خالد خليفة في مقاله:
على الرغم من العيوب الواسعة النطاق في الممثلين العرب، الا انه من الواجب على المواطن العربي ان يدلي بصوته يوم الثلاثاء المقبل ويدعموا فقط قائمة عربيّة وممثلين عرب
تستعرّ المعركة الانتخابيّة الثانية خلال هذا العام، حيث لم يبقى لها سوى أربعة أيام، كما تتصاعد وتيرة التحريض ضد العرب في هذه البلاد وخاصة من قبل حزب الليكود الحاكم ورئيسة بنيامين نتنياهو، حيث أيقن أن النصر في هذه الانتخابات ينقصه بين مقعدين او ثلاث مقاعد للحصول على 61 مقعد. فكان لديه مشروع متكامل لامتصاص أصوات اليمين خاصة حزب اليمين الجديد بقيادة اييلت شاكيد ثم انحرف باتجاه ليبرمان لكسب ما يمكن من الصوت الروسي، حيث ذهب لاوكرانيا لهذا السبب، ويقوم اليوم بزيارة الى روسيا. اما معركته الاخرى الحاسمة فهي حواره البناء مع الكهانيين بحيث يحاول اقناعهم ان يعدلوا عن فكرة خوض المعركة لكسب حوالي مئة ألف صوت لصالح الليكود، الأمر الذي برائيه سوف يثبت نظام حكمه ويوفر له النصر.
أما المعركة الكبرى والتي بدأها في الآونة الأخيرة فهي صراعه مع الصوت العربي في هذه البلاد، حيث بدأ يحرّض المنتخبين اليهود على ان العرب سوف يغيرون نظام الحكم في حال تصويتهم للقوائم العربية كونهم معنيون بالقضاء على الوجود اليهودي في هذه البلاد، وبعد ان استنكرت العديد من القوى هذا التحريض، تراجع بالقول، بان احد عامليه الثانويين في حملة الانتخابية في الفيسبوك هو المسوؤل عن هذا التحريض الدمويّ، الامر الذي حدا بمؤسسة فيسبوك بشطب هذا التحريض من الشبكة كونه يعتبر بوست عنصريّ ولا يتماشى سياسة الفيسبوك، كما ان مجموعة امنستي انترناشول ومنظمة العفو الدولية ومنظمات اخرى استنكروا هذا التحريض ووصفوه كجرائم ضد مواطنين محليين ولا يتماشى مع اي سياسة حضارية تذكر.
وقد ازداد هذا التحريض بعد ان فشل في سن قوانين كاميرات المراقبة في غرف الانتخاب، والتي تمحورت بالاساس بتصوير من يصوت في الوسط العربي، وقد وارتكزت سياسة نتانياهو والليكود على ان المصوتون العرب هم مصوتون ييقومون بالتزييف والاحتيال في هذه المعركة الانتخابية، ولذا من الواجب ردعهم ونزع الشرعية من الصوت العربي وفرض مراقبة قانونية خلال تصويتهم يوم الانتخابات، وقد استطاع بعد الشيء في إقناع الرأي العام الاسرائيلي بعدم نزاهة الانتخابات عند العرب والمنتخبين في هذا الوسط.
وافادت التقارير من الانتخابات الاخيرة انه لا توجد اي خلفية للادعاء بعدم نزاهة الانتخابات في الوسط العربي، سوى في صندوق واحد في كسرا سميع، والتي زيفت فيها الانتخابات،بنسبة 300 صوت لصالح الليكود، كما زيف صندوق اخر في مدينة طمرة لصالح حركة شاس !، اي ان احزاب السلطة ومعاونيهم هم الذين يسعون الى الدفع بعملائهم لتزييف الانتخابات في الوسط العربي.
اما القائمة المشتركة وقادتها فلم يقوموا بمواجهة سياسة التحريض هذه بالشكل المنظم، فقد كان عليهم من الواجب ان يهاجمو سياسة نصب كمارات المراقبة في الاعلام منذ بداية شهر ايار،وقد صرحت عايدة توما سليمان عدة تصريحات في هذا الاطار، ولكنها لم تفقه ابعاد الخطة التي كانت تستهدف وضع كاميرات فقط في الوسط العربي وليس في كافة انحاء الدوله في هذا اليوم، كما ان القائمة المشتركة كان يمكن ان تدّعي بان سياسة زرع كاميرات المراقبة هي تشبه تماما حالة تنصب فيها الادارة الامريكية كاميرات مراقبة فقط في الولايات الامريكية التي يصوت فيها اليهود كمانهاتن وبروكلين وونيو جيرسي في نيويورك، وبدلا من ذلك رأينا النائب ايمن عوده وهو يقوم بتصوير نتانياهو كي يطلعه على خطورة وكم يحرج الامر الطرف الثاني، انها خطوة تاتي في اطار العلاقات العامة ولا نعرف كم هي مفيدة ولكن المؤكد من هذا الأمر ان نتانياهو والشاباك استغل ذلك كي يقوم بإبعاده وعدم إعطائه الاحترام اللائق لزعيم حزب يتكون من 10 مقاعد على الأقل.
واستغل بعد ذلك احمد طيبي للمرافعة عن ايمن عودة بان هدف القائمة المشتركة هو الحصول على جسم مانع، حيث بدأت تتماشى سياسة احمد طيبي وايمن عودة مع بعضها البعض على الرغم من ان احمد طيبي انفصل قبل ذلك عن لقائمة المشتركة. ويتبين لنا اليوم ان الثنائي احمد طيبي وايمن عودة يتناغمان في تصريحاتهم السياسية حيث يبدو ايمن عودة ويظهر كنائب عفويّ، اندفاعيّ بعض الشيء على عكس ما اراد ان يكون،انما احمد طيبي فيبدو نائب منهجيّا بتحليله لسياسة ايمن عودة بانهما يريدان ان يكونا جسم مانع، حيث ان هذه سياسة احمد طيبي كانت مرادفة له منذ بداية حياتة السياسية.
وعلى الرغم من العيوب الواسعة النطاق في الممثلين العرب، الا انه من الواجب على المواطن العربي ان يدلي بصوته يوم الثلاثاء المقبل ويدعموا فقط قائمة عربيّة وممثلين عرب أملين بتحسين أدائهم السياسي في الفترات المقبلة، حيث ان عدم الاستقرار السياسي في هذه الدولة هو حجر الاساس ويستمر مدة طويلة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com