الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 12:01

هل سَيَنْتهي الكورونا من تِلقاء نفسه؟!/ بقلم: مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 16/04/20 19:10,  حُتلن: 09:30

إلى أين ؟ ما الغاية من كل تِلكم الأفعال من حجر وفُحوصات وغيرها؟ ما الذي نَنْتَظره؟ هل سيَنْتهي المرض من تلِقاءِ نفسه ؟ ام أنه سَيَتِم إكتشاف العِلاج عن قريب !

أسئلة لرُبما التعامل معها سَيَحُلّ الإشكال الأكبر الحاصل بين وزارة الصحة من جهة وبين وزارة الإقتصاد من الجهة الاخرى ، الإشكال الذي أدخلنا في دوامة من التَخَبُط وأنصاف الحلول وإتخاذ خُطوات هجينة غير مَحْسوبة ، بل ترقيع لثَغَرات لن توصلنا الى شيء ، فكل طرف يحاول جاهداً إتّخاذَ الخُطوات التي تَصُب في صالحِهِ وفقط في صالحِهِ وحده .

فالمرض لنْ يَرْحل لوحده ، وإكتشاف عِلاج لن يَحْدث قريباً او على أقَل تقدير لا نَعْرف متى ، ولو بقينا نُراوِحُ بين حبس كامل وجُزئي او حتى حُبسنا بالكامل وبشكل دائم فلن ينْتهي المرض من تَلْقاء نفسه ، ولن يُؤدي ذلك إلى أي تغيير سوى الإنهيار الكامل للمَنْظومة الإقتصادية التي سَيَصْعُب إصلاحها فيما بعد وسَتُؤثّرُ بالسَلْب أيضا على المنظومة الصحية ذاتها .

فالحل كالعادة هو بَيْن هذا وذاك ، وخيرُ الأمور الوسط ، فلا حَجر بشكل كامل ولا تفضيل للإقتصاد بشكل كامل ، بل حَجر للفئة الواقعة في دائرة الخَطَر من المسنين ( ٩٧٠ الف تقريبا - رُبعهم في بيوت للمسنين ) بالإضافة للمُصابين بإنخفاض المناعة وعليلي الرئة والجهاز التَنَفُسي وكُلنا تقريبا نعي جيدا وضعنا الصحي ، وفي المُقابل إنفتاح كامل للاخرين لدفع عجلة الإقتصاد من أجل الجميع من جهة ، وإكتساب المناعة العامة من الجهة الاخرى .

خطوة مُزْدَوجة شَطْرها الحَجر الكامل لأهْلنا المسنين من أجل حِمايتهم وهو الحال الحاصل فعلا ، دون حَجْرنا معهم من باب التضامن والتكافل الإجتماعي لان ذلك لا يَنْفَعهم في شيء ، وثانيها الإنفتاح الكامل للاخرين والذي سيؤدي ومع مرور الوقت الى إنتشار المناعة العامة بينهم חיסון העדר بشكل طبيعي ، الامر الذي يمكن إعتباره كإنتهاء للمرض مع مرور الوقت الكافي ولن يكون طويلا وِفْق كل القراءات ، ولكن وفي الآن ذاته من اجل المصلحة المَعْنَوية والنفسية للجميع ، يجب العمل على تكثيف فُحوصات סרולוגיות لتحديد من امتلك المناعة حتى يكون بامكانه التعامل الكلي مع اهله الذين يقبعون في الحجر ، وهو التدريج المرجو من اجل الرجوع الكامل لمزاولة الحياة العائلية الطبيعية شيئا فشيئا، بين أحضان الأهل المسنين الذي يعانون من الوحدة القاتلة كما قالت بنت لأم " مسجونة " في دار للمسنين دون أمل لموعد الخروج حسب الخطوات المُتبعة حاليا .

المخاطر الجانبية المحسوبة المُحتملة هي إزدياد الحاجة لإجهرة تنفس ، والتي يتواجد في الإحتياط منها ٣٥٠٠ جهاز ، لم يُستعمل منها سوى ١٧٢ الى الان ، الامر الأخر هو إصابة البعض من الشباب بالمرض الامر الذي يمكن تداركه وعلى الاغلب دون تدخل طبي خارجي ( معدل عمر الوفيات في الدولة ٨١ سنه ) ، والمُحتمل الاخير هو عودة المرض لمن شُفِيَ منه ، وهو حدث لم يُثبت حصوله الى الان بشكل قطعي ولو حصل فهو بنسب قليله لا تُغير من مسار الامور ، وإن حدث فعلا فمقدرته على العدوى حينها ليست حتمية .

فليستمروا في حجرهم من أجل أن نضمن سلامتهم ، ولندفع بعجلة الاقتصاد من أجلنا وأجلهم . 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة