الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 07:02

حتى تكون اسعد الناس/ بقلم: دكتور نجيب صعب

د. نجيب صعب
نُشر: 27/08/19 16:17,  حُتلن: 16:33

كل مخلوق في هذا الكون منذ ولادته يمنحه رب العالمين صبغة معينة ويزرع فيه منذ الولادة صفات وميزات قد تبرز في مراحل حياته حسب حدوثها وما ان يترعرع هذا الغلام حيث كلنا يمر في هذه الفترة الزمنية وبالتدريج من الجنسين، ومع الايام التي تتوالى في حياة المرء أياً كان هذا المرء بغض النظر من هو بأفكاره التي تخطر في باله بعد ان اصبح مدركا كيف يمكنه ان يكون اسعد الناس، هذه الافكار التي تحتوي ايضا أمورًا أخرى قد يبلورها هذا الانسان بالتدريج وبموجب أعمال بُنات افكاره، وكثيرة في هذه الافكار وتكون بالطبع متنوعة وربما منها يكون سهل المنال ومنها على العكس، إلا أن هذا المرء او ذاك في بعض الاحيان قد يبالغ بقدراته او بإمكانياته وربما تحقيق ما يريد او في بعض الأحيان تخذله أفكاره ويفشل.

وحتى يمكن للمرء أن يحقق أهدافه ويصل الى ما كان يرنو إليه من السعد او الإنجاز والتقدم، لا بد أن يكون متزناً في أفكاره وغير متهورًا كي يحقق ما يصبو إليه، ومن الأمور التي يترتب مراعاتها أو إتباعها حتى تكون إمكانية تحقيق الهدف أسهل، على المرء في نظري أن يتصرف كالتالي:
-عليك أيها المرء ألا تعيش في المثاليات بل عش واقعك الصحيح فأنت تريد من الناس ما لا تستطيعه، فكن عادلاً على الأقل مع نفسك.
- وكذلك راقب ذاتك ايها الانسان ولا تبحث عن إنعكاسك في عيون الآخرين، وإجعل ضميرك مرآتك، وان مراقبتك الذاتية خير دليل تهتدي به لتقويم اخطائك.
- وعليك أن تأخذ في الحسبان كي تكون أسعد الناس وتعلم جيدًا أن الجليس الصالح المتفائل يهون عليك الصعاب ويفتح لك باب الرجاء، والمتشائم يسود الدنيا في عينيك وربما يجعلك تيأس.
- وفي خضم العمل المتواصل عليك يا اخي ان تبتعد عن النميمة لأنها لا تترك مودة إلا وأفسدتها ولا عداوة إلا وأوجدتها ولا جماعه إلا بددتها فكن حريصًا.
ولا يغيب عليك ايها المرء ان افضل ما في العالم إيمان صادق، وخلق مستقيم، وعقل صحيح وجسم سليم ورزق هانئ وما سوى ذلك فقط شغل ليس منه رجاء.
- وخلال الطريق الى السعادة لا تتشاءم بسبب الظروف، بل إجعلها تحفزك، ولا تحبط بسبب الفشل بل إجعله يقويك ولا تخجل من التعلم من دروس الحياة، بل إجعلها تطورك وتشد عزيمتك.
- وحتى تقوي نفسك اكثر واكثر كن مميزا واحسن ما يمكن ان تكون، ولا تقلد الآخرين ولا تأخذ خطوات نجاحهم، وكن مؤمنا وواثقا بنفسك عندها ستنجح بأسرع وقت وبأسلم طريق.
- وفي طريق عملك لا تفكر في المفقود ولا تشكر على الموجود وتنسى النعمة الحاضرة التي أنت فيها وتحسد على النعمة الغائبة وتحسد الناس وتغفل عما لديك.
- وعليك ان تعيش حياة البساطة وإياك والرفاهية والإسراف والبذخ فكما ترفه الجسم تعقدت الروح، وربما يكون ذلك خطأ.
- وبدون ريب، المرء الواعي والعاقل يشعر بالسعادة حين يتذكر توفيق الله ولا تترك أي شيء في قلبك ضد أحد سامح واغفر وتجاهل واحسن الظن، فالحياة ايها الانسان ما هي إلا لحظات تستحق أن تعيشها في سعادة وكذلك الآخرين أيضا.
- ومما لا شك فيه أن الحياة حتى تكون فيها سعيداً تتطلب ابتسامة لان أحداً لا يمنعك أن ترسم الابتسامة على محياك وليس هناك شيء يستحق الحزن لان الحياة متقلبة وعليك ان تقنع ان الماضي ولىّ ومات والقادم قد كُتِبَ ولا بد ان يأتي.
- وعلى الانسان ألا ينسى أن الحرام يورث هموما وغموما وجراحا في القلب والسعيد في حياته من غض بصره وخاف ربه، وتذكر ان ما اصابك ايها الانسان لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك ولا حيلة ايها المرء لنا جميعا في القضاء والقدر.
وحتى في الحياة اليومية علينا الا ننسى ان الحياة تتطلب منهاجاً رائعا في معيشتنا وخاصة بين الاثنين ان كان ذلك في العمل المشترك او في الحياة المشتركة فعليه بالتسامح والصفح وتقزيم الأمور المستعصية مهما كانت صعبة واشكالية.
وخلاصة القول يمكن للمرء ان يحقق الكثير من الإنجازات في حياته وقد يكون سعيدا الا أن هذا الأمر يتطلب الكثير الكثير غير الذي ذكر في السطور السابقة وان الإرادة والمثابرة والرأي السديد حتماً توصل المرء الى نوع من السعادة ان لم تكن سعادة تامة.

أبو سنان 

مقالات متعلقة