الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 13:01

بدأت نقودي تَنْفد .. ما العمل !- بقلم : مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 21/04/20 19:43,  حُتلن: 21:20

لرُبما بقي من مالك القليل ، الذي يمكن أن ينفِد في كل لحظة ، لربما لم تشعر بالنقص الآن ولكنه سيأتي ، إن لم يكن في هذه المرحلة ففي التي تَليها ، وإن لم يكن في هذه الضائقة فمُرجَّح في التي بعدها ، فمُعظمنا من العامة الذين يعملون من أجل قوت يومهم ويَدَّخرون أحيانا القليل ، وإن حدث ونفِدت مواردك كلها في هذه الفترة القريبة من بداية الضائقة ، فلا بد لك من مُحاسبة نفسك محاسبة عسيرة مستخلصاً العِبر الجوهرية التي يجب ان تتبعها إن سترك الله ونجّاك وإيّانا جميعا من الحاصل والذي سيحصل ، فهي لم تأتِ على بغتة ، فسابقاتها كثيرة ولو كانت صغيرة ، ولكنها حتما جاءت على غفلة حيث لم يُعِّد مُعظمنا عُدّتها .

وفي كل الأحوال قد بدأت عند كثيرين منا غريزة صِراع البقاء في العمل بتفاوت درجاتها ، ولكن حَرِيّ بنا أن نوجّه تلك الغريزة في قنوات محسوبة ومدروسة من سُبل البقاء من اجل الصمود فترة أطول قدر الامكان ، حافظين ألكرامة الشخصة المتعالية عن مَد يد العون للاخرين .

كخطوة الأولى عليك ترتيب أولوياتك ، وأهمها الحفاط على موارد الاستمرارية الحياتية من مَسْكَن ومأكل ومشرب وكهرباء وماء ، بعيداً عن المُغريات والمُشتهيات ، ولا تتكل على الاقاويل بان الدولة سوف تؤجل مدفوعاتها ، لأنه سيحين وقت الدفع مهما طال ، ولا بد من أخذه بالحسبان من الآن .

والضمان لتلك الإستمرارية الأساسية هو التخلي عن المصروفات الكمالية قدر الامكان حتى تتضح الصورة ، وكلما بدانا بذلك اسرع كلما كان ذلك انجع ، فبرايي مثلا حيثيات المرحلة تجعلنا نستغني عن عدة هواتف في البيت الواحد , חבילת טלויזיה מורחבת , אנטרנט מהיר ، מנוי למפעל הפייס ، اشتراكات ترفيهية ، تامينات فضفاضة ومٌتداخلة ، بطاقات اعتماد عدة .. وإسترجاع ما يمكن من المدفوعات السنوية .

ومن اجل الحفاظ على ما تبقى ولفترة اطول ، قم بمُشترياتك بشكل مركز وبكميات لفترات اطول ، إبحث عن حملات التنزيلات ، إستعمل הטבות בכרטיסים / מועדונים مع المحافظة على استعمال أقل للبطاقات حتى تسيطر على مصروفاتك ، احذف من اجهزة العائلة النقالة تطبيقات المشتريات المعتادة حتى لا تقعوا فريستها في لحظات الضعف والملل خاصة الليلية منها ، حيث ان معظم المشتريات تتم في الساعات المتاخرة من الليل .

تمهل قليلا ، ولا تسحب حاليا من مُدخراتك ، لانك حينها ستُكمل في نفس مستوى المصروف البيتي ولن تقتصد شيئا آملا بان الامر سينتهي عن قريب ، بل تدبٍر امورك من القليل المتبقي من فائض الاشهر السابق ، ومن نصف المعاش الحالي ، ومنحة التامين الوطني إن إستحققتها .

كن شجاعا واخطُ "بخطوات التخلي" المؤلمة ، فإرجع سيارك لاجيرها ، واستبدل سيارتك الفارهة باقل منها تكفي احتياجاتك ، ابق على سيارة واحدة للعائلة وتخلى عن الاخرى ، لتكون بذلك قد زدت من فائض دخلك ، ووفرت تبعاتها من تامين وصيانة .

توجة للمؤسسات المالية وحاول تجميع ديونك عبر مدفوعة واحدة ، وتحت سقف مَدين واحد ، ولفترة أطول قدر الامكان ، حتى تُتاح لك بذلك سهولة الوفاء بمدفوعاتك ، وحفاظا على علاقة العمل مع المؤسسات والتي ستحتاج خدماتها مستقبلا .

شارك افراد عائلتك بقراراتك ، موضحا ظروفك ، معللا لخطواتك ، شاركهم حتى تكسب تضامنهم وتعاونهم ليسهل بذلك الحمل على الجميع ، بعيدا عن الشعارات مُسببات الفقر كمثل " إصرف فالحياة مرة ، احب ابني فاستدين من اجله " .

وفي الخلاصة اذا بدات نقودك من النفاذ فلا بد من تجميع عائلتك من حولك ، وترتيب اولوياتك من اجل ضمان سد رمقهم وإبعاد شبح الجوع عنهم ، والتخلي عن كل ما يزيد من مصروفاتك من كماليات وشهوات شرائية ورغبات عبثية ، والعمل على تكبير فائض المدخولات הכנסה פנויה وتقليص المدفوعات قدر الامكان .

ولو لعب حظك ولم تكن ممن تأذّوا ، فتمعن وأصغِ لمن حولك وتعلم من تجربة غيرك .. وإقتصِد .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة