شريف، أم لخريجة: "أنا أعتبر نفسي بالغت في الاحتفال، لكنها "موضة العصر"، ولا يمكننا مقارنة أبنائنا بنا، ولا مقارنة زماننا بزمانهم، فكل شيء تغير، ابنتي تخرجت بتفوق، وهذه فرحتها وفرحتنا، لذا أنا أرى أنها مناسبة مهمة وقمنا بترتيب حفل خاص احتفالا بها وبنجاحها وبكل سرور، فأنا مع الاحتفال، ولو شعرت أن ذلك سيكون فوق طاقتي وسيشكل لي عبئا ماديا لكنت رفضت" كما قالت.
ايناس أبو أحمد
فيما عبرت المعلمة إيناس أبو أحمد، معلمة للغة العربية: "أنا مع حفلات التخرج البسيطة غير المبالغ فيها، والتي تقتصر على تسليم الشهادة في احتفال بسيط تتويجا لمرحلة مهمة في حياة الطالب قبل انخراطه في الحياة ومصاعبها، وضد الاحتفالات المكلفة ماديًا واجتماعيًا. أتمنى أن نعود لحياة البساطة وعدم التكلف والتصنع المفرط الذي يؤدي الى عبء مادي على الأهالي، وكي لا يشعروا أبنائهم بالحرمان، فما أجمل البساطة".