استضافت جاليري زركشي التابعة لجمعية جوار في الشمال في مدينة سخنين، مساء أمس الثلاثاء، معرضًا للرسومات تحت عنوان " حضارة لا يمحوها الزمن "، لكل من الفنانة التشكيلية جمانة علي ابنة ديرحنا، والفنان التشكيلي مبدا عبد ياسين ابن مدينة طمرة، وشارك في الافتتاح العشرات من متذوقي الفنون من سخنين والمنطقة، بحضور توفيق خلايلة رئيس الجمعية والأستاذ على غنايم وكانز المعرض الأستاذ امين أبو ريا.
وشمل المعرض عشرات اللوحات المميّزة ذات بصمة تراثية ووطنية فلسطينيّة ذات مخزون تراثي ووطني غني بحيث يفوح من اللوحات الفنية المعروضة اليوم عبق التراث العربي الاصيل بنكهته الطيبة الخالدة في العقل والقلب المتوارثة عن الآباء والاجداد بلوحات فنية تبرز صورة حية لحياة ابناء الشعب الفلسطيني اينما كانوا وكيفما عاشوها حقيقة في حياتهم اليومية بمناظر خلابة صنعتها ايدي الفنانين بدقة متناهية لتنقل لهذا الجيل والاجيال المقبلة الصورة الحقيقية لتلك الحياة عبر لوحات قماش " الكنبس " والريشة والالوان لتشكل وثيقة للمستقبل ولتكون شاهدا على هذا العصر الذي نحياه وسبقونا اليه الآباء والاجداد بكد وجد وجهد كبير ليؤمنوا لهذا الجيل والاجيال القادمة حياة سعيدة واستقرار.
كانز المعرض الأستاذ أمين أبو ريا ممثلا عن جمعية جوار في الشمال قال :"جمعت اللوحات الفنية بين حضارتنا المادية والحضارة المعنوية في ذات المكان والزمان ,الى جانب البيت المبني من الحجر والطين والمسجد وساحة البلد والزقاق في ابداعه المعماري وفن البناء العربي بكافة اشكاله والطبيعة الخلابة التي تمتعت بها قرانا ومدننا العربية , يظهر الرجل ليجول بلباسه العربي التقليدي في الحي وباحة المسجد والساحة العامة واثناء عمله في رعاية المواشي الى جانب لوحات الفرح التي يرقص فيها طربا في الدبكات الشعبية وعزف لموسيقى الحنين المنبعثة من مزماره في الفرح والعمل , الى جانب المرأة التي تشكل نصف المجتمع وتؤدي واجباتها بزيها العربي الاصيل وفستانها الذي ابدعت في تطريزه ليبدو وكانه حديقة غناء ان كان في العمل يدا بيد الى جانب الرجل في المواسم المختلفة او تجوالها بالحي بمظهرها المحتشم او لقاءها مع الصديقات على عين الماء نبع الحياة الذي لا ينضب . كما ان قنانينا أبدعوا برسم الاطفال والاولاد على طبيعتهم يمارسون نشاطهم والعابهم الشعبية في الحي تارة لوحدهم وتارة برفقة الاهل".
وأضاف أبو ريا:" الفنان مبدا ياسين ابن مدينة طمرة العامرة والفنانة جمانة علي جديرون بالاحتفاء بهم بهكذا معرض وهكذا ابداع يبهر النظر ويجعل المشاهد يتوقف عند كل لوحة وكل عمل ليتمعن بأدق تفاصيلها ومركباتها ويتمتع بذكريات عن حياة الآباء والاجداد، فكل التقدير لجهودكم الجبارة التي استثمرت بهكذا نتاج فني بمنتهى الرقي والدقة، وحقيقة هذه كانت طبيعة حياة اهلنا في بلداتنا العربية في الايام الغابرة ليصبح الجزء الاكبر منها في عداد الذكريات الطيبة، لكل مهنة اهلها واعمالكم هذه تثبت انكم " اهل الفن والابداع " في مجتمعنا.
والفنانة التشكيلية جمانة علي هي من سكان قرية دير حنا في الجليل من مواليد العام 1969 حاصلة على شهادة مرشدة مؤهلة لموضوع الفنون من كلية بيت بيرل تعمل في عدة مؤسسات ونوادي ثقافية ومراكز جماهيرية وكليات ومراكز لتطوير قدرات الشبيبة وشاركت في العديد من المعارض المحلية والدولية الى جانب العديد من كبار الفنانين ورسوماتها تميل الى المدرسة الواقعية والتعبيرية ويبرز من لوحاتها معالم التراث القديم الأصيل على طبيعته وكأنها تعيش في الزمن الغابر لتنقل صورة حية عن طابع الحياة فيه وتنقل بلوحاتها المشاهد للحنين للماضي بمشاعر حقيقية على بساطة الأفكار والخامات بأفكار مبسطة جميلة على طبيعتها.
وتقول الفنانة جمانة علي عن نفسها:" ان الفن تعبير عن روح طموحة ويعبر عما في داخل الانسان، لكنني اعبر من خلال الرسم عن كل شيء يدور في داخلي".
اما الفنان التشكيلي مبدا عبد ياسين فهو من مواليد عام 1958 من سكان مدينة طمرة يرسم منذ الطفولة وتعلم دورات تدريبية لدى الأستاذ خليل ريان في الثمانينات والتحق بكلية بيت بيرل فرع الناصرة وحصل على شهادة مرشد فنون وهو عضو في العديد من جمعيات الفنون واشترك بما يزيد عن 40 معرضا محليا و7 معارض دولية وكان له معرض خاص به في نادي حيفا الثقافي واغلبية اعماله الفنية هي اعمال تراثية واقعية معبرة.
ويقول الفنان مبدا ياسين:" مشاركتي اليوم في هذا المعرض تتضمن 28 لوحة تراثية، وهي لوحات واقعية، وأنا أرى نجاح هذا المعرض من أعداد المشاركين فيه، والشكر لطاقم الجاليري والجمعية وللأخ أمين أبو ريا خاصة".