ضمن سلسلة الفكاهة الساخرة في العين الساهرة سنتحدث اليوم عن الانتخابات النيابية.
إن الانتخابات على مختلف أنواعها أكانت بلدية أم حكومية كانت وما زالت تشكل حملًا على المواطن. هي بالضبط كاللعبة التي يعطونها للطفل ليلهو وينشغل بها. وهكذا هي الانتخابات لإلهاء الشعب اربع سنوات قبل واربع بعد، وعمليا تبقى في الذاكرة طوال الحياة وينشغل بها الأفراد، والمقصود هنا في الوسط العربي واليهودي معا.
لنتذكر قول رابين عندما عبَّر احدهم عن رأيه أن العرب في اسرائيل خطر على الدولة فأجاب: إلْهُوهُمْ بالانتخابات!
يقول ابن خلدون بما معناه إن إطالة الحكم تُكثر الفساد وانا أقول إن تَحَوُّل السياسة إلى مهنة يكثر الفساد أكثر. إن السياسة فكرٌ قبل أن تكون عملا، ولكن المشكلة أن سن القوانين او تغييرها يعتمد على الساسة.
تخيلوا لو طرح اقتراح قانون بحصر مدة رئاسة الدولة او رئاسة الحكومة او رئاسة البلدية او مدة عضوية الكنيست بدورتين انتخابيتين؟ من سيصوت على ذألك؟
تذكروا المثل القائل "ما حدا بيكتب على حاله منحوس".
أما الشعب فلا حول له ولا قوة فكما يقول المثل "وَكَّلْنا القِرْدْ بْخابْيِة الطحين".
انظروا رؤساء أمريكا ماذا يفعلون في دورتين انتخابيتين تخيلوا لو بقي الواحد منهم حتى يموت؟
إن نظرة الإنسان العادي تختلف اختلافا كليا عن نظرة السياسي، ولكن بالرغم من ذألك يخرج ويصوت حسب القاعدة "مُرْغَمْ أخاك لا بَطلْ".
للتفكه نقول إن الجميع يريد رفع نسبة التصويت أليس كذألك؟
الحل بسيط فلتدفع الدولة لكل مصوت 100 شاقل على شكل شيك يأخذه في صندوق الاقتراع بعد التصويت، أليس ذألك ارخص على الدولة؟ عندها سترتفع نسبة التصويت الى150%
والشاطر يفهم!
الصورة القلمية الساخرة التالية ربما تعبر عما يجيش في صدور الكثيرين، لعلها تحمل بعضًا من المبالغة، لكنها تعبير عن فكر شعبي عند الكثيرين، لن نقول إنها تعبر عن خلجات هوية جمعية لأنه أصلا ليس هناك "هوية جمعية" لا عند العرب ولا عند اليهود في اسرائيل.
بْصَفْ البُستانْ لْعِبْنا لُعْبِةْ الكَراسي
وْلَمَّا اكْبِرْنا شُفْنا لُعبة "الكراسي والسياسي"
كُلُّه بْيِفْهَمْ كُلُّه بْيِعْلَمْ كُلُّه بِدّو نائِبْ على حْسابَكْ وِحْسابي
كلْ واحدْ حَكا وْكَتَبْلو كِلِمْتِينْ صَارْ بَدُّو رِئاسِةْ حُكومْتينْ آه يا راسي
كُلُّه حَامِلْ شِعارْ "كراسي للأَبد يا حافظْ البَلَدْ" أَيْشو هالْمَآسي
كلُّه يْقولْ ليشْ إنتَ مُشْ انا يا اخي وينْ الرئاسي؟
كُلٌّه مَصالحْ كُلُّه مَنافعْ لا في أهدافْ ولا مبادئْ بَسْ الكَراسي
بَسْ ما بْيِعِرْفوا انُّو الحُكَما قالوا: طالبُ الأِمارةِ لا يُوَلَّى يا ناسي
لَعْيونْ الكرسي باعْ الأَرْضْ وْباعْ العَرضْ وْباعْ الحَجَرْ الماسي
كُلُّه يْنادي أنا هونْ شُوفوني وْيَالله عَجْلُوا انْتخبوني
الكُلْ بِدَّعي الوَطَنِيِّه بَسْ بْيِعِرْفُ إنُّو كُلْ نُصْ بِتْجَسَّسْ عَالْنُصْ الثَّاني
وِبْيِبْدَا سَوقْ الثُّلاثاءْ وْمَزادْ الانتخاباتْ وْكَإِنُّه على شانَكْ وْشَاني
فيه تتعالى اصوات الباعه, بضايعْ بضايعْ مين بِدُّو بَضايعْ الصوتْ بأَلفْ والمِيِّه بْمِيِّه
أما آخر فيصيح: اللي عِنْدُه بْضَاعَه قَديمهْ للبيعْ خَزايِنْ, كَنباياتْ, بَرَّاداتْ, غَسَّالاتْ, كَلُّه بْيِتْجَدَّدْ في الانتخابات, أما في سوق النِّخاسه والوِناسه فيصيح البغدادي ويتبعه الصاجاتي :كراسي للبيعْ وْلَلْبيعْ الكراسي يالله يا سليمه, عَجْلي يا ظريفة وأنت يا لطيفة دِبُّو الصوت بهلصندوق النحاسي
صَارْ نايبْ في البرلمانْ
صارْ مِثْلِ الْعصفورْ اللي يْساسي في نيسانْ
سأَعملْ سأَحتجْ سأضرب سأُسافرْ سَ سَ سَ سَ
نِسْيُوا القَتِلْ وِالْعُنْفْ وِالْهَدِمْ والترانسفيرْ الناعمْ وْقانونْ الْقَوْمِيِّه
(الترانسفير الناعم حسب رأيي هو خلق فكرة الهجرة الاختيارية الممنهجة,مثل تشجيع السفر والسكنى في تركيا تخيلوا لو سافر خمسون الف عربي من اسرائيل إلى تركيا دفعه واحدة وتعذر رجوعهم! وللتفكه نقول ممكن أن تستوعب تركيا مليون عربي اضافي اليس كذالك).
وْفَطْنانينْ بَسْ بالقضيِّه الفلسطينيه
يا عَمِّي القَضِيِّة على العِيْنْ وِالْراسْ
بَسْ كَمانْ إِحْنا الأَساسْ
والله صَوَّتْنا وْعارفينْ لِبْلوفْ الكبيرْ إِلْمَخْفِي
وْدُورْ كُلْ واحِدْ مَوْجودْ وْمَنْفِي
بَسْ قُلْنا يَلَّا مَعَلِشْ بَلْكِي صارْ عِنَّا كْبيرْ
لِأّنُّوعلى قولْ المَثَلْ اللي ما إلو كْبيرْ ما أِلو تَدْبيرْ
لِأَنُّه لَمَّا ما في راسْ وْكُلْ واحدْ على كيفو بْيِحْكي
بِلْآخِرْ كُلْنُّا راحْ نِشْكي وْنِبْكِي
بَعِدْهُمْ مِشْ فايْتينْ وْصارْ كُلْ واحدْ يِعْزِفْ على لَحْنُهْ لَحالْ
شِكْلُو مِشْ راحْ يِنْصَلِحْ الْحالْ
وْكُلْنا عارفينْ إنُّو اللعِبْ في قَطَرْ
بَسْ قُلْنا يالله ما إحْنا في خَطَرْ
وْبِالْرَغِمْ مِنْ كُلْ هادا طْلِعْنا وْصَوَّتْنا يا مَنْدوبْ
وْطَيِّبْ شو الْمَطلوبْ؟
المطلوبْ لا تِنْسونا
وِبَّالْكُمْ خَلُّونا
هَالْمَرَّه مَرَّقْناها
وْمِنْ الدَّفْتَرْمَسَحْناها
بَسْ الجايَّاتْ
أَكْثَرْ مِنْ الرَّايْحاتْ
اذا أَهْمَلْتونا لِحْسابْ راحْ يِكْبَرْ كْتيرْ
وِالْرَّدْ راحْ يْكونْ قاسي وْعَسيرْ
وكما قال الشيباني:حملُ الرياسةِ ما علمتَ ثقيلٌ فالدهرُ يعدلُ مرةً ويميلُ!
إلى اللقاء في سوق الثلاثاء الانتخابي القادم (في الناصرة تقام سوق شعبية كل يوم ثلاثاء والانتخابات حسب القانون تقام يوم الثلاثاء).
* الكاتبة - سهام فاهوم غنيم - باحثة إجتماعية
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com