الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 01:01

النقب: مكوروت تتوجه للشرطة لتأمين تجريف مقبرة في قرية خشم زنّة لبناء خزان ماء

ياسر العقبي -
نُشر: 07/07/19 23:50,  حُتلن: 23:02

الأهالي:

لن نجرف قبور أجدادنا كما تطالبنا السلطات ولا نريد تعويضات، ونحن مستعدون للتنازل عن قطة أرض أخرى لبناء خزان المياه

تواصل السلطات الإسرائيلية ملاحقتها للبشر والحجر والشجر في النقب، ولكن لم يصدق أحد من سكان قرية خشم زنّة الواقعة على شارع رقم 25 - مقابل موشاف نفاطيم - حين توجهت شركة المياه "مكوروت" إلى المكان لتجريف وهدم الأضرحة في المقبرة بهدف إقامة خزّان ماء.

 

وعلم مراسل "كل العرب" أنّ شركة المياه القطرية توجهت إلى شرطة إسرائيل، لمنح حماية لموظفيها أثناء تخريب المقبرة التاريخية.ويقول الحاج الثمانيني موسى (أبومحمد) العثامين، الذي دفن والده في المقبرة التاريخية في أربعينيات القرن الماضي، إنهم "يلاحقوننا فوق الأرض وتحت الأرض".

ويتابع في حديث لمراسل "كل العرب" حول قصة المقبرة: "هذه القرية والمقبرة ذكرت في الخرائط البريطانية الخاصة بالنقب، وهي موجودة أيضًا في الخرائط العثمانية التي سبقتها وتسمى بالعبرية كتف ابراهيم، وهي الآن مهددة بالتجريف والاقتلاع".

يعيش في قرية خشم زنّة نحو ثلاثة آلاف نسمة من عائلات العثامين والنباري والربايعة والحميدي والاصلع وابو غنيمة والعفاوي ، وتنقصها كسائر القرى مسلوبة الاعتراف الخدمات الحياتية الأساسية. والمقبرة كانت مزارا مقدسا للبدو في المنطقة، حيث كانوا يحلقون شعر الأبناء بجوارها ويذبحون الذبائح وحتى أن كبار السن كانوا يوصون أولادهم بأن يدفنوا فيها، رغم أن عملية الحفر تستغرق اليوم بطوله، كما قال لمراسل "كل العرب" عازم سالم النباري، الذي دفن والده في المقبرة عام 1977 حين كان في التاسعة من عمره. ويضيف: "أتذكر أنهم بدأوا بالحفر صباحا وأنهوا عصرا، بسبب وجود صخور على هذه المقبرة. هذه المقبرة عمرها مئات السنوات، وليس كما تدعي السلطات أن عمرها بعض السنوات".

وحول سبب تسمية القرية يروي الحاج أبو محمد: "يطلق عرب النقب وسيناء قديما على المرتفعات الجبلية إسم خشم. ويظهر ذلك جليا في خرائط الانتداب البريطاني".

وقال د. كايد العثامين، عضو اللجنة المحلية لقرية خشم زنّة، لمراسل "كل العرب": "محاولة استيلاء شركة مكوروت على المقبرة بدأت منذ العام 1999 بحجة بناء خزان مياه كبير في مكانها، رغم وجود مساحات شاسعة مجاورة لمنطقة المقبرة. نحن لسنا ضد بناء الخزان، لأنه سيخدم كل سكان المنطقة، بل ضد هدم المقبرة حيث تدعي شركة المياه القطرية عدم وجود أضرحة ما عدا قبور جديدة، وأنه في حال ثبت وجود قبور فيها فهي ستوفر معدات هندسية لنقل القبور إلى مقبرة أخرى الأمر الذي يرفضه الأهل".

وتابع قائلا: "مقبرة خشم زنة من أقدم المرافق الموجودة في قريتنا التاريخية، وهي قائمة منذ مئات السنوات، كما احتوت على مزار تاريخي عمره غير معروف. وكانت هذه المقبرة بالإضافة إلى مقبرة بئر السبع لعرب النقب في منطقتنا، وآخر المدفونين في مقبرة خشم زنة هما المرحوم عمي إبراهيم العثامين الذي توفي عام 1992".

وحول ممارسات شركة المياه قال: "في العام 2017 قمنا بحملة لترميم المقبرة وفوجئنا باقتحام موظفي شركة المياه وإلصاقهم أوامر تأمرنا بإخلاء المنطقة لأن الشركة حصلت على كل التصاريح اللازمة لبناء خزان مياه منذ عام 2008، حيث اتضح انهم نشروا اعلانين في صحيفتين عربية وعبرية علما أن هاتين الصحيفتين لا يتم توزيعهما في القرية - وبالتالي لم نقدم اعتراضا على النشر الذي جاء تحت عنوان خزان مياه اضافي نفاطيم، ولك يذكر فيه خشم زنّة بتاتا".

وقد رفض الأهل إخلاء قبور الآباء والأجداد، وعرضت عليهم "سلطة تطوير النقب" نقل القبور إلى المقبرة الجديدة للقرية، بدعم حكومي وأدوات هندسية من شركة المياه القطرية "مكوروت"، وحتى أنهم زعموا كذبا أن المحكمة الشرعية أقرت عدم وجود مقبرة، الا أن الأهالي أكدوا أن "المقبرة موجودة قبل إقامة إسرائيل".

في العام 2015 تم التحريض على المواطنين في صحيفة "يسرائيل هيوم"، حيث تمّ وصف الأهل بالمبتزين الذين يريدون تعويضات "بعد وضع عدة أحجار تشبه القبور" في المقبرة.

ويقول الأهالي: "لن نجرف قبور أجدادنا كما تطالبنا السلطات ولا نريد تعويضات، ونحن مستعدون للتنازل عن قطة أرض أخرى لبناء خزان المياه".

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.70
USD
3.86
EUR
4.64
GBP
361399.63
BTC
0.51
CNY