الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 02 / ديسمبر 11:02

خلل في التحضيرات... وتصريحات غير مدروسة/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 01/09/19 17:28,  حُتلن: 21:25

خالد خليفة في مقاله:

القائمة المشتركة لا تعلم كيفية العمل في توضيح مواقفها بين الجماهير قبل الانتخابات حيث تتوجه باللغة العبرية لناخبيها العرب ولا تتجه بمحاكاة الاعلام العربي بتاتًا

لم يبقَ للانتخابات سوى أسبوعين، وما نراه هو تباطؤ كبير في العمل العربيّ المتعلق بالانتخاب، فعلى الرغم من أن القائمة المشتركة، قد وحدت أوزارها قبل شهرين، فإن ما نراه هو أنّها ما زالت في طور التحضيرات للخوض في المعركة الانتخابية، المصيريّة على حد قولهم.

أمّا على الساحة الإسرائيلية، فإن المعركة الانتخابية تحتدم بين كافة الأحزاب، فها نحن نرى بنتانياهو، يقوم بخطابات يوميّة وتحركات إستراتيجية تهدف إلى استيعاب اليمين المتطرف كفييجلن، والّذي وعد بوزارة في الدّورة المقبلة وإغرائه لحزب كهانا بأن يصوتوا لحزب الليكود. أما حزب جانتس، فانه يتحرك أيضا في هذا الإطار ويحاول إعلاميًّا، عمل الكثير، ناهيك عن قصّ شارب عمير بيريتس وتصريحات باراك اليوميّة في الإعلام. وما نراه بكل ما يتعلق بالقائمة المشتركة هو صمت حاد، يمكن ان يكون قبل العاصفة، والتي ممكن ان تستمر حتى بعدها.

أما القائمة المشتركة والمكونة من 4 أحزاب مختلفة، والذي من المتوقع ان تكون جدالاتها عاصفة، إلا اننا لا نسمع منهم أي شيء بهدف إقناع الناخب العربي، فهنالك شعور بان هذا الصوت العربيّ سيمنح بشكل مفهوم ضمنًا، ويمكن قبل يومين او يوم واحد من الانتخابات التوجه عبر الجوامع والكنائس لاستعطاف واستجداء الصوت العربي، وهذا ما حدث في ابريل الماضي.
فأيمن عودة، والذي يشغل رئيس القائمة، أصبح زعيما بيروقراطيّا لها، يدير سياسة المشتركة عبر المكاتب، فاذا كان في الماضي يجوب القرى والمدن العربية في بداية مسيرته السياسية، فإنّه الآن يفعل ذلك بوتيرة أقل، ولكن احمد طيبي يبقى المختفي المطلق والغائب عن الأنظار في هذه الحملة الانتخابية، أمّا أسامة السعدي، فانه يتجول هنا وهناك باسم الطيبي حيث انّ نشرات العربية للتغير توح دائما بأن احمد الطيبي والرأس المفكر والمدبر أمّا اسامة السعدي فهو المنفذ على ارض الواقع لأحمد الطيبي.

أما تراجيديًّا التجمّع، فتبدو واضحة للعيان، بعد ان قام مازن غنايم، والذي كان أسطورة ونجم الانتخابات الماضية، حيث قام بإعلان طلاقة عن التجمع قبل مدّة وجيزة، فبدلا من ان يكونوا عمليّين ويعطوه مكانا مضمونا ليجلب الاصوات اللازمة لهم، دفعوه الى المكان الثالث عشر الغير مضمون. وبذلك تكون هذه القائمة قد تخسر نسبة كبيرة من مصوتي مدينة سخنين، ونسبة كبيرة من اصوات الطيبة، ونسبة اخرى وكبيرة من أصوات النقب. فعباس منصور وجابر عساقلة مثلا من سكّان المغار والذين يتواجدون في مكانين مضمونين في القائمة، سوف يجلبون بالكاد الفيّ صوت الى حد اعلى من هذه البلدة.

هنالك خلل كبير في التركيبة المناطقيّة لهذه القائمة ايضًا، وهي تعمل حسب اسس كلاسيكيّة وقديمة لسنوات السبعين أكل عليها الدهر وشرب، وإذا استمرت هذه القائمة في نفس تلك المفاهيم للانتخابات القادمة فأنها سوف لن تجلب أكثر من 7 مقاعد. وفوق ذلك يقوم ايمن عودة بتصريحات غريبة وباللغة العبرية تتعلق بالانضمام للائتلاف مع حزب ازرق ابيض بقيادة بيني جانتس. إن تصريحات ايمن عودة لصحيفة يديعوت احرونوت كانت غير مدروسة، وغير ناضجة، وتضرب بالصميم سياسة العرب في هذه البلاد والذين انخرطوا في الكنيسيت منذ بداية الخمسينات، فعلى الرغم من انه يصرّح بأنه خليفة توفيق زياد، الا ان توفيق زياد يمكن ان ينتفض من قبرة لمثل هذا التصريحات، فجانتس رفض جملة وتفصيلا وبشكل اوتوماتيكيّ هذه التصريحات، اضافة الى كافة مركبات المعارضة التي عارضتها.

لقد سرّع أيمن عودة بتصريحاته هذه، التحضيرات لإقامة حكومة وحدة وطنيّة، فمن الواضح ان هنالك نوايا وتحضيرات لمثل هذه الحكومة التي بدأت تتصارع بعد تصريحات ايمن عودة، حيث تزداد مخاوف الأجزاب بأن يكون العرب جزء من هذا الائتلاف، وحيث كان من الأجدر على النائب ايمن عودة الحفاظ على سريّة تحركاته الا ما بعد الانتخابات، كما انه لم يتشاور مع كافة المركبات، أمّا احمد طيبي هو الوحيد الذي دعمة وسانده في ذلك، موضحًا أن ايمن عودة يقصد بانه يريد ان يكون جزءا من الجسم المانع.

إنّ القائمة المشتركة لا تعلم كيفية العمل في توضيح مواقفها بين الجماهير قبل الانتخابات حيث تتوجه باللغة العبرية لناخبيها العرب ولا تتجه بمحاكاة الاعلام العربي بتاتًا، كما كان عليها أن تقيم مؤتمرات شعبيّة كبيرة في كل قرية وبلدة، وان تتفاعل مع رؤساء المجالس على الرغم من كونهم رؤساء ضعاف النفوس، ولا يعملون لصالح مجتمعهم، فكان عليهم مثلا استغلال تصريحات يارون لندن وبهجوم كاسح على الاعلام الذي يشغل هذا العنصريّ، فبإمكانهم كتابة الرسائل الموقعة باسمهم جميعا للمستشار القضائيّ ورؤساء الإعلام لإقصاء هذا العنصريّ، وهنالك من يقول من الصعب إقصائه، ولكنني أقول واجزم ان يعقوب بيري، رئيس الشاباك، والذي كان عضو حزب يائير لابيد، اعطى معلومات خاطئة عن خدمته في الجيش في منتصف الستينات، وبعد ان كشف الامر، فإنّه قدّم استقالته وبشكل فوري وعلنيّ، وأمام الملأ في الصحافة، كما ان دان مارجليت، والذي تورط في اشكاليات تصرفيّة، أعلن استقالته بشكل فوريّ، وكذلك العديد والعديد من الاعلاميين الذي تورطوا في تصريحات وأمور غير أخلاقية وحضاريّة واقصوا مباشرة، لقد كان على قيادة القائمة المشتركة بأن تتحرك في هذا اطار يارون لندن، لكن يؤسفني القول ان قيادتنا تكتفي بإعلان استنكار على الفيسبوك.

* خالد خليفة - صحفي ومحلل سياسي

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة