نقف معًا: نحن هنا لنناضل ضد هذه فكرة العنصرية مبدئيًا، كما وإزالتها من القاموس السياسي - هي وكل من يجرؤ على طرحها
بدير: "بأمكان نتنياهو سؤالنا اين نريد ان نعيش، فقط بعد قيام الدولة الفلسطينية
زاندبرغ: ليس بوسعنا ان نتجاهل هذا المخطط دون ان نجيب عليه بشكل صارم
قدم امس (الخميس) إلى كفر قاسم، نخبة من رؤساء السلطات المحلية العربية واليهودية من منطقة الشارون والمثلث، وشخصيات عامة من ضمنهم نواب في الكنيست، وذلك ضمن جولة تضامنية نظمها حراك نقف معًا على أثر صفقة القرن التي طرحت مؤخرًا، وإمكانية سحب الجنسيات من سكان وادي عارة والمثلث. ويذكر، ان صفقة القرن أشارت في إحدى بنودها عن امكانية نقل منطقة وادي عارة والمثلث الى نفوذ السلطة الفلسطينية - بما سمي صفقة تبادل الأراضي بين السلطة الفلسطينية واسرائيل - والتي رفضها المجتمع العربي جملةً وتفصيلا.
وفي بيانه، صرح حراك نقف معًا المبادر للجولة والقائم على ترتيبها: "لقد أتينا اليوم الى كفر قاسم، رؤساء سلطات محلية من وادي عارة والمثلث، نواب برلمان، شخصيات عامة ونشطاء وناشطات اجتماعيين، لكي نقول كلمتنا بشكل واضح: حتى ولو كانت هذه الصفقة حيلة عنصرية من انتاج نتنياهو، وحتى لو إمكانية طرحها غير واردة اصلًا. فنحن هنا لنناضل ضد هذه المقترحات العنصرية مبدئيًا، كما وإزالتها من حوارنا هي ومن يجرؤ على طرحها"
وقد انطلقت الجولة من أمام النصب التذكاري لشهداء كفر قاسم حيث قام النائب في البرلمان وليد طه (الإسلامية القائمة المشتركة) بسرد تاريخ المدينة ومجزرة عام 1956 وقال: "نحن نقف بالضبط في المكان الذي شهد المجزرة. هنا قاموا بأمر السكان بالوقوف في طابور وقاموا برميهم بالرصاص. هذه الحادثة كان من المفروض أن تؤثر على الرأي العام اليهودي ولكنا لم تفعل, حتى المنطقة الصناعية افيك التابعة لمدينة روش هعاين، اقيمت على اراضي كفر قاسم المسلوبة بعد المجزرة. وأضاف طاها: "لم ننسى ما حصل ولكننا لم نفكر في الانتقام"
وفي حديثه قال رئيس المجلس المحلي لمدينة كفر قاسم السيد عادل بدير: "هذا المخطط مات قبل ان يولد". واضاف "قيل ان من يقوم بالمفاوضات هم الأعداء، ولكننا لا نحتاج الى مفاوضات، سكان كفر قاسم والجيران من الوسط اليهودي لا تحتاج إلى مفاوضات، فلا يوجد بيننا عداوة" واشار ابدير, "نعيش معًا ونطالب بالمساواة في الحقوق, ولكن بدلاً من تحقيق المساواة بين كل مواطني الدولة، يقوم نتنياهو بطرح مخطط لترحيلنا - لن نسمح لأحد بالمس في كرامتنا ولذلك لن نوافق على الصفقة، فمن اسمها يمكن التعرف على مضمونها، ليست اتفاقية ولا مبادرة سلام انما صفقة مشبوهة أبرمت بين شخصين" وانهى ابدير حديثه قائلًا: "فقط عندما تقوم دولة فلسطين الى جانب دولة إسرائيل يمكن لنتنياهو السؤال اين نريد ان نكون وبالطبع الجواب مفهوم ضمنًا; فقط في بيتنا وعلى أرضنا". وفي تعليقهم على حديث بدير، أعرب أمير كوخافي رئيس بلدية هود هاشارون، وعيلاي هارساغور، نائب رئيس البلدية في كفارسابا، تضامنهم مع سكان وادي عارة والمثلث واشارا ان هدف هذه الصفقة هو خلق النزاعات حتى في الأماكن السلمية, وهذه المحاولة لن تستطيع افتعال النزاعات وخلق شرخ بيننا, انما سنواصل العيش معًا.
واسهبت النائبة تمار زاندبرغ (ميرتس) في حديثها مشيرة إلى النتائج التي كانت متوقعة من الصفقة: "لقد توقعنا أن نتائج هذه الصفقة ستكون دامية في المدى القريب وخطر كياني للمدى البعيد. في الواقع لم نريد مشاهدة هذا الواقع أمامنا ولكن للاسف انه يحدث اليوم" (مشيرة الى التصعيد في اليوم الأخير) ، وأضافت زاندبيرغ: "هناك من يريد العيش على السيف واستمرار العنف، ولكننا آتينا لإثبات أن هناك طريق أخرى وهناك حياة مشتركة بيننا وبين المدن والقرى العربية اليهودية والعربية، في الواقع كما يقول المثل؛ الجار القريب ولا الأخ البعيد. هذه الصفقة سيئة جدًا وغير منطقية حتى على الورق".
وأنهت زاندبيرغ مشيرة إلى مدى أهمية التحرك الفوري لمناهضة هذا المخطط؛ "لقد بدأنا من قانون القومية ثم قانون الجمعيات واعتقدنا أنهم لن يمروا ولكن هذا حدث، فليس بوسعنا تجاهل صفقة القرن دون أن نجيب عليها بشكل صارم".
وأنهت جملة البيانات المرشحة للكنيست سندس صالح (العربية للتغيير، المشتركة) حيث قالت في حديثها: "علينا الوقوف امام التحريض، ضد المتطرفين ومن أجل مستقبل مشترك لنا، ذلك الذي يحافظ على حقوقنا جميعًا دون التفرقة الدينية والقومية والجندرية. هذه الصفقة تجلب الحرب وتعرضنا للخطر، ويجب التصدي لها فورًا".