بمبادرة رابطة الأكاديميين غِراس في اللقية، عُقدت في المركز الجماهيري، مساء اليوم السبت، ندوة بعنوان "قضاء بئر السبع" - تناولت تاريخ بدو النقب وتهجيرهم من أراضيهم وتم خلالها إشهار كتاب "قضاء بئر السبع- أبعاد سياسية، اقتصادية، ثقافية"، وعرض فيلم "غربة في وطن"، من انتاج الرابطة والذي يسجل شهادات من نكبة أهالي بلدة اللقية والنضال المستمر حتى اليوم لعرب النقب للبقاء على أراضيهم.
وقد تم خلال الندوة، التي حضرها العشرات من الطلاب والناشطين والباحثين الشركاء في الكتاب، التأكيد على أهمية نقل الموروث التاريخي لفلسطينيي الداخل في الأرض والزراعة والإقتصاد والصحة للأجيال القادمة، ونقض الرواية الصهيونية التي بُنيت على أساس "أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض" - كما أكد النائب السابق جمعة الزبارقة، الذي حضر الأمسية.
وقد تحدث في الندوة د. منصور النصاصرة الباحث في تاريخ جنوب فلسطين وشوق الأردن، والباحثة إسراء الصانع من اللقية وبروفيسور مصطفى كبها. وقد أدار الندوة الباحث قاسم الصرايعة.
وشرحت الصانع المصاعب التي يلاقيها الباحثون والموثّقون في الوصول الى المعلومات في ظل المنظومة الاستعمارية التي تحاول صبغ التاريخ وتغيير الواقع، وعن أهمية الرواية الشفوية وتوثيقها كونها المصدر الوحيد للمعلومات في الواقع الفلسطيني الذي لا يخضع للهيمنة الاسرائيلية المباشرة.
الباحث د. النصاصرة أسهب من جانبه في أهمية الاصدارات التاريخية والكتابة عن رواية تهجير عرب بئر السبع والحضور العربي السياسي لبدو النقب خلال القرن الأخير، في ظل قلة الاصدارات الوطنية وتغييب تاريخ عرب النقب من الاصدارات الأدبية والتوثيقية العامة أو نقصها.
مدير "غراس"، عطية أبو شريقي، قال: "إنّ التفاعل الكبير من قبل الجمهور، الذي أدى إلى تمديد الأمسية لأكثر من نصف ساعة من وقتها الأصلي، يظهر مدى الحاجة في بلدتنا لمثل هذه النشاطات، علما أننا بصدد إعادة الحركة الثقافية الى اللقية كما كانت في السابق".
أما سراج موسى الصانع، عضو رابطة غراس فأكدت في حديثها لمراسل "كل العرب"، أهمية هذه الندوة "التي تهدف إلى نقل المعلومات عن تاريخ عرب النقب الى الأجيال الشابة، لكي لا يموت الكبار وينسى الصغار، بل من أجل توثيق رواية نكبتنا وتهجير أهلنا من النقب على مر الأجيال".
يشار إلى أنّه تمّ تكريم عدد من الباحثين والمشاركين والشركاء في إعداد الأمسية في نهاية الندوة.