عقد رئيس بلدية الظاهرية، راتب الصبّار، اجتماعا طارئا، بعد ظهر اليوم، في مكاتب البلدية، وذلك بمشاركة عدد من الوجهاء وشيوخ المدينة الواقعة جنوب جبل الخليل، للتباحث في قضية ملكية 200 دونم أرض لإحدى العائلات في النقب، حيث أعلن وجهاء وشيوخ الظاهرية خلال اجتماع لهم في مكاتب البلدية أنه لا يوجد لهم أي ادعاء ملكية حول الأرض المتنازع عليها.
وقال رئيس بلدية الظاهرية إنّ الاجتماع بحث أيضا قضية الإعتداء على عدد من العمال الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، من سكان الظاهرية، خلال اليومين الأخيرين.وقد أصدر المجتمعون بيانا وقعوا عليه، وصلت نسخة عنه مراسل "كل العرب"، جاء فيه: "نعلن للجميع بأن أهالي الظاهرية ليس لهم أي علاقة في أرض واد شهوان موضع الخلاف ومن تثبت له الأرض في الدوائر الرسمية فهي له".
وتابع البيان: "وبناء على هذا التصريح من وجهاء الظاهرية وشيوخها، نأمل من أهلنا وأخوتنا في النقب، أن لا يتعرضوا لأي شخص من أهالي الظاهرية حفاظا على العلاقات الاجتماعية وحُسن الجوار".
وكان احتدم النقاش في الفترة الأخيرة، بعد أن أصدرت عائلة أبو عصا من تل السبع، بيانا حذرت فيه سكان الظاهرية بعدم العمل في منطقة النقب، حتى حل الإشكال بين ملاكي الأرض من العائلة وبين عدد من سكان الظاهرية، الذين أدعوا ملكيتهم لهذه الأرض.
وبعد هذا البيان، كان هناك تبادل للشتائم والمسبات بين الطرفين، وصلت إلى حدود خطيرة وألفاظ نابية ومشينة.
وكان رجال إصلاح من النقب - بينهم جدوع (أبو دهام) أبو سبيت والشيخ سالم (أبو أشرف) القريناوي - اجتمعوا مع محافظ الخليل ونائبه لحل هذه المشكلة. وتمّ إصدار بيان وقع عليه كافة الأطراف، بأن عائلتين تقولان أنهما اشترتا الأرض ذات الصلة - بينها عائلة أبو عصا عام 2005 وعائلة أخرى عام 2009، وأنه يجب استدعاء مالك الأرض الذي باعها، من أجل تبيان الحقيقة.
وخلال نهاية الأسبوع تم الاعتداء بالطعن على عامل من الظاهرية، وضرب عامل في تل السبع وطرد عدد من عمال الظاهرية الذين يعملون في مدينة رهط، على خلفية هذه القضية.
رئيس بلدية الظاهرية: أياد خفية تدس الفتنة
وقال الصبّار في حديث خاص لمراسل "كل العرب": "هناك أياد خفية تلعب وتحاول دس الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، وأؤكد أن عائلة ابو عصا ليست حكومة من أجل منع العمال من الوصول إلى النقب. استدعيت جميع الوجهاء من الظاهرية، من أجل التباحث في القضية، واتصلت بالمحافظ بغية الإسراع في حل هذه المشكلة، وبالفعل فأن المحافظ قام باستدعاء مالك الأرض الأساسي للتحقيق في القضية".
وتابع الصبار: "أهل النقب لهم احترامهم وهناك أشخاص يريدون أن تزداد الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني على جانبي الخط الأخضر، ونحن نشجب حتى هؤلاء الذين قاموا بشتم أهلنا من منطقة النقب - رغم أنه ثبت أنهم ليسوا من الظاهرية - وكل من يقوم بذلك هدفه التفرقة. نحن نعتز بحضور أهلنا من النقب إلى الظاهرية ولنا معهم علاقات مصاهرة ونسب وصداقة واجتماعيات لا يمكن التفريط بها أبدا".
وختم الصبار قائلا: "بلدية الظاهرية ليست لها أي علاقة بقضية الأرض، والأمر اليوم بيد محافظ الخليل، حيث تم حفظ الأرض تحت مسمى "خزينة الدولة" وهذا لا يعني المصادرة أو الاستملاك، بل حتى يتم اثبات الحقوق - كما نعمل في قضايا خلافات على الأرض والبيت بين الأخ وأخيه أو ابن عمه في المدينة. أتمنى على كل العقلاء وضع حد لهذه المهزلة ولن نسمح لأي كان العبث بالسلم الأهلي بين أبناء الشعب الواحد".
تعقيب عائلة أبو عصا
وقال فايز أبو عصا، أحد وجهاء العائلة، تعقيبا على ما حدث مع العمال من مدينة الظاهرية: "نستنكر العنف بكافة أشكاله، ونؤكد أن لا علاقة لأبناء عائلة أبو عصا بمهاجمة العمال من بلدة الظاهرية، وربما كان ذلك نتيجة رد الفعل من شبان النقب الغاضب على التجريح والمس بعرض وشرف بناتنا من خلال البوستات على الفيسبوك والتسجيلات الصوتية التي يندى لها الجبين وتغضب كل إنسان حر. الإعتداء المؤسف كان متوقعا، وكنت قد حذرت العمال عبر صفحتي بأن ينتبهوا لأنفسهم بعد هذه التسجيلات الصوتية".
وحول قضية الأرض المتنازع عليها، أضاف أبو عصا في حديث لمراسل "كل العرب": "الأرض المكونة من 200 دونم تابعة لبعض الأشخاص من عائلة أبو عصا، ولدينا اثباتات ومستندات بكل ما يتعلق بالملكية، بما في ذلك شهود على توقيع الاتفاقيات ودفع المال - بينهم من يخدم في الأمن الوقائي. صاحب الأرض الذي قام أبناء العائلة بالشراء منه من سكان دورا، ولا يوجد أي علاقة لأهل الظاهرية بهذه الأرض، وفي السنوات الخمس الأخيرة لم نترك بابا إلا وطرقناه، حيث حاول البعض النصب والاحتيال وكأن هذه الأرض تابعة له - وهذا غير صحيح. في آخر شهر قمنا بعقد ثلاث جلسات في بلدية الظاهرية، ولكن لم يتم التوصل إلى حل بهذا الصدد، وأتضح لنا أنه وصلت أكثر من عشرة تقارير إلى لجنة التسوية من شخصيات في الظاهرية، يحاولون بكافة الطرق عرقلة البيع والاستيلاء على أرض بإدعاء أن هذا محاولة لتسريب الأرض إلى العدو - على حد تعبيرهم. صمودنا على أرضنا المصادرة في النقب ورفضنا المساومة على شبر واحد منها يؤكد زيف هذا الإدعاء، وأنه جاء من باب الطمع والجشع فقط - والدليل على ذلك تراجع من أدعى سابقا ملكيته على أرضنا خلال جلسة بلدية الظاهرية عن كل ادعاءاته".
وأشار أبو عصا: "حين يحضر أحد الأخوة من الضفة الغربية وهو يعاني من مشكلة مع أحد أبناء النقب، فأننا نقوم على حلها بسرعة كبيرة، فلا يعقل أن تستمر هذه القضية مدة أكثر من أربع سنوات بدون حل من الوجهاء والشيوخ الأكارم - الذين نحترمهم كثيرا - من أهل جبل الخليل. من يريد وقف الفتنة، عليه أن يقوم بحل هذه القضية بأسرع وقت ممكن، لكي تعود المياه إلى مجاريها، وأنا كفيل بذلك. نحن بانتظار إعادة الحق إلى أصحابه وستنتهي القضية بالنسبة لنا".