وصل الى موقع كل العرب، البيان التالي، جاء فيه: "احتفلت الشاعرة حنان جريس خوري بإصدار ديوانها الثاني بعنوان "في حضن الورد"، وذلك في أمسية تكريمية لها أقيمت في بيت الكرمة بحيفا".
وأضاف البيان: "افتتح الأمسية الفنان سليم ضو، المدير الفني لمسرح الكرمة، مشيرًا إلى علاقته الشخصية بوالد الشاعرة الأستاذ جريس خوري، وجدّها الخوري جبران، خوري البروة المعروف. الشاعرة حنان جريس خوري ابنة حيفا والجليل (البقيعة والبروة).. تخرجت من الكلية الأرثوذوكسية، فرع علمي، والتحقت بالجامعة العبرية في القدس لتدرس هناك اللقب الأول في العمل والتخصص الاجتماعي والنفسي، ومن ثم حازت على اللقب الثاني في الفلسفة. تتابع الآن دراساتها العليا في الجامعة العبرية في القدس. تعمل اليوم في منصب الأخصائية الاجتماعية للمستشفى الفرنسي سانت لويس في القدس".
وأردف البيان: "تحدث في هذه الأمسية الأستاذ فتحي فوراني، الذي روى عن ميلاد شاعرة واعدة منذ أن كانت طالبة له في الكلية العربية الأرثوذكسية. وقال إنه اكتشف إبداع الشاعرة أثناء دروس الأدب العربي، إذ وصف الشاعرة بعروس الشعر الفلسطيني الجديدة. ونوّه إلى طبيعة شعرها العذري الرقيق، والحساس، ومواضيعها التي تنتقيها لتكتب فيها شعرًا، وأضاف: "أنا أراهن على هذه الابنة، وأتوقع لها مستقبلا شعريًا باهرًا".
ثم تحدث الأستاذ إسكندر عمل، الذي أشاد بإبداعات الشاعرة، وقال إنه التقى بها حين كان يحرر الصفحات الأدبية في جريدة الاتحاد، ولفت إلى أن الشاعرة حنان خوري، تدرّبت وتعلمت فنون الشعر والإبداع، بجهدها الخاص، وبمعرفتها الذاتية. وأضاف، إن الانسياب الرقيق هو ديدن شاعرتنا، فهي آتية فوق أمواج الصباح، وتطير بها عصافير القلوب. وحالات الصمت والهمس والصلاة والقبل تعجّ بها قصائد الديوان".
وأضاف البيان: "وألقت الشاعرة حنان خوري مجموعة من قصائد الديوان، استطاعت عن طريقها أن تستحوذ على مشاعر الجمهور، برقة صوتها، وعذوبة أدائها، ولوحات شعرها، وجمال إبداعها. ومن القصائد التي ألقتها، قصيدة "في حضن الورد":
"ترقرقي/ ترقرقي.. في سحره الغض/ وتمايلي بين الأنامل/ لهفة الروح والنبض.../ وحين يخطو نحوك تقطّري.../ كما الندى/ في حضن الورد". وكان قد صدر للشاعرة حنان ديوان سابق، ولكننا نجدها في الديوان الحالي قد خطت مسافات طويلة في عالم الشعر والإبداع، فتمكنت من لغتها، وتملّكت بصورها الشعرية، وصاغت مقولاتها بجرأة ووضوح أكثر، وضمّنتها الحسّ الخفي لتدخل عباب الروح، والفؤاد، وتتناغم فيها المشاعر مع المتعة الإبداعية. قصائد هذا الديوان التي تنتشر على 75 صفحة، هي بالشعر الحر، والتصوير البليغ والجميل الملمس والمذاق. وأعتقد أن القصائد تعكس الرقة في صوت الشاعرة العذب، ويفيض حنانها تعاطفًا وانسكابًا مع مجموعة الورد التي احتضنها الديوان. حنان تكتب الشعر منذ مراحل مبكرة من حياتها، وتابع والدها الأستاذ القدير جريس جبران خوري مسيرتها الشعرية منذ صغرها، وقد راقب بكل محبة واهتمام الأبوة خطوات ابنته في طريق الشعر..
وبعدها.. تشرنقت مسيرة حنان الشعرية وحلّقت في فضاء الشعر تحضن عمق البحر، وروح الروح..
لنطالع قصيدة الاستهلال والتظهير بعنوان: "احمليني"، فتقول:
"احمليني.. يا كل المسافات/ احمليني إلى وطن من فرح/ إلى أسطورة غيبية.../ وأقواس قزح/ واحمليني فراشة روح وأقحوان/ احمليني.. يا كل المسافات/ احمليني إليه الآن/ احمليني.."
الشاعرة تجعل الطبيعة تفرح بفرحها، وتتراقص النجوم مع أنغامها، ويلوح قوس قزح في سمائها، وتنساب النسائم في أجوائها.. وهي تخاطب القارئ من نبع لا ينضب في القلب والروح. وتخرج ما في مكنونها بعد أن حمّلته أثقال المحبة، وأوزار العواطف..
الشاعرة حنان خوري، تلفّ أكمام الزهر، وتبث أريج زهور الورد، على مدى قصائدها كلها، وتعزز الوطن في صدور الأمهات والأولاد والرجال. وتقول في قصيدة "وطن من غار":
"انزع عنك حزن عينيك../ وازرع وطنًا من غار/ من نار../ في برد يديك../ واصرخ حتى يصحو الفجر/ يذوب الصخر/ فلا تهجرك نوارس الحبّ بعد../ ولا يقهرك وعد/ انزع عنك دمع القلب/ وازرع خطوك/ ماردًا يمحو عتب الدرب../ وانزع عنك حزن عينيك.."
حتى وإن كان هذا هو الديون، أو المجموعة الثانية، إلا أنها تمهيد لما سيأتي من إبداعات في عالم الشعر غير المحدود، ويضع الشاعرة في خضم المسؤولية تجاه ما تكتب، وتجاه الشعر عمومًا والقرّاء خصوصًا. وهي تثبت أنها لا تعود إلى الوراء، ولا تتراجع بمستواها، إنما تتقدم بخطوات واثقة، ووئيدة. ولذا فهي مقلّة في إصداراتها، وكتاباتها، وتنتقي أعمالها وهي تحرص على الجودة، والنوعية، والمستوى، والجمال..
لنقرأ القصيدة التالية بعنوان "حين يلاقيني":
"في صدره خفقة تناديني/ ترجف في يديه آفاقي.../ توقد آهتي واحتراقي/ في جمره رقة.../ رقة تعطف/ تعصف.. تذيب الشمس/ حين يلاقيني".
وإذ تقدّم لنا الشاعرة حنان خوري هذا الديوان، فإنها تجعلنا نترقب أعمالها القادمة، من مجموعات شعرية أو منشورات في وسائل الإعلام، واستطاعت أن تشدّنا، كل فرد على حدة، بجملها القصيرة، وتعابيرها الجياشة، وكلماتها البليغة، فنلتقي معًا على لوحات فنية ترسمها بشفافية ونقاء.
نتمنى أن نتابع الشاعرة حنان، قريبًا، لتزيدنا من متعة القراءة الجميلة، وهذا الشعر الذي يدخل القلب من أوسع الأبواب."