الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 05:01

بين المبدا ونصوصه - بقلم: د. دينا أبو عبيد

د. دينا أبو
نُشر: 26/11/19 18:37

في داخلنا الفلسطيني, ياخذ من افقنا المبدا رواية , بحبكة اصرار لا تمتثل لقانون قد حكمت شرعيته في جلسة ملأ, قوامها فكر مستورد وعصا لكسر عزة الذات وقدرتها. هي رواية نصوصها حارات استسقت من ماء نهج قام عليه غرباء في الصوت والصورة, واصحاب لون ذي اسم او بعض اسم عرفت بالغاب وقانونه. رواية لا تنص نصوصها على معنى جوهري للحقيقة, وان ادعتها بمجردها, فتتسنى في صنيعها كما تصنع الرغبة في تشكيل المعنى. نصوص تاُول تصب في نهج الغاب ذاته معدة, وان كانت غالبها مستحضرة, للمعرفة, ومولدة للدلالة بتغافل تام لنص الذات وحقيقة حضورها, ورفضها لمجرد حضور خالص لانا مفكر متعال, يحضر لذاته ويستحضر المعاني البكر والحقائق الازلية الجوهرية, بل مؤكدا انها الة راغبة وارادة قوة,بمنظور سلطوي استراتيجي.
نعم هي رواية مبدا ذات فضاء مثقوب بمساحته المفتوحة, قراءته تستوجب ولوج القارئ في عالمه والتجريب في حقله , والتنزه في متعرجاته والتعرف على تضاريسه وأخبار مواقع ذات نصوص إبنه, تحتمل من القراءة اكثر من قراءة ذاتها, من حيث الماهية والعدد, والتيه بين مناطق نفوذ داخلها, بتميز خصوصية قارئها , وان اتعبه السفر.
قد تُفرض على رواية المبدا نصوصا, تعجن بخطاب عصارة تنوع عرفت بماء المعرفة. ماء يفرض على شاربه دون صمام تحكم او رنين انذار او اهة وجع عزفها لحن الخذلان بتنوع اوتاره, الا ان حقيقة نصها باختلاف صوتها وكلماتها المرئية, وحدوية وواحدة في جوهرها من حيث انتساب مؤلفها, واحدة في شريط من الكلمات , يتم تحميله على اوراق نصوصها, تجمع, في نهاية الامر, بين دفتي كتاب الرواية, وقد يصبح , في علاقته مع قارئه, مختلف متعدد لا يتكرر في قراءته الاولى, وقد لا يحمل تطابق بين قراءة واخرى , او قارئ لاخر , لذاته, امر يحتم تبني منظور الاختلاف والتعارض في القراءة, بتجاهل لطيف لمنظور التماثل والتكرار. فلا معنى للقول بوحدة نص المبدا من النصوص الا على المستوى الحرفي التجميلي , او على المستوى الصوتي الفونولوجي . واما من حيث المعنى فلا هو نص واحد بذاته, وان رغبنا بعكس واقعه, فكل نص يختلف عن نفسه في معناه بحسب عقول قُرائه . ولنقل, في بدل الامر, ان نص المبدا متماثل في الاعيان, مختلف في الاذهان, اذا شئنا استعمال مصطلحات المناطقة. وهو مختلف في مستواه العياني, فيتيسر ايجاد نسخ مماثله عنه لحد اللا نهاية. اما على المستوى الذهني المفهومي, فنص المبدا لا يتكرر, بل يختلف في كل قراءة . قراءة قد تعرف كمنطوق السياسة وتوابعها من حنكة المراوغة التي قد تحول رواية المبدا لرواية السياسة والتسييس. هكذا يصل بنا الحال في داخلنا الفلسطيني لواقع حال يعيشه الفرد بين روايتي المبدا والسياسة, واقع يستوجب الاختيار , وان صعب, لا محال.
قيل , ان المبدا ثابت بذهنه متراقص لعوب بحرف فنولوجيته, ياخذ بالذات من الجوهر في معناها لسطحيتها في رؤاها, فيعيش الفرد في تيه دواخل اناه بفردانيتها ودواخل جمع نصوصها. حالة واقع ووجود هي, تستفرد بالفرد في مجتمع الداخل الفلسطيني, صَعب تواجدها في النصوص العالمية بكل ما استحضرت في ظاهرها وباطنها من معنى جوهري بلفظه وذهنه لذات فرد هنئ في عيشته, وان عتب على خالقه. حالة تناظر حنكة السياسة وصدق المبدا, هي, يعيشها الفرد, هنا, قصرا, فتحول بين ذاته وبين واقعه في كثر حالاتها, لا لخذلان صدقه, او حيونه انسانيته, بل لعطب سيرورتي بتناسب طردي بين حالة ايدولوجيته وحالة واقعه قد, الم بقوام فضائه الانتاجي للمعرفة. عطب تحركه قوى الفكر والثقافة عند عصفها لذهنه قصرا وطواعية, غايته التشتت الفكري والابادة الثقافية والتناثر الاخلاقي , بعد خلق الجهل والعداوة تحت مظله عرفت بمصطلحاتها المسمومة من حيث اللفظ والجوهر الغازية لرواية المبدا, لتخلق حبكة بديلة جديدة, تغني للمبدا وتراقص السياسة في لحن عذب المسمع وقاتل للذات في ذات الان!

مقالات متعلقة