الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 09:01

بقلب يخفق بين ضلوعها من جديد: الشّابة غرام مزلبط من المغار تتخطّى عملية زراعة القلب بنجاح

رغدة بسيوني- كل
نُشر: 20/10/19 14:40,  حُتلن: 18:27

فيديو- فرحة غرام بعد العملية 

بعد انتظار طويل استمرّ أكثر من عام ونصف، وبعد مرور نحو الشّهر على تركيب القلب الاصطناعي أجرت الشابة غرام مزلبط عملية زراعة القلب

بي أمل يأتي ويذهب ولكنّي لن أودّعه. لا شيء يُمكن أن يقف بوجه مشيئة الله، تفرّد موقع العرب بنشر تقرير عن حالة غرام ابنة المغار في الرّابع من شهر أيلول الماضي بعد أن خرجت من المستشفى لتشارك بحفل زفاف شقيقها وهي تجرّ قلبها الاصطناعي داخل حقيبة، فبقيت وبقينا معها على أمل أن تجد مُتبرّعًا بقلب نابض فيها، حتّى رنّ الهاتف من طبيبها مُبشّرًا والدها "وجدنا قلبًا لغرام".


غرام تتوسّط والديها

قصّة غرام باختصار
عانت غرام من مشاكل والتهابات مُزمنة في الرئتين منذ صغرها، وقبل عام ونصف أثناء تواجدها برحلة مدرسية أصيبت بفيروس خطير أثّر بشكل كبير على قلبها وعلى نجاعته في أداء وظائفه بشكل سليم، ضعُف قلبها واضطرّ الأطباء أن يقوموا بتركيب لها قلب اصطناعي تحسّبًا من توقّف قلبها عن النّبض، فتمّ تركيب القلب الذي تمّ جلبه خصيصًا من ألمانيا وكانت تجرّه في حقيبة.


غرام بعد العملية

بعد انتظار طويل استمرّ أكثر من عام ونصف، وبعد مرور نحو الشّهر على تركيب القلب الاصطناعي أجرت الشابة غرام مزلبط عملية زراعة القلب بعد أن وُجد متبرّع لها، وبفضل من الله لاقت العملية نجاحًا.

يوم العمليّة
دخلت غرام إلى غُرفة العمليات يوم 08.10 بقلب اصطناعي وخرجت منها بقلب يخفق بين ضُلوعها، يقول والدها السيد غطاس مزلبط (أبو شادي): "كُنت في المنزل، وإذ جرس الهاتف يرن، والمُتّصل هو الطّبيب المُرافق لابنتي غرام، قال لي بنبرة خاطفة: "جيب غرام وتعال"، سألته ما الموضوع فقال لي وجدنا لها مُتبرّعًا ويجب أن تحضر اليوم إلى المُستشفى، بين الفرح والتأثّر ومشاعر مُختلطة لا أستطيع حصرها بكلمتين حملت ابنتي وتوجّهنا فورًا إلى المُستشفى، تمّ تحضيرها بنفس اليوم إلى العملية وعند الساعة الواحدة والنّصف من فجر اليوم التّالي دخلت غرام المُستشفى وكُلّنا مُتأمّلين خيرًا".

قبل دخول غرام العملية بلحظات يقول والدها: "كانت تشعُر بسعادة لا توصف بعد أن علمت أنّه تمّ إيجاد مُتبرّع وستجرى لها الآن عملية، بالمُقابل كانت خائفة جدًّا، فطمأنتها ومسكتُ يدها وقلت لها بأنّ الله كان معنا طوال الفترة السّابقة ولن يتركنا اليوم، والحمد لله لم يخيّب الله آمالنا وكافأنا بنجاح العملية، بعد انتظار أيام وشهور طويلة".
وتابع الوالد: "دخلت غرام إلى العملية التي استمرت أكثر من 10 ساعات، ونحن ندعو لها بأن تقوم بخير وسلامة وتعود بيننا بحال أفضل، حتّى خرج الطّبيب الذي أجرى لها العملية عند الساعة 12 بعد ظهر يوم 08.10.2019 ليبشّرنا بنجاح العمليّة، القلب الذي زُرع داخل جسد ابنتي هو قلب لشابة رحلت بعمر 23 عامًا لكنّا لم نعرف هويّتها لنقوم بشكر عائلتها على هذا العطاء".

عن وضع غرام الصّحي يقول الوالد غطّاس: "هي بخير وبحالة جيّدة جدًّا ولكن بالطّبع الآن سنبدأ مرحلة جديدة معها لإعادة التّأهيل حتّى تتمكّن من المشي مُجدّدًا، غرام قويّة ومُتفائلة وأنا مُتأكّد من أنّها ستصبح بحال أفضل لتعود لتمارس حياتها بشكل طبيعي، وتعود إلى مدرستها وحيّها وزملائها التي اشتاقت لهم كثيرًا".

هذا وفي حديث مع والدتها السّيدة فاتن مزلبط (أم شادي) قالت: "الحمد لله دائمًا وأبدًا، بعد خضوعها للعملية التي كُللت بالنّجاح وضعوها في غرفة منعزلة لا يدخلها أحد فقط أنا ووالدها والطّبيب خوفًا من التقاط فيروس بالذّات وأنّها خضعت لعملية من أصعب العمليّات، ويومًا بعد يوم تتحسن حالة ابنتي، ونحن سُعداء جدًّا بها وبعودة الابتسامة إلى وجهها آملين أن تعود قريبًا إلى منزلها وإلى حياتها الطّبيعيّة".

وأنهت والدتها حديثها: "ينتظر غرام مسارًا طويلًا من التّمارين والتّدريبات على المشي والكلام وغيرها ولكنّا مؤمنون بقوّة غرام وقُدرتها على تخطّي العقبات أمامها وتشبّثها بالحياة والأهم إيماننا بالله الذي منحها حياة جديدة".

رسالة الأهل
واختتم والد الشّابة غرام كلامه برسالة عبر موقع كل العرب: "ابنتي كانت محظوظة بإيجاد مُتبرّع ولكن هناك حالات لأطفال يعانون كُل يوم وهم ينتظرون رحمة الله بإيجاد مُتبرّع بالأعضاء، قضيّة التّبرّع بالأعضاء هي قضيّة مُهمّة جدًّا يجب أن تتفتّح العيون عليها أكثر وأكثر في مُجتمعنا العربي الذي لا زال بعيدًا عن هذه الصّورة، الأمر ليس هيّنًا وأنا أعلم هذا جيّدًا ولكن يجب أن يكون لدى الإنسان شجاعة ومقدرة على العطاء ووهب الأعضاء، عدد الأطفال والمُحتاجين إلى أعضاء هو عدد هائل، يجب رفع نسبة الوعي لموضوع التّبرّع".

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.68
USD
3.97
EUR
4.64
GBP
256682.54
BTC
0.51
CNY