تهزني نسائمُ الخريف
تحملني طائرًا
تائهًا في رحابها
يستندُ على فروع الشجر
ينتظرُ انبلاجَ الفجرِ
بعدَ أوّلِ شُعاعٍ
يخطُّ معالمَ السحر..
تلامسني قطراتُ الطلّ
فترتويني
وأهجعُ بين حُبَيباتِها
أنتظر قدومَ النور
فوق جذوعِ الشجر
كان هنا قبل المغيب
وكنت هنا وهناك!!
أنتشي بضيائِهِ
أعتلي سناه وأحلّق في الفضاء
أبني أعشاشي صروحا
من حُبٍّ وبهاء
كانت النجومُ تأخُذُني اليها
في رحلة المساء
وترسِلُني كوكبًا أعانقُ السهولَ
أنيرُ دروبَ الكادحين
قبل أن تجمَعَهُم موائدُ العشاء
لكنّها الرياحُ
حملتْهُ بعيدًا في الفضاء
فنأى خلف أشجار السّروِ والنخيل
وسُحُب الشتاء
وعادت النسائمُ توقظُ أحلامي
وتحملُني عندليبًا
يعشقُ الفجرَ
يغرّدُ للحُبِّ ويبسطُ النورَ
والضياء!!