الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 02 / ديسمبر 19:02

حكومة نتنياهو الخامسة

ضم الغور و تهديد الامن القومي الفلسطيني/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 11/05/20 17:03,  حُتلن: 13:54

تشير كافة الدلائل إلى إن نتنياهو سيقوم بعرض حكومته أمام الكنيست يوم الخميس المقبل 14.05.2020.
هذا و استطاع نتنياهو و بعد التحايل والخداع تفتيت حزب ازرق ابيض بقيادة "بيني جانز" وتحويله الى شرذمه سياسيه بدون اي هدف , و إستراتيجية سياسيه سوا الانضمام في ركب حزب الليكود التابع لنتنياهو .
و كان جانز يملك إمكانيات و حظوظ , وصلت الى 62 عضوا من 120 تساعده تشكيل حكومة له, ولكنه لم يستغل هذه القوة نظرا لتواجد قائمة عربية كانت في صف مؤيديه , وفضل التنازل عن هذه الاكثريه البرلمانية و الانبطاح في ركب نتنياهو ليكون حليفا ثانويا له قام بعد ذلك بتفكيك حزبه المعارض .
وتعتبر هذه الحكومة الخامسة لنتنياهو و الذي يملك 72 من بين 120 عضوا وبذلك ستقام الحكومة الخامسة لنتنياهو .
بحيث انه يحكم إسرائيل باستمرار منذ عام 2009 , ومن المتوقع رسميا ان تدوم هذه الحكومة ل 4 سنوات مقبلة.
وهنالك أمور وعقبات عديدة يمكن ان تؤدي خلال الفتره القليلة المقبلة الى انهيار ائتلافه , و على رأسها خلاف قوي على الصلاحيات مع "جانز", يمكن ان يحدث خلال الأشهر القريبة المقبلة .
أ‌. خلاف قوي على الصلاحيات مع جانز .
ب‌. تعاظم الهبة الشعبية ضد حكومة نتنياهو بعد ازدياد البطالة و الفقر التي وصلت حتى ألان إلى مليون عاطل عن العمل ,كنتيجة مباشرة لوباء الكورونا .
ت‌. نشوب عدم استقرار سياسي و أمني بين اسرائيل و الفلسطينيين في الضفة الغربية و قطاع غزه كنتيجة حتمية لقيام نتنياهو المرتقب بضم المستوطنات وغور الأردن تحت السيادة الاسرائيليه .
و يسود الاعتقاد لكافة المحللين و المراقبين بأن هذه الحكومة المستقبلية ستقدم على ضم غور الأردن و بسط السيادة الإسرائيلية على مستوطنات القدس و الضفة الغربية في يوليو المقبل كخطوة أولى من برنامج صفقة القرن الذي عرضه دونالد ترامب في البيت الأبيض في سبتمبر أيلول الماضي , هذا ومن المتوقع ان يزور إسرائيل الاربعاء المقبل 13.05.2020 وزير الخارجية الأميركي "مايك بومبيو" , وسيحث هو و السفير الأمريكي في إسرائيل "ديفيد فريدمان " هذه الحكومه على ضم غور الأردن.
وهنالك تبادل مصالح وثيق بين الطرفين الإسرائيلي و الامريكي للأقبال على عملية الضم هذه متمثلة برغبة إسرائيلية جامحه لعملية الضم خلال فترة هذه إدارة, حيث يسود الاعتقاد والمخاوف بأن لا ينتخب ترامب ثانية نظرا لإسقاطات جائحة الكورونا في أميركا ,و لذا فأنه سيصبح من الصعب الاقدام على عملية كهذا خلال اي إدارة ديمقراطيه مقبله.
وبالمقابل , فأن ترامب و ادارته الحالية الصهيونية بامتياز تريد بعض الانجازات التي لا تملكها على الصعيد الدولي , حيث تظن هذه الادارة ان صفقة القرن يمكن ان تحسب كأنجاز في العلاقات الدولية لصالحه , و من هنا السرعه في حث إسرائيل للقيام بعملية الضم
وهنالك محللون آخرين , يميلون الى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة و بدعمها الكبير لعملية الضم تسعى بالأساس الى جعل المنطقة مشتعلة و غير مستقره خلال السنوات المقبلة سوف تحتاج كافة الإطراف الى مساعدتها لإخماد هذا الحريق ,و كل ذلك بحسب النظرية الامريكيه التي تمخضت عن تجربتها في غزو العراق و أفغانستان , بحيث وصلت الولايات المتحدة الى قناعة مفادها بأنه من الأفضل ان تشعل الصراعات بين كافة الدول و الكيانات على ان تتواجد هي نفسها كطرف في هذه الصراعات ,تماما كما حدث في غزوها عل العراق في عام 2003 .
ولم يفاجئ الطرف الفلسطيني بهذه الخطوه , بحيث أن ابو مازن رفض قبل عاميين استقبال نائب الرئيس الأميركي " مايكل بينس " في القدس للتداول في صفقة القرن .
واعتبر هذا الرفض الفلسطيني آنذاك وعدم لمقابلة اي طرف اميركي في هذا الشأن صفعة قوية لهذه الاداره و التي أصرت بالاستمرار في عرض الخطة , والتي حضنتها إسرائيل لاحقا , ثم قام ترامب بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل.
وكما هو واضح للعيان , فلا يبدو بأن الطرف الفلسطيني يملك خيارات وخطط واضحة المعالم لمواجه هذا الضم الحتمي الذي ستقدم عليه حكومة نتنياهو في شهر يوليو المقبل ,بحيث تعتمد إسرائيل على الرغم من ضعفها الحالي على دعم امريكي قوي ,بحيث لا تأبه تماما لاي ضغط من الإطراف الأوروبية .
فبعض هذه الدول و خاصة الشرق أوروبية , تؤيد إسرائيل بالكامل , ولا يمكن ان تنبث ببنت شفا لأي خطوة إسرائيلية محتملة , كما ان العديد من الدول الأسيوية و على رأسها الهند و الصين تعمل جاهدة على تطوير علاقتها التكنولوجية والاقتصادية مع اسرائيل .
ولا يملك الجانب الفلسطيني اي غطاء عربي وخاصة مع ضعف الموقف المصري المهادن لإسرائيل وموقف الخليجي السعودي الذي من المؤكد انه لا يكترث للقضية الفلسطينية .
بحيثما يتبقى للفلسطينيين هو دحر و احتواء هذا الضم بأيديهم العارية لمقاومة الاحتلال .
وأكثر ان تخشاه إسرائيل ويمكن ان يقوم به الفلسطينيين هو انهيار السلطة الفلسطينية , الأمر الذي يؤدي إلى فوضى عارمة داخل أيطار هذا الكيان ,لا يعمل فيه عشرات الإلف من الفلسطينيين في أراضيها ولا يدفعون الضرائب والجمارك و لا يستوردون البضائع بواسطتها .
كما أن للأردن دور فاعل في مقاومة هذا الضم ,بحيث ان الفلسطينيين يحتاجون موقف داعم و حازم يمكن ان يصل الى فك الارتباط لهذه ألدوله في حال ضمت إسرائيل غور الأردن ,لان أي عملية ضم تعتبر ليس فقط على امن و سيادة الشعب الفلسطيني , بل تهديدا على الأمن القومي للأردن.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة