الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 06:01

تأخر القدر

بقلم: كرم الشبطي

كرم الشبطي
نُشر: 09/12/19 22:42,  حُتلن: 08:03

لم يضع الكرة امامي
ايقنت متأخرا
انه كان علي ان اقاتل
واستبدل كل عروقي
لانه كان نتيجة وقف ثابت
وكما اي عاشق او مراهق
ينتظر حبيبته تحت الشمس
وهي نادر ما تطل عليه
لكنه كان يفرح وينسى
ويرقص وحده عبر الروح
يحلم وينتظر على فراش
لم يتخيل يوما انه موت
يهاجمنا عبر فراق الاحبة
يتركنا وحدنا نعد النجوم
ظهر وليل والحال يسير حولنا
كل القطارات مرت من جنبنا
ونحن كما نحن ننتظر السفر
عبر حمامة تحملنا بكل حب
تقول لنا انه الوطن
ينتظرنا ولم يخذلنا
كل من ركبوا القطار
كانوا هم من سبقونا
لانها كانت ترحل بعيدا
ولا تمر عبر القدس
وطريقها خارج حدود فلسطيننا
والمشهد كما هو
عبر البحار والطائرات
ونسينا اننا الكبري الاكبر
من كل جسد ودمع ودم كان يتدفق
شكل شلال كبير ولم يشعر به احد
صورة سريالية لم يصدقها البعض
ومع مرور الزمن اكتشف ما حدث
خرجت معشوقته ومعها اكثر من طفل
تسائل بها وعبرها من اين كل هذا
كيف حدث وانا اقف انتظر نظرة عين
هل كنت اعمى ام كنت ألبس نظارة
ومن احضر لي هذا العكاز وانا شخت
كنت اذكر انه بندقية ومن استبدله
دون علمي ولا معرفتي وكيف تغيرت
خارطتي ومعالمي ومكان سكني كما هو
يا الله كم كبر هذا المخيم فينا
لم يموت صدقا وان تغير في تمدده
اصبح القريب للسماء وهو يرتفع
عبر كل مبنى شاهق ونحن في اللحظة الاخيرة
نبحث عن شهوات فاتت ولم تعد بايدينا
نحتاج لمقومات في ظل وجود العاهرات
اصبحن متغيرات ويكتسن لباس وطني
من هن ومن هم ومن ادخلهم علينا
يطلقون عليهم التنظيمات ومن شرع لهم
حكم الراية السوداء والخضراء وغيرها
كان بيد حبيبتي علم ومن سرقه منها
براء انت ايها القدر وتحملتنا كثيرا
العيب بمن لا ينظر للمرآه ويدرك الحقائق
يهابون مواجهة الذات بكل سؤال حيرنا
وكل شيء اختلف ولم يعد كما كان ولا حتى الجيران
البيت والوجه والدم والخجل والكل يدافع عن الاخطاء
يحق لنا الغياب ونحن في مهزلة القرن افسد الأمم
لا نحترم ولا نقرأ ولا نحاول ان نصحح ما فعلناه
رغما انهم علمونا في صغرنا كيف نتعلم من تاريخنا
وفي النهاية تحول هذا التاريخ لمحور صراع يقتلنا
ولا يقدم ولا يقدر وكل ما يقال كذب وخداع باستمرار
لا يوجد به انسان ولا وطن محرر ولا ناس تريد البقاء
وعم البغاء السياسي واصبح الكل فيه ملوث ولا يبشر خيرا
ما لم نعد لرشدنا ونقاوم كل ما يؤرقنا من اجل الاجيال
ويبقى الحلم واليقين وحده ساكن وينتظر عبر شرفة الحياة 

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة