شارك المئات في تشييع جثمان الشيخ حسن الصانع (أبو إبراهيم) في مقبرة الشيخ صالح ببلدة اللقية في النقب، والذي توفي اليوم عن عمر ناهز 89 عاما. والمرحوم هو من رجالات الإصلاح، ومن الأوائل الذين دعموا حقوق المرأة في العلم والتعليم. من مؤسسي الحزب الديموقراطي العربي وهو ابن عم النائب السابق طلب الصانع.
ونعت العديد من الشخصيات الاعتبارية المرحوم، الذي كان من الأوائل الذين وضعوا النقب على الخارطة السياسية القطرية، وآمن بوحدة الأحزاب العربية. ويذكر أنّه تقبل التعازي بجوار منزل الفقيد في بلدة اللقية.
روايته عن تهجير أبناء العشيرة
وفي 2008 تحدث الشيخ حسن في حديث للدكتور مصطفى كبها من مركز "ذكريات" عن عملية التهجير حيث قال: "وعن تهجير سكان الشريعة/ الزمارة يضيف الحاج حسن: "عند سقوط بئر السبع كنا ما زلنا موجودين في زمارة، وقسم منا كان موجوداً في اللقية، جاء إلينا رجلان يمثلان السلطة الجديدة واشتريا منا الحبوب، تركونا في أماكننا لفترة وجيزة، ولكنهما عادا وطالبانا بالرحيل بحجة قربنا من الحدود المصرية، وما يمكن لذلك أن يسبب من أخطار. بعدها تم تهجيرنا عنوة إلى اللقية، وأثناء عملية التهجير استشهد كل من عبد ربه جمعة الإفرنجي وأبو الوليد الوحيدي كما وأصيب بجراح خليل إبراهيم الصانع، هذا إضافة لسليمان محمد أبو بدر الذي كان من بين الذين استشهدوا مدافعين عن مدينة بئر السبع. كما وقامت السلطات الإسرائيلية، أثناء عملية التهجير، باعتقال كل من محمد إبراهيم الصانع وإبراهيم إسماعيل أبو سامح (أبو جابر).
في ربيع عام 1952 تعرض أبناء العشيرة الذين كانوا قد تجمعوا في اللقية إلى عملية تهجير ثانية، جرى من خلالها تهجيرهم إلى منطقة الرهوة (جنوبي منطقة الخليل) على حدود الضفة الغربية، التي كانت آنذاك تحت السيطرة الأردنية. أثناء عملية التهجير جرى اعتقال مجموعة من الرجال كان منهم : علي أبو عبيد، محمد محمود الجعّار، سعيد عبد الله الصانع وربيع أبو عصيدة وقد تم إيداعهم في سجن بئر السبع المركزي وقد ربطت السلطات أمر إطلاق سراحهم بموافقتهم على التهجير الطوعي ومن وافق على التهجير تم إطلاق سراحه.
في هذه الفترة قدم الشيخ إبراهيم الصانع التماساً، من خلال المحامي حاييم كازيس، للمحكمة العليا الإسرائيلية طالباً فيه إلغاء أمر الترحيل، ولكن السلطات لم تنتظر حتى تبت المحكمة بأمر الالتماس، بل قامت بإحضار الشاحنات التي نقلت السكان إلى غزة ومنطقة الرهوة".