الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 01:02

كي لا يغيب نجم المشتركة عليها حجر نجوميتها/ بقلم: وديع عواودة

وديع عواودة
نُشر: 21/04/20 12:31,  حُتلن: 16:11

وديع عواودة في مقاله:

الآن وبعدما بتنا بحكم التجربة في واقع مختلف بمقدور" المشتركة " القيام بـ ما يساهم في حمايتها والاحتفاظ بشعبيتها ومكانتها ولكن هذا يحتاج أفعالا لا أقوالا فحسب

لم يكن بيد "المشتركة" خيارات كثيرة عندما أوصت على غانتس رغم كل ما قاله وفعله ومع ذلك فهي مقبلة على فترة محفوفة بـ مخاطر وتهديدات غدا وبعد غد خاصة أنها رفعت سقف التوقعات لدى جمهورها العربي " حبتين زيادة " حتى بعد انتهاء انتخابات الكنيست.

المجتمع العربي ربما بمعظمه لن يوجه سهام خيبة أمله أو إحباطه من تشكيل هذه الحكومة السيئة لـ المشتركة وهو يعي أي لائحة اتهام كانت ستوجه لها لولا أنها لم توص على غانتس. لكن هذا الزعم الحقيقي لا يعفي " المشتركة " من بقية واجباتها ومسؤولياتها خاصة أنه من المتوقع أن تبدأ أوساط في المجتمع العربي بالتشكيك بجدوى الكنيست أو الذهاب لخيارات أخرى أخطر تتمثل بالعودة للأحزاب الصهيونية. بكل الأحوال ليس صعبا اليوم بعد تشكيل هذه الحكومة وانقلاب غانتس على حزبه وعلى المشتركة التشكيك بها والتحريض عليها( على المشتركة) من جهات مختلفة وبدوافع مختلفة. من المرجح أن يتضاعف هذا الخطر بحال أدارت الأحزاب الصهيونية تكتيكها بالتعامل مع المواطنين العرب بالاتصال المباشر معهم وربما من خلال " وزير عربي ". حتى الآن غطت عدوى الكورونا على تقييم مسيرة المشتركة ومراجعة العمل البرلماني العربي بشكل عام وانشغل نوابها من " ساسهم لـ راسهم " بالعدوى حتى بدا وكأن بعضهم أطباء ومسؤولين في مستشفى والدافع ليس فقط الرغبة بالمساهمة في زيادة التوعية على مخاطرها وإقناع المجتمع العربي بالالتزام بتعليمات وزارة الصحة. هذا ينطبق على معظم نواب المشتركة لأن بعضهم " حاضر غائب " ويبدو مجرورا حضوره باهت وغير مقنع في العمل وفي الإعلام.

الآن وبعدما بتنا بحكم التجربة في واقع مختلف بمقدور" المشتركة " القيام بـ ما يساهم في حمايتها والاحتفاظ بشعبيتها ومكانتها ولكن هذا يحتاج أفعالا لا أقوالا فحسب : الإسراع في صياغة برنامج عمل حقيقي وعمل جماعي يستند لرؤية متبصرة ترى الموجود والمفقود.. يستبدل النجومية والارتجالية ويوقف التناقضات بين مواقف نوابها بل تناقض مواقف النائب نفسه بين الليل والنهار .. بين اللغة العبرية واللغة العربية. هذه مهمة المشتركة ، رئيسها ونوابها وأحزابها.

لا تقل أهمية الرسالة التي أرسلتها التطورات البرلمانية : ينبغي إعادة ترتيب أوراق السياسة العربية لتأخذ " المتابعة العليا " دورها ومكانتها وريادتها وتعود " المشتركة " لمكانها الطبيعي – رافد من روافد السياسة واستعادة النضال الجماهيري فالبرلمان بلا ميدان يحول السياسة لعملية " فشة خلق " وربما لعمل مسرحي. هذه مهمة الأحزاب الأولى رغم أن معظمها ترضع ميزانياتها من حنفية الكنيست. من غير المعقول أن تبقى " المشتركة " هي الجوهر أو المركز أو الواجهة خاصة أن انتكاساتها من المرجح أن تعود كيدا مرتدا ليس عليها فحسب بل على مجمل السياسة العربية وما أحوجنا لسياسة ترتب أوراقنا وأولوياتنا وتحديث أدوات عملنا لأن الحقوق العالقة بكل المستويات تتفاقم وتزداد ومعها تزداد أسئلة المجتمع العربي الذي ينتظر أجوبة وحلولا لمشاكل ملحة وحارقة خاصة في المجال المطلبي والحياة واليومي. المجتمع العربي أيضا يمهل ولا يهمل ويخطئ من يراهن على ذاكرة قصيرة وعلى بقاء " المشتركة " كما كانت حتى الآن من ناحية مكانتها وهيبتها وفاعليتها.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة