الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 10:02

تكافُل ام إستغلال .. إجتماعي !-بقلم : مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 22/03/20 23:04,  حُتلن: 23:06

تسجيل نصف مليون عامل في ظرف شهر ضمن ملفات التامين الوطني طلبا للتعويض هو بنظري إستغلال من قِبَل المصالح والعُمال معاً للمرض ولمؤسسة التامين الوطني ، فلا يُعقل أن الصورة هشة لهذه الدرجة وأن المصالح أصبحت في مهب الريح خلال اسابيع ، وأن معامل تفتح أبوابها لسنين ، تُفلس خلال ايام ، وعمال عملوا لسنين يُلقون في الشارع بهذه السرعة !!

وإن كان الامر كذلك فهو إعتراف جماعي بفشل الاقتصاد الاسرائيلي الذي تغنى بوادي السيليكون ، ودولة الهايتك ، والمتانة والصمود في الدرجات العالمية ، والتفوق الدولي ، بعيدا عن فشل منظومة الصحة الفاضح لحكومات متعاقبة .

والأدهى والأمر ، والبرهان الثاني على هشاشة الاقتصاد الاسرائيل هو الحل المقترح للخروج من هذه الازمة ، الا وهو تمويل النقص في ميزانيات الدولة عن طريق قرض من سكان الدولة والعمال انفسهم מלווה מהציבור ، تاخذه الدولة ولأشهر متتالية بشكل ضريبة تتراوح بين 10 الى 15 % من العمال , وتعيده اليهم مستقبلا يشمل الفائدة ، على أمل ان تنجح الحكومة بسد العجز في ميزانية التامين الوطني والتي مُقدر ان ترتفع من 350 مليون الى 2 مليارد .

ان ذلك الحل بشكل عام ، يكون الحل الاخير امام اي اقتصاد واي دولة لأنه يدل على ضعف إقتصادها ، ونفاذ مخازن الاحتياط لديها ، والثمن السياسي الذي من المرجح ان يدفعه المقبل على حل كهذا ، لذلك نرى شدة وحدة دفع نتنياهو نحو تشكيل حكومة طوارئ مشتركة مع جانتس حتى يشاركه الاخير القرار وبالتالي يتقاسم معه دفع ثمن تلك القرارات سياسيا وشعبيا ، والتي وعلى الاغلب ستُنزل مكانة الدولة في المعايير الاقتصاد العالمية ايضا . ( احد اسباب نتنياهو وليس كلها ) .

خلاصة الامر ان هرولة الاسرائيلي الإنتهازية للتامين الوطني ( صاحب مصلحة + عمال ) وإستغلاله لمؤسسة حيوية كتلك سيكون على حساب العمال الفعليين ، والذين خاطروا وخرجوا لاشغالهم وإختاروا اخذ دورهم في التكافل الاجتماعي كونهم يعملون في اماكن حيوية قانونيا .

فالتكافل الاجتماعي يكون عندما يحفظ صاحب المصلحة عماله ، ويصرف عليهم من رصيده حفاظا عليهم وإحتراما وتقديرا لهم ، ويكون عندما يتبع العامل سُبُل التقشف بشكل مرحلي ويقبل بصرف نصف او ثلثي معاشه فقط من اجل الحفاظ على مكان رزقه ، مقابل ان يخرج عامل المؤسسة الحيوية لاداء دوره لضرورته وخدمة لسائر شرائح الجتمع رغم مخاطر المرحلة دون تردد ، فلا يُعقل مثلا ان يجازى الدكتور الذي وقف كالسد المنيع أمام المرض المُتفشي بالاقتطاع من معاشه ودفعه لمن اختار الجلوس في البيت ..

مع احترامي للجميع ..وتقديري للبعض الذين فعلا اوضاعهم اصبحت صعبة ( ليسوا نصف مليون شخص ).

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة