الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 16:02

ناسق واربط/ بقلم: أبو فراس محمد حسن الاسدي

محمد حسن الاسدي
نُشر: 22/04/20 13:10,  حُتلن: 17:11

قال المثل الشعبي - ناسق واربط –
كان المرحوم والدي من رجالات البلد وكان يملك الكثير من الأراضي منها السهليه ومنها الوعريه ومنها كروم الزيتون وذلك قبل ان تأتي عصابات السرقه والتشليح والمصادره وتغتصبها وتصادرها لمصلحة المستجلبين اليهود من روسيا وكل دول العالم وتبني لهم بيوتاً على ارضنا سموها كرمئيل .
وكان يحرث الأرض الوعريه منها والمغروسه باشجار الزيتون بواسطة المحراث العربي القديم الذي يجره اِما جوز حمير او جوز ثيران حيث من المفروض انه اذا كان جوز حمير او جوز ثيران يجب ان يكونا متناسقين أي متساويين بالقد والقوه والعمر فلا يصلح الحراث اذا كان احدهم قوي او بالغ بالعمر والأخر صغير وضعيف عندها يختل توازن سحب العود العربي وكل واحد بيشد الى جهته او يلحق الى جهة القوي عندها لا يحسن الحرث وتكثر الأعشاب ولا ينمو الزرع ولا يكون المنتوج الزراعي ولا ثمر الزيتون كما يجب ,
وفي احد الأيام سمعته يقول " حراثنا اليوم تجريح بتجريح لا بطعم ثمر ولا بصير زرع " , فقلت له " ليش يا ابي ؟ " فقال " يا ابني قال المثل الفلاحي , ناسق واربط " , قلت " شو يعني ؟ " قال " هذا الظفير (ويقصد الحمار) شموص ولبيط بضل يلبط ويضرب جواز مره بشد لليمين مره بشد لليسار والسكه ما يتنزل بالأرض ولا بتحرث ولا بصير عنا لا ناتج ولا غله ومنين بدنا نوكل ونشرب ؟ وهذا بسببلنا بالفقر والجوع , الله يستر " , تذكرت قول والدي هذا وقلت في نفسي " اذا كان الحراث على ثورين واحد قوي واحد ضعيف لا يصلح وما بصير موسم ولا زرع وبصير بطاله وفقر اذاً كيف بتصير احوالنا وعندنا حكومه يقودها راسين واحد ظفير , ساحر , مكار , مراوغ بس قوي وواحد عنصري ضعيف بالسياسه وجاء القوي وحط الكدانه عرقبته وقله بلغة الحراثين < هوّوووا ترّررح > , هيك امشي وبجره وبجر كل البلاد والاقتصاد للهاويه ويتضاعف الفقر والبطاله ؟؟ الله يكفينا شر المخبأ بالغيب "
رحم الله والدي الذي كان يناسق ويربط .

دير الأسد

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com


 

مقالات متعلقة