الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 06:01

لا بديل عن القائمة المشتركة/ بقلم: عوض حمود

عوض حمود
نُشر: 01/09/19 10:28,  حُتلن: 11:25

عوض حمود:

30 عاما من الذل و الإهانة و لم تنتهي بعد فعسفيا ليست قرية في الأراضي الفلسطينية بل فيها وعلى أرضها المقبرة المركزية للجنود الدروز

المشتركة أصبحت طريق وقناعات هذا الشعب ولم ولن يكون بديلًا عنها رغم كل الصعوبات والعقبات التي تواجه أي عمل جماعي بشكل عام. إنّ إمكانية حصول نقاشات وتباينات بوجهات النظر أمر سليم وديموقراطي في عمل جماعي ومشترك ويبقى الهدف الأسمى لهذا النقاش هو السير نحو الانتصار فما العيب أن يحصل أمر كهذا ما بين أخوة الدرب والمصير المشترك؟

إذا هذا ما ساروا عليه وعملوا به الأخوة في المشتركة والشركاء الآخرين مثل الأخوة بلجنة الوفاق لبناء هذا البيت وهذا الصرح الكبير شامخ أصيل أمين متسع لكل أبناء شعبنا الشرفاء إن هذه القائمة أي القائمة المشتركة انبثقت وظهرت لتبقى وستبقى الحضن الدافئ لكل المخلصين على الساحة السياسية في وسطنا العربي، وهي بذلك تصبح التعبير الأصيل الواقعي وهي الطريق لإرادة و طموحات هذا الشعب بحيث كان ينتظر بزوغ فجر هذا الصرح الكبير مدة طويلة وذلك في ظل كل الأجواء السياسية السائدة في بلادنا المنتهجة والمعمول بها من قبل كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على مدار أكثر من سبعين عاما مضى لذلك نحن أي الجماهير العربية في البلاد حاجتنا ملحة جدا و جدا أن يكون لها سند سياسي قوي متمرس في عمله السياسي لكي يستطيع الوقوف في وجه هؤلاء غلاة الكره والعنصرية ضد العرب المتفشية في عروقهم و عقولهم و سياساتهم الخرقاء لذلك وأمام كل هذه الأوضاع السياسية الصعبة الجارية على الساحة السياسية الإسرائيلية تصبح المشتركة هي السد المنيع القوي الصادق الصدوق الحريص كل الحرص على مصلحة جماهيرنا العربية أينما كانوا وأينما وجدوا في هذه البلاد.

إن هذا الواقع السياسي على ساحتنا العربية هو أمر محبذ و مرغوب بحيث كانت الناس تتمناه بتعطش وترقب. لقد أعيد بناء هذا البيت الكبير بأكثر قوة ومتانة وعزيمة الرجال وتصميم كل أصحاب الرؤى بعيدي الأفق السياسية والاجتماعية ورغبة النسبة الأعظم كانوا مع إقامة هذا الصرح الكبير بحيث كانوا ينطلقون من هذه القاعدة الأساسية لنشاطهم و عملهم الدئوب لذلك أعيد بناء هذا البيت ليتسع الجميع لكي يستطيعوا معا تقديم أكبر خدمة ممكنة لهذا الشعب المظلوم على مدار عقود طويلة من الزمن من قبل حكومات و سياسات عنصرية متبعة وممنهجة تحت وطأة و ظل قوانينهم الذين يقروها صبح و مساء في برلمانهم. وأن كل هذه القوانين المعادية للعرب كانت مؤيدة و مباركة كل قوى اليمين الفاشي المتطرف العنصري وبالطبع على رأس هرمهم رئيس حكومتهم " نتانياهو" المتهم بعدة قضايا فساد و غش وغيرها وهو بإنتظار القضاء ليحدد مصيره السياسي ومن الممكن أن يلتحق بمن سبقوه على هذا (الكار) بنفس الإتهامات التي وجهت لأسلافه في سايق الإيام و من هنا لا بد من ذكر بعض القوانين العنصرية التي إجتهد نتانياهو لإقرارها في الكنيست و تغنى بها ورقص لها لمثل قانون القومية العنصري وأيضا قانون " كلمينتس" أليست هذه القوانين العنصرية التي تقر في الكنيست من سخريات الزمن؟
و أما نحن أصحاب الأرض الشرعيين (يوك) و أن قانون القومية هذا يعتبر العرب في هذه البلاد بمجرد رعايا يعيشون على هذه الأرض يأكلون ويشربون فقط مختزلة منهم كل الحقوق القومية و السياسية كأقلية قومية ذات جذور تاريخية في هذه البلاد التي عاش فيها و عليها آبائنا و أجدادنا على مر العصور الماضية. ليس قانون القومية لوحده في مخزن قوانينهم العنصرية الممتلئة بحيث يمتد طول البلاد و عرضها ولا يتسع كتاب لذكرها والشرح عنها وللذكر اليسير والعسير منها لكي تتضح الصورة أكثر عن عتمتها المظلمة لما يحاك و يتخذ من قوانين وقرارات عنصرية ظالمة مجحفة لأقصى ما يمكن أن يتخذ ضد أقليتنا العربية في هذه البلاد على كافة انتماءاتهم الطائفية.

وهنا أخص بالذكر إن هذه القوانين العنصرية الموجهة ضد العرب لا تستثني إخوانا من أبناء الطائفة المعروفية رغم كل الخدمات التي يقدمونها لهذه الدولة وإثبات لما قلت و ذكرت أن أبناء الطائفة المعروفية ليسوا بخارج سلة الظلمات لهذه القوانين المتخذة ضد كل العرب بما فيهم الدروز أيضا فمثلا: عندما يجري عملية إحصاء عن عدد سكان الأقلية العربية في البلاد فالدروز هم عرب لكل شيء هكذا يحسبون عرب. وهنا وبقدرة قادر و بين عشية و ضحاها يصبح الدروز ليسوا بعرب (وهم أخوة الدم و أخوة المصير و كلام كهذا معسول لا قيمة له على أرض الواقع، فعندما يتم استدعائهم للخدمة العسكرية الإجبارية وطبعا لبقية الفروع الأمنية و غيرها من الفروع لخدمة هذه الدولة ومؤسساتها.
و في آن واحد إن قانون كلمينتس العنصري على رقابهم جميعا لا رحمة عنده و اعتبار لا للدروز و لا لغيرهم، فكلمينتس ينتظرهم عبر الزاوية فيما لو أقام أحدهم بيت يأويه دون ترخيص حتى ولو كان جندي أو ضابط درزي فهذا القانون العنصري الذي دعمه نتانياهو لا يعطي أي فرصة أو مهلة زمنية لصاحب الدار لكي يحصل على ترخيص بحيث كليمنتس يقر بتنفيذ عملية الهدم بحال صدور قرار المحكمة مباشرة.

لذلك أنا أعتقد أن قانون كلمينتس سيء الذكر ليس أقل سوء و كراهية للعرب في مخزون القوانين المعادية للأقلية العربية في البلاد على اختلاف انتماءاتهم الطائفية بما فيهم الدروز. وأضف إلى ذلك وهم بطبيعة الحال لا يأتمنوا لأي أحد كان من كان و مهما يقدم لهم م خدمات سياسية كانت أو أمنية أو مختلف الخدمات بدليل واضح وما حدث مؤخرا عند عودة سفير إسرائيل في "بنما" رضا منصور من قرية عسفيا وما تعرض له من التفتيش المذل والمهين في مطار بن غوريون، ويقول السيد منصور في تصريح له لأحد الصحف العربية بتاريخ 9.8.2019 إقتباس. 

30 عاما من الذل و الإهانة و لم تنتهي بعد فعسفيا ليست قرية في الأراضي الفلسطينية بل فيها وعلى أرضها المقبرة المركزية للجنود الدروز الذين قتلوا في حروب الجيش الإسرائيلي، انتهى الاقتباس.
ومن هنا وبناء على كل هذه السياسات العمياء الخرقاء المتبعة والممنهجة ضد كل جماهير شعبنا في ربوع هذا الوطن على اختلاف انتماءاته الطائفية والمذهبية، عليهم أن يهبوا كرجل واحد و قلب واحد وعقل واحد لنصرة القائمة المشتركة لأن المشتركة هي الخط و النهج الذي لا بديل عنه وهو الصادق الصدوق لهذا الشعب و بها نصبح أقوياء وسند قوي نستطيع من خلالها الوقوف في وجه كل سياسات الظلم والاضطهاد القومي الممتد على مدار عقود طويلة من الزمن وبناء على ذلك أتوجه لكل أبناء شعبنا في قرانا و مدننا برص الصفوف في يوم الانتخابات وجعله يوم مشهود بانتصار المشتركة وأخص بالذكر مثلث يوم الأرض الخالد الذي صنع عام 1976 للدفاع عن الأرض والعرض بأن يكون مثلث يوم الأرض ديرنا عرابة سخنين سند قوي للمشتركة لإيصال أكبر عدد ممكن من أعضاء الكنيست.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة