يدرس عدد كبير من الباحثين والعلماء إمكانية اللجوء إلى عملية زراعة البراز البشري بهدف علاج سرطان الجلد
ينتشر مرض السرطان بمختلف أنواعه بسرعة كبيرة وبنسبة مقلقة جدًا في مختلف أنحاء العالم ويسلب مئات آلاف الأرواح. ومع تطوّر العلم والطب، تمّ طرح طرق حديثة وفعّالة للحدّ من انتشار هذا المرض الفتّاك بالإضافة إلى علاجات جديدة ومتنوّعة تساعد على الشفاء منه بسرعة. وبحسب آخر الدراسات التي أجراها فريق مختص من العلماء الكنديين، تمّ التوصل إلى طريقة غريبة وصادمة لعلاج مرض السرطان وتعتمد على البراز البشري!
صورة توضيحية
ويدرس عدد كبير من الباحثين والعلماء إمكانية اللجوء إلى عملية زراعة البراز البشري بهدف علاج سرطان الجلد. فبحسب بعض المصادر الطبية، يتمّ معالجة سرطان الجلد بواسطة عقاقير العلاج المناعي التي تعمل على مهاجمة الخلايا السرطانية وتدميرها ويمكن أن تكون نتائجها فعّالة إلا أنها تحسّن حالة 50% فقط من المرضى. ومن ناحية أخرى، يرى العلماء أن الميكروبات الموجودة في جسمنا يمكن أن تساهم في لعب دور حيوي لجعل المريض يستجيب بسرعة للعلاج.
ويقول عالم مختص في أبحاث الميكروبيوم البشري في هذا السياق إنّ "ميكروبات الأمعاء تعزّز المناعة وتؤسسها في سن مبكرة. فالأمعاء الصحية تساعد على تحفيز الإستجابة للعلاج المناعي ومن هنا تمّ طرح إمكانية اللجوء إلى زراعة البراز".
وبموجب المشروع المقرر لتنفيذ الدراسة سيشارك حوالى 20 مريضاً بسرطان الجلد في أول تجربة سريرية لهذا العلاج الجديد الذي سيرتكز على جمع براز من متبرّع سليم وإعداده على شكل كبسولات فموية ليتمّ زرعه في أمعاء المريض. وبهذه الطريقة سينتقل ميكروبيوم المتبرّع وهي كناية عن بكتيريا سليمة إلى أمعاء المريض وبالتالي سيصبح المريض أكثر استجاباً للعلاج المناعي. وتتمّ عملية الزرع على ابتلاع المريض عدد من الكبسولات المعدّة خصيصاً لهم قبل تلقّي العلاج المناعي، وسيتمّ مراقبة المرضى ومتابعتهم من أجل تقييم النتائج. ويعمل الباحثون اليوم أيضاً على دراسة إمكانية علاج أمراض أخرى من خلال استخدام هذه الطريقة الغريبة والتي يُتوقع أن تنجح بانقاذ حياة الكثيرين!