دالية الكرمل يا ومضة الروح في جسدي, وحبي الأبدي نحن سنرفع راياتك للعالي وفي ظل الراية أغمضت عيني لأحلم بكِ . . . لي مستقبل هنا وعلي أن أحميه يا بلد الخير والمحبة والإخلاص والعطاء أفديكِ بروحي ودمي يا دالية الكرمل أنت عشقي الأبدي للحياة, من سكنته دالية الكرمل لا بدَّ أن يتنفس عبيرها في القرب والبعد على طريق العمل والتضحية والإخلاص والمثابرة والعطاء, فمنحتنا دالية الكرمل أجمل أرض وأجمل وسماء, فلا تبخل عليها بالعطاء.
بَاقـُون هـُنـَا . . .
- 1 -
نحنُ بَاقونَ هُنا . . .
في بلدنا دالية الكرمل
هُنا نحنُ باقونْ . . .
مع كلِّ أعباءِ الماضي والجراح ِ
لنْ نرحلَ . . .
لنْ نزولَ بإذن ِ واحد ٍ أحد ٍ
نَتشبَّثُ بالأرض ِ
حجرا ً من عهد ِ الأنبياءِ
زيتونة ً من غرس ِ الأجدادِ
وكلمات ٍ من أمر ِالرحمنَ . . .
نحنُ باقونَ هُنا
وَشما ً على جُداران ِ الرمل ِ
حجرا ً أثريا ً مَصْلوبا ً
وَشما ً على جُدران ِ الزَّمن ِ البَاقِي
من أجله ِ نحنُ باقون . . .
كي لا يحزنَ الوطنُ لِغرْبَتِنا
ولا يطولُ انتظارُ المُسافِرينَ
لنْ نتشردَ في قوافل ِ الرحيل ِ
باقونَ هُنا على الكرمل ِ
للحربِ للسلم ِ للحق ِ للظلم ِ . . .
باقونَ تَحتَ الماءِ . . فوقَ النار ِ . . .
نموتُ ونولدُ ألفَ مرة ٍ كلُّ يومٍ
في قمة ِ التضحية ِ
في قمة ِ الحنين ِ إلى الوطن ِ
من أجله ِ نحنُ باقونْ
وشما ً على جدران ِ الزمن ِ
بصمات ٍ فوقَ ماءِ نبع ِ - أم الشـُّقـف
آثارَ أقدام ٍ بعدَ عاصفة ٍ هوجاءَ
حجرا ً رزينا ً في قلبِ الأعداءِ
لا يهزُّهُ غبارُ المسافاتِ
ولا ريحُ الصحراءِ
باقونَ هنا . . . باقونَ هناك . . .
في قلبِ التاريخ ِ تنتقلُ دمائِي
إلى الأبناءِ . . . إلى الأحفاد ِ . . .
صورة ُ الشيخ ِ الأبديةِ
تـُشِيرُ إلى ماضِي الأجدادِ . . .
قِفوا أهلي أبناء دالية الكرمل
لحظة ً هُنا لِتعْرفوا حقيقة َ الأمرِ
في ذروة ِ صراع ِ البقاءِ . . .
* * *
- 2 -
نحن باقون هنا
بلدنا دالية الكرمل
على جبل الكرمل الأخضر
لن نـَتـْرُكَ أرض أجدادي
سنعيد زمناً قد غاب عنا
لو تدري يا شـَجَرة ُ العمر
كم تـَمَرَّغـْتُ في النار من أجل هذا التراب
لو تدري كم لاحقني ملاك الموت
وَدَفـَعـْتُ بالموتِ بعيداً عن حجارة أرضي
وعدت إلى هنا أحضنَ تربة الأجداد
لن أخف من أحد لأنني لم أعتد
وإن خِفـْتُ فلن أخف إلا من الله {عز وجل}
لن أرحل ولن أُسَلِم ذرة تـُرَابٍ
من أرضي أرض الأجداد
فسأبقى هنا حتى الميعاد . . .
ما زلت أشـْتـَمُّ رائحة جدي
قرب العين - عين عزات والبستان
ورائحة أبي والأعمام في جبل - راس رافع
وأرض - عُرش العبيد
ما زلت أرى عرقهم يتصبب
فيمتزج في باطن الأرض
ويتدفق يجري مع ماء عين - أم الشُّـقـف
* * *
- 3 -
كان جدي فارساً مقداماً
حدثني يوماً عن نخوة الأبطال
كيف كان يضع يده على رقبةِ فرسهِ ويركضُ
إلى جانبها في أرض - المنصورة
أرض مرج ابن عامر
كأنه يسابقها ليصل الأول للمعتدين على الغلال لإقصائهم
كان جدي يحب أشجار الزيتون
أوصاني أن أغرسَ ولا أقلع
مرت سنوات العمر وما زلت مفتوناً بالزيتون
وكبرتُ ورائحة أبي تفوح من أوراق الأشجار
فروت لي الشجرة أن جدي وأبي
والسلف الصالح
رووها في أيام الجفاف من عرق جبينهم
ودمع عيونهم . . .
وفهمت ما معنى أن أشتم رائحتهم ورائحة أجدادهم
في كل أوراق الزيتون . . .
* * *
- 4 -
قال لي جدي وأوصاني أن أفهم
شجرة زيتون باسقة في الحقل
تساوي مئة رجل أصيلين
في نفوسهم أصالة وأرواحهم طهارة
واليوم فهمت ولن أعبث
أن الإنسان شجرة الحقل
وسأغرس وأزرع ولن أقلع
وسأكتب على صدري ولن أخضع
وكل يوم إليها سأرجع
الأرض لي ولأولادي
حتى لو مت برصاص
لن أبعها . . .
لن أهملها . . . أو عنها أرحل
* * * * *
ملاحظات:
* عين عزات – عين ماء تجري طيلة أيام السنة في أرض الزيتون الغربية في بستان جدي المرحوم عزات علي قاسم حلبي في أراضي دالية الكرمل قرب عين أم الشقف.
* بستان عزات – أسم أطلق على قطعة أرض تبلغ مساحتها خمسة عشرة دونماً وفيها عين عزات.
* عزات هو جدي المرحوم أبي رفعات عزات علي قاسم محمد علي محمد جواد الحلبي حفيد مختار القرية المرحوم الشيخ أبي علي قاسم محمد علي محمد جواد الحلبي وهو أول مختار من عائلة الحلبي , وأطلق أسمه على أسم الأرض لأنه كان يمتلكها ويصونها بتقنية بالغة.
* جبل راس رافع – جبل في أرض الزيتون الغربية يدعى بجبل - راس رافع - على أسم عم والدي المرحوم الشيخ أبي علي رافع علي قاسم محمد علي محمد جواد الحلبي حفيد مختار القرية وشقيق المرحوم أبي رفعات عزات , مالك لتلك الأرض {الملك لله تعالى وحده لا شريك له} وما زال هذا الاسم يطلق على هذا الجبل إلى أيامنا مساحته ألف وخمسة مائة دونم تقريباً.
* عرش العبيد – أسم أطلقه الأجداد على قطعة أرض مساحتها خمسون دونماً تقريباً كان يستغلها ويعمل بها بالأجرة أشخاص سمر البشرة حيث بنوا فيها عرش من أغصان الأشجار وبقوا فيها طيلة أيام فصل الصيف وفي فصل الشتاء حيث الطقس القارس عادوا إلى القرية وكانوا يعملون في الأرض وتربية الماشية في بيت مختار قرية دالية الكرمل في حينه المرحوم الشيخ أبي علي قاسم محمد علي محمد جواد الحلبي (ثاني مختار في القرية , وأول مختار في عائلة الحلبي منذ أن سكنت العائلة القرية).
* أم الشقف – أسم أطلق على نبع ماء زلال وافر قرب أرض عرش العبيد وكانت هناك قرية باسم - أم الشقف, قرب عين الماء كانت القرية تابعة لعائلة مقلده, ومما وصلنا من أسماء على ألسن أهل القرية, كان لهذه العائلة شيخ جليل القدر يدعى المرحوم الشيخ أبي سليمان صالح مقلده, حيث طلب من مختار قرية دالية الكرمل الشيخ أبو علي قاسم محمد حلبي المساندة والمساعدة (لأسباب معروفة ومدونة) فأحضره للقرية مع جميع أفراد عائلته وأسكنهم فيها, وبعد مضي شهرين قام الشيخ أبو علي قاسم حلبي, بدعوة جميع مخاتير المنطقة لبيته لمأدبة غداء وشرح لهم وضع الأراضي التي تحيط عين الماء – أم الشقف, والتي تتبع لعائلة مقلدة, وقام الشيخ أبو علي قاسم بكتابة مستنداً ووقعوا عليه جميعهم كإثبات تاريخي لملكية الأرض وتتبع هذه الأرض لعائلة مقلدة, وتسكن هذه العائلة الكريمة قرية بلدنا دالية الكرمل حتى أيامنا هذه (كان ذلك في صيف العام 1865 مما ذكر والله تعالى أعلم).
* أرض المنصورة – أسم أطلق على أرض مساحتها كبيرة نسبياً (3000 دونم تقريباً) في مرج ابن عامر الأرض كانت ملكاً لسكان قرية دالية الكرمل.
* أرض مرج ابن عامر – مرج ابن عامر سهل يبدأ في منطقة الأغوار قرب بيسان ويمتد حتى ساحل البحر الأبيض المتوسط ويجمع بين جبل الجليل من جهة الشمال وجبل الكرمل وجبل الجلبوع من جهة الجنوب, يتوسط هذا المرج نهر المقطع.