الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 06:02

اسراء غريّب قضية رأي عام: القصّة الكاملة ما بين ادّعاءات القتل على خلفية "شرف" العائلة ومسّ الجن

رغدة بسيوني- كل
نُشر: 04/09/19 09:43,  حُتلن: 00:26

اسراء غرّيب (21 عامًا) الشّابة المليئة بالحياة والتي درست الأدب الانجليزي وعملت في صالون تجميل، ابنة بيت ساحور قضاء بيت لحم التي بدأت قصّتها عندما وُجدت جُثّة هامدة بلا حراك يوم 22 من الشهر الماضي، لا زالت قضيّتها تحتل صدارة الرّاي العام ليس المحلّي فحسب إنّما العربية والعالمية، بالذّات بعد تكذيب وزارة الصّحة الفلسطينية ادّعاءات عائلة اسراء بأنّ ما أدّى إلى وفاتها هو مسّ جنّي أثّر عليها وعلى تصرّفاتها.


اسراء تحتفل بميلاد والدها

في الرّواية الأشهر لقضيّة إسراء والأقرب للتّصديق أنّها ضحيّة تعنيف أسري وضحيّة عادات بالية للقتل على ما يُسمى ب "شرف العائلة"

هذا وتعود حيثيات قصّة إسراء قبل أشهر من يوم وفاتها، حيث تقدّم شاب لخطبتها وتمّت الموافقة عليه من قبل والديها وتمّ الاتفاق على ان يتم كتب الكتاب قبل أسبوع من موعد الزفاف، انقلب حياة اسراء يوم خروجها مع خطيبها وشقيقته بهدف التّعرف عليه إلى مقهى بعلم والدتها، ووضعت صورة جمعتهم عبر تطبيق السناب تشات، هذه الصّور رأتها ابنة عمها التي تُدعى ريهام، والتي قامت بإرسال الصّور إلى عمّها (والد اسراء) واخوتها، وقيل أنّها كانت طوال الفترة الماضية تُحرّضهم عليها. 

ووفقًا للرسائل المُسرّبة من تطبيق واتساب الخاص باسراء تبيّن أنّه عندما عرفت إسراء بما فعلته ابنة عمّها عاتبتها وقالت لها بأنّها تثق بها لماذا فعلت كُل هذا وهي تعلم أنّها خرجت برفقة خطيبها وشقيقته بعلم والدتها وبأنّهم قريبا سيتزوجان، وسألتها لماذا تُحرّض عليها أمام والدها الذي اعتبر بعد كلام ابنة أخيه أنّ ابنته تجلب له العار وما فعلته "بخروجها مع خطيبها" يُعتبر إهانة مُباشرة للعائلة، ومسّ بشرفها!.

ضُربت إسراء ضربًا مُبرحًا، أسفر عن كسر في عامودها الفقري، بعدها أحيلت إسراء الى المستشفى لتلقي العلاج، وهناك استمروا بضربها ضربًا مُبرحًا غير مُهتمين بوضعها الصّحي السّيء، حيث كانت من داخل غرفتها في المستشفى تصرخ طالبة النّجدة والشرطة، وقد تمّ توثيق صراخها من خارج الغرفة من قبل مُمرّضة التي قامت بنشر الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الفيديو يوضّح ما كانت تقول به اسراء وتتوسّل من الموجودين أن يتركوها وشأنها ويكفّوا عن ضربها وأذيّتها، أخرجت إسراء بعد أيام من المُستشفى بعد أن نشرت صورة لها عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي تطمئن فيه أصدقائها بأنها بخير وطلبت منهم الدّعاء، وظهرت علامات العُنف على يديها وهي داخل المُستشفى، وبعد أيّام قليلة عادت إسراء إلى المُستشفى وهي جُثّة هامدة، بعد أن عاود أشقاؤها الثلاثة ووالدها بضربها مُجدّدًا والتّسبب لها بنزيف ونوبة قلبية توفيّت على اثرها. 

اما في رواية عائلتها، والتي رويت على لسان الناطق بلسان العائلة وهو زوج شقيقتها أنّها توفيّت جرّاء نوبة قلبية بعد تعرّضها لمس جنّ! 
(الرواية قالها زوج الأخت عبر تقرير مصور لوكالة وطن الفلسطينية)

في البداية اتّهم زوج شقيقتها بعض صديقاتها بانّهن روّجن لأكاذيب بأنّ اسراء قُتلت على خلفية شرف العائلة، وهذا الامر غير صحيح نحن نحب إسراء، وما حصل لها هو بسبب تعرّضها لمس الجنّ الذي أثر عليها وجعلها تتصرّف بطريقة غريبة جدًّا وحاولت أن ترمي نفسها من الشرفة، الحالة التي دخلت بها اسراء هي حالة هستيرية وقالت كلمات نابية لم نصدّق أنها قالتها، هذا وأكّد زوج الأخت بأنّهم أحضروا لها شيخًا ليقرأ عليها القرآن وأكد لهم أن ما تعاني هو مسّ من "جنّ عاشق" واضطرابات عقلية ونفسية". 

رواية العائلة هي رواية غير منطقية وغير صحيحة، وفقًا لتأكيد وزارة الصّحّة عدا عن الوقوع في الأخطاء في التّصريحات التي قدّمها زوج الأخت والأخ عندها ظهر ببث مباشر مع والده لينفي كل ما قيل، كل هذه الأمور توصل إلى أنّ اسراء تعرّضت لتعنيف أسري على خلفية عادات وتقاليد مُجتمعية. 

وكان لوكالة معًا الفلسطينة مقابلة مع مفتي قوى الأمن حول رأي الشرع الإسلامي في مسألة الجن التي ادّعتها عائلة اسراء فقال: "ما قيل من العائلة محض افتراءات مهذه كلها أكاذيب ولم تكن الشابة ممسوسة بالجن، وأكّد المفتي أنّه بعد أن يتم التأكد أن ما حدث هو جريمة قتل يجب إنزال أشد العقوبات على المجرمين وبما أنه لا يمكن تنفيذ حكم الإعدام فالسجن المؤبد يجب أن يطال كل من كان له ضلع بهذه الجريمة، لا يمكن إنهاء حياة شابة شريفة بهذه الطريقة وحتّى لو حدث كما قيل بأنّه على خلفية شرف العائلة كان يجب الرجوع إلى الشّرع، ومهما بلغت الأمور فإنّه لا يمكن الوصول إلى مستوى التألّه والسماح لأنفسنا بمحاسبة الآخرين بدلا عن الله، وهذا تطاول على حياتنا وحياة فلذات أكبادنا" كما قال.

هذا ومن جانب آخر خرجت الكثير من الأصوات والمظاهرات المُطالبة بالكشف عن الحقيقة في قضية إسراء غريّب، وعدم السّماح بأن تمرّ هذه القصّة مرور الكرام دون أن تتم محاكمة الجناة، ووقفت الكثير من النّسويات ومناصرو حقوق الإنسان بوقفات احتجاجية في الناصرة وفي رام الله، وعدة مدن في العالم العربي والغربي، تضامنًا مع هذه الشابة المغدورة التي أزهقت روحها بدم بارد. 

هذا وكانت الشرطة الفلسطينية قد ألقت القبض على والدها وأشقائها الثلاثة وشقيقتها وزوجها وسيدة أخرى للتحقيق معهم في ملابسات ظروف وفاة الشابة إسراء غريّب. ولكن حتّى اللحظة لا يوجد أي مشتبه مُباشر في هذه القضيّة والجميع ينتظر إحقاق العدالة.

وانتشرت صور عبر الفيسبوك لأشقاء اسراء غريب: 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.71
USD
3.86
EUR
4.65
GBP
362898.03
BTC
0.51
CNY