الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 22:02

الأرض بتتكلم عبري/ بقلم: ماهر بحوث

ماهر بحوث
نُشر: 16/07/19 11:26,  حُتلن: 07:31

ماهر بحوث في مقاله:

يتحتم علينا الاهتمام بقضايانا المصيرية ومواجهتها بالوسائل المتاحة كافة. لأننا إذا لم نهتم بمصيرنا سوف لن نجد من يهتم بأمورنا لاحقاً عند نفاد أراضينا

الجماهير العربية تواقة إلى القياديين منا الذين يتجددون مع روح العصر مجتهدين في عملهم لصالح الجماهير العربية كأنهم يعملون لأنفسهم

من المعلوم أن البلدات العربية التي تقع ضمن نفوذها الأحراش والغابات والمحميات الطبيعية سوف يكون مستحيلاً عليها الاستفادة من هذه الأرض

ما حدث مراراً وتكراراً سابقاً وحالياً أن مخططات السيطرة والسلب والمصادرة للبقية من مقومات حياتنا مستمرة، ويجري وضع اليد بشتى الأسماء والأشكال على آلاف الدونمات من الأرض أو ما تبقى منها لدى المواطنين العرب في مناطق المثلث والجليل والنقب، والتي هي في حساباتنا تعتبر احتياطياً ضرورياً للبلدات العربية من أجل توسيع مسطحات نفوذها وأيضاً لإستعمالها في الزراعة.
ويبدو لنا أن حساباتنا كانت حكي قرايا أما حساباتهم فهي حكي سرايا.
عندما دقت ساعة العمل توحدت السلطات المسؤولة كافة تحت مظلة واحدة وخططت ما يلزم من الخرائط وغيرها وتم إستصدار التصديقات الرسمية عليها كافة، من أجل توسيع وتطوير البلدات والمدن اليهودية في مناطق متعددة وعلى حساب الأراضي العربية. وبعد هذه الأفعال التي يجري التخطيط لها بعناية، يتم خنق البلدات العربية ومنعها لاحقاً من أي توسع أو تطور.
إن هذه السيطرة والمصادرة تتم حتى من دون أن يكون لأصحاب الأراضي حق تقديم الاعتراض عليها. وإذا أعطي هذا الحق في حالات معينة فإن الجواب عليه من قبل لجنة التنظيم والبناء اللوائية يكون معروفاً مسبقاً. وهو في غالب الأحيان يكون الرفض لذلك الاعتراض. لربما يكون هناك من ليس لديه قطعة أرض من المواطنين العرب ويسمع عن معاناة أصحاب الأرض عند مصادرتها فيقول في قرارة نفسه "والله حايد عن ظهري بسيطة". لكن واقع الأمر هو عكس ذلك كلياً. لأن هذه الأرض التي صودرت تعتبر ذخراً أساسياً وضرورياً للبلدات العربية وللمجتمع العربي برمته وليس لمالكيها فقط.

لذلك يتحتم علينا الاهتمام بقضايانا المصيرية ومواجهتها بالوسائل المتاحة كافة. لأننا إذا لم نهتم بمصيرنا سوف لن نجد من يهتم بأمورنا لاحقاً عند نفاد أراضينا. إن الجماهير العربية تواقة إلى القياديين منا الذين يتجددون مع روح العصر مجتهدين في عملهم لصالح الجماهير العربية كأنهم يعملون لأنفسهم. من المعلوم أن البلدات العربية التي تقع ضمن نفوذها الأحراش والغابات والمحميات الطبيعية سوف يكون مستحيلاً عليها الاستفادة من هذه الأرض.

ما دفعني أكثر إلى الكتابة عن هذا الموضوع المهم هو أنني قرأت في صحيفة "بانوراما" بياناً من قبل الحركة العربية للتغيير باسم رئيسها د. أحمد الطيبي حول تركيب القائمة المشتركة. من ضمن ما ورد في البيان اقتراح لتخصيص الأموال لمعالجة القضايا المهمة في الوسط العربي، وقد أثار فيّ استغراباً بأنه لم يأت إطلاقاً على ذكر قضايا الأرض والمسكن والتخطيط والبناء التي تحتاج أيضاً إلى المال للدفاع عنها قانونياً بمهنية عالية في شكل متزامن مع وقوعها والكفاح العنيد المثابر من أجلها. اللهمّ إلا إذا كان لدينا وفرة كبيرة من الأرض ولا نعاني من قضاياها مثلما أوحى البيان!
فمن منا ينسى الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم في يوم الأرض.
متمنياً من جميع المسؤولين في الوسط العربي الوقوف وقفة رجل واحد من أجل هذا الذخر الثمين، كي لا يقال بعدئذ "بين حانا ومانا ضاعت لحانا".
أجل، أن تكون الوقفة اللازمة والمجابهة متأخرة خير من أن لا تكون.

شفاعمرو

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة