الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 09:02

استبعاد العرب من التأثير على تشكيل الحكومة والخوف من تدمير اسرائيل/ المحامي خالد محاميد

خالد محاميد
نُشر: 08/03/20 15:14,  حُتلن: 18:45

استبعاد العرب من التأثير على تشكيل الحكومة والخوف من تدمير اسرائيل  - وجهة نظر القضاء

المحامي خالد محاميد في مقاله:

كلما زادت عنصرية سياسة دولة اسرائيل تجاه مواطنيها الفلسطينيين كلما زادت الخطورة على وجودها اكثر من التهديد الإيراني الوجودي على اسرائيل

كان على نتانياهو ان يسن قانونا يمنع العرب من التصويت لتنفيذ مطالبه الان. لم يستطع فليسكت اذا.

من المؤكد ان النظريات القضائية والسياسية التي تسيِّر الحالة السياسية الاسرائيلية في تفاعل متبادل منعت نتانياهو وتمنعه الان من ان يدعي بأن ليس العرب اي شرعية لحسم نتيجة الانتخابات لاتخاذ قرارات مصيرية في اسرائيل.

فطلب نتانياهو بأن اليسار الصهيوني لا يستطيع ان يشكل الحكومة بشرعية " صهيونية" وعليه الاعتماد على أصوات القائمة المشتركة التي تضم العرب ويهوديا واحدًا هو طلب سياسي رفضه هو نفسه ولم يتحداه بتاتًا وبات خائفا منه اكثر من الخوف من التهديد الإيراني.

وهنا يظهر كيف ان نتانياهو تجابن أمام مطالبه نفسه ولم يجرأ ان يطالب بإزالة التهديد الذي يعتبره مصيريًا للوجود اليهودي في البلاد. علمًا بأننا سمعنا ما قاله بأن الوجود العربي في البلاد اخطر من التهديد الإيراني وسمعنا دعايته بان العرب في البلاد سيقتلون اليهود أطفالًا نساءا وكهولًا.

لا يستطيع الان نتانياهو ان يقول ان لا شرعية لبيني غانتس ان يقيم حكومة تعتمد على أصوات العرب هذا لانه هو كان من الممكن ان يحاول ان يمنع ذلك من منصبه كرئيس حكومة لمدة طويلة جدا.

اذا كان نتانياهو يدعي بانه انتصر في هذه الانتخابات و ان الشعب ( اليهودي) لا يريد ان تعتمد دولة اسرائيل على أصوات العرب في تشكيل الحكومة فما كان عليه الا ان يحول الانتصار السياسي طيلة فترة حكمه الى قانون يقول بشكل بسيط بان تشكيل الحكومة لا يمكن ان يتم الا باكثرية يهودية.
او ان يحول انتصاراته السياسية الى قانون يمنع العرب من التصويت.

كون نتانياهو لم يسن مثل هذه القوانين يقول بان الشروط التي دخل بها "اللعبة السياسية" في الانتخابات الثلاث السابقة قد وافق عليها. اي ان الهيئات السياسية الاسرائيلية الصهيونية ومنها الليكود نفسه قد اقرت هذه القوانين وشروط "اللعبة" ولا يمكن ان تغير رأيها الان . رغم ان تغيير رأيها الان لا فائدة منه لان ليس فقط ٦٢ عضوًا سيعارضون بل أعضاء كثيرون من الأحزاب اليمينية.

المعنى الآخر لطلب نتانياهو بان لا شرعية للصوت العربي في الكنيست هو ان نتانياهو يعتبر صوته اقل قيمة من صوت جابر عساقلة مثلا ويريد
تمييز تفضيلي لصالحه.
عليه يكون بانه يعلن للعالم بان قيمته كيهودي في هذه الدولة اقل وزنًا من قيمة العربي الذي يشعر بكرامة وطنية وعليه يطلب الشفقة عليه وإعطائه وزنًا اكثر لصوته من وزن صوت جابر عساقلة على سبيل المثال

اذا اراد نتانياهو ان يعتمد الأكثرية من بين أعضاء الكنيست الصهاينة والمتدينين اليهود فما عليهم الا ان يسنوا قانونا بذلك . ونحن نعرف ان نتانياهو لم يحاول.

لماذا ؟ لان القضاء الاسرائيلي فيما اذا زاد من اتباع مناهج عنصرية إثنية فإن النتيجة وفقا للنظرية القضائية التي تعتمدها اسرائيل ستكون بأن الهيئة السياسية في اسرائيل ( الدولة) ستفعل جهاز "التدمير الذاتي" وستنتهي من الوجود.

من هذا الباب نستطيع ان نفهم ان كلما زادت عنصرية سياسة دولة اسرائيل تجاه مواطنيها الفلسطينيين كلما زادت الخطورة على وجودها اكثر من التهديد الإيراني الوجودي على اسرائيل .

ففيما اذا اتهم نتانياهو غانتس بانه يخاف من ان يهاجم عسكريا ايران فنتانياهو يخاف من ان يسن قانون يمنع المواطنين العرب من التصويت .

والكلام موجه لغانتس ومشتقاته.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com       

مقالات متعلقة