الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 03:02

لمن يهمه الأمر: خلّي عينكو على سوق الناصرة القديم/بقلم: الإعلامي أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 30/12/19 10:15,  حُتلن: 15:56

الإعلامي أحمد حازم في مقاله: 

سوق الناصرة القديم من المعالم المهمة لهذه المدينة المشهورة محلياً وعربياً وعالمياً. حتى أن مدينة الناصرة يوجد شوارع وساحات باسمها في عواصم ومدن أوروبية

عشرات المحلات في السوق القديمة مفلقة ولا ندري لماذا

سمعنا في السابق أن الناصرة ستزدهر بصورة كبيرة في العام ألفين، بناءً على مشروع أطلقوا عليه "الناصرة 2000" وما حدث هو العكس، فمع دخول عام ألفين كانت محلات تجارية عديدة قد أغلقت أبوابها

في كل العواصم العربية والمدن الأخرى الكبيرة، توجد أسواق قديمة تعبر عن تاريخ المدينة. وهذه الأسواق يتم المحافظة عليها كجزء هام من تاريخ البلدة لأنه شاهد على تطورها وحضارتها. وسوق الناصرة القديم من المعالم المهمة لهذه المدينة المشهورة محلياً وعربياً وعالمياً. حتى أن مدينة الناصرة يوجد شوارع وساحات باسمها في عواصم ومدن أوروبية.

سوق البلدة القديمة، التي لا يعرف أحد كيف سيكون مصيرها ، يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر، ويحكى انه كان مقسماً إلى عدة أقسام تجارية مثل: فسم النجارين، قسم الخضار، قسم الحلوى التقليدية وغير ذلك من مختلف أنواع الحرف.
المتجول في سوق البلدة القديمة يشاهد العدد الكبير من المحلات المغلقة ولا يعرف أحد سبب الإغلاق. أحاديث وإشاعات وأقوال كثيرة نسمعها عن السوق، فهناك من يقول أن أصحاب هذه المحلات أغلقوها بسبب رداءة الوضع الإقتصادي، وآخرون يدعون بأن بعض المحلات تم بيعها لسكان يهود. ولا أحد يعرف الحقيقة. فاليهودي الذي يشتري محلاً تجارياً لا يتحدث، والعربي الذي يبيع محله لا يجرؤ على الحديث وقد يكون الخوف سبب ذلك. لكن الحقيقة هي أن عشرات المحلات في السوق القديمة مفلقة ولا ندري لماذا.
المتجول في السوق نهاراً في شوارع المحلات المغلقة، يشعر بأن هذا الجزء من مدينة الناصري مهجو ر: شوارع ضيقة جداً ومحلات مغلقة على اليمين وعلى الشمال وقلما تجد أشخاصاً يسيرون هناك. وعلى فكرة حتى المحلات التجارية التي تفتح أبوابها في السوق تفتح فقط لساعات محدودة قليلة.
سمعنا في السابق أن الناصرة ستزدهر بصورة كبيرة في العام ألفين، بناءً على مشروع أطلقوا عليه "الناصرة 2000". وما حدث هو العكس، فمع دخول عام ألفين كانت محلات تجارية عديدة قد أغلقت أبوابها بسبب الفترة الزمنية الطويلة في العمل بمشروع "الناصرة 2000" الذي جلب المصائب للتجار على حد قول بعضهم..
تقول المعلومات المتوفرة: " أن أزمة السوق القديمة بدأت أواخر عام 1998، عندما قررت بلدية الناصرة بدء العمل بــ «مشروع الناصرة 2000» الذي أضعف مركز السوق الأثري والسياحي وسمح بالعبث به، ونقل حوانيت السوق إلى ميدان مؤقت وسط المدينة بحجة الترميم".
ونحن ندخل الآن عام 2020 ولم يحدث أي تطور إيجابي بالنسبة للسوق، بل على العكس من ذلك نلمس تراجعاً كبيراً على صعيد البيع والشراء في السوق التي طالماً كانت في السابق مركزا تجارياً وسياحياً مهماً . سمعت رجلاً مسناً يقول:" باعوها يا عمي" فسألته " مين اللي باعها؟" فأجابني بحسرة :"باعوها لليهود... خليني ساكت أحسن". لم يتجرأ هذا المسن على مواصلة الحديث عن الذين "باعوها" وكأنه يعيش في ظل سياسة "كم الأفواه".
تذكرت هذا المسن عندما كنت في بيت مواطن نصراوي في ألسوق. فاعتذر مني المضيف لأن البيت "مكركب" ويحتاج إلى ترتيب. فسألته عن السبب فقال لي بالحرف الواحد" هذا البيت كان لإبني وباعوا لشخص عراقي من أوستراليا". فقلت له يعتي ليهودي عراقي؟ فقال "هيك شي". تم استطرد قائلاً:" العراقي اشترى البيت ورجع ع استراليا وأنا بدير بالي عليه". قالها وبكل بساطة وكأن الأمر أقل من عادي. ما سمعته من هذا النصراوي يذكرني بما قاله المسن، والسؤال الذي يطرح نفسه كم من محل مغلق تم بيعه لليهود؟ ولكن لماذا يقدم المواطن العربي في الناصرة على بيع محله التجاري في السوق ليهودي؟ بمعنى ما هي خلفيات ذلك؟ هذا السؤال مطلوب الإجابة عليه ليس من البائع فقط بل ومن المعنيين بأمر اسوق وطنياً واقتصادياً. أنا لا أريد تحميل المسؤولية لجهة معينة، فهناك أكثر من جهة لها علاقة بما آل إليه الوضع في سوق البلدة القديمة. الكل يتساءل ولا جواب. لماذا السكوت ومن المستفيد من وراء ذلك؟
المطلوب إذاً من أصحاب الضمير الحي والغيورين على مصلحة الناصرة بشكل عام التفكير جدياً في إعادة الإعتبار لسوق البلدة القديمة والعمل على وقف كافة صفقات البيع المشبوهة فيما لو كانت هناك صفقات، والعمل أيضاً على النهوض بهذه السوق لتعود كما كانت عليه في السابق. خلّي عيونكو ع السوق قبل فوات الآوان.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة