تتفاعل وتيرة الرشاوى والفساد في كرة القدم الاسرائيلية يوما بعد يوم، وبتنا في كل ساعة نسمع عن تفاصيل جديدة مرتبطة بلاعبين واداريين اقاموا شبكات بيع وشراء لتحديد نتائج المباريات سلفا، وبذلك حددت هوية الفرق الصاعدة والهابطة على الطاولة مع حفنة من الدولارات، والاتحاد العام لكرة القدم الذي يتابع الموضوع عبر شركة تحقيقات خاصة عليه العودة الى الوراء عدة سنوات ليحاكم جميع لاعبي هبوعيل بيسان الذين باعوا البطولة لبيتار القدس ببث مباشر ، فقد رأى الجميع كيف نجح فريق بيتار بالفوز ليخطف بذلك البطولة من هبوعيل تل ابيب عن طريق الغش والخداع، يومها كتبت وسائل الاعلام وتحدث الناس ولم يحرك المسؤولون ساكنا وفازت بيتار ببطولة ملطخة بالرشاوى وسكت الجميع عن الكلام المباح، واليوم يصمت المسؤولون عن كل مباح ويتحدثون عن ضرورة اقتلاع ظاهرة الفساد والرشاوى والبيع والشراء ، فقرروا شطب مباريات الدرجة الممتازة من لائحة مسابقة السبورتوتو معبرين عن عدم ثقتهم بجميع فرق الممتازة، وكأن فرق الدرجة العليا عصية عن المتاجرة بالمباريات ونتائجها، ثم انني اتساءل :لماذا ابقيتم على مباريات الممتازة في مسابقة"الونير"، مع العلم ان هذه المسابقات التي جلبت لكم ولالعابكم ويلات الغش والخداع!
واعتقد جازما ان الطريقة التي يعالج بها الاتحاد العام هذه الازمة طريقة سطحية لا تسمن ولا تغني من جوع وسيبقى ما حصل ويحصل اليوم من كشف عن لاعبين واداريين للعبرة والتاريخ، هكذا نتعامل اليوم مع فضيحة "حكام بالاحمر" . وكل ما يدور في فلك الدوري الاسرائيلي من حكام وصنّاع قرار ولاعبين لن يؤدي بالتالي الى انصاف الرياضة حقها، وما دامت الدولة تتعامل مع الفرق وفق اعتبارات سياسية ستبقى كرة القدم الى الوراء .. في ايطاليا لم يترددوا في انزال فرق الى دوري اسفل والى ابعاد مدربين واداريين، اما في اسرائيل المتنورة والديمقراطية فلن يجرؤوا على انزال عقوبات صارمة بحق بيتار القدس فيما لو اثبت انه متورط برشاوى مثلا!
فلغاية اليوم لا انسى ذلك المشهد السريالي الذي شارك فيه رئيس حكومة اسرائيل في حينه، بنيامين نتنياهو عندما فاز بيتار القدس ببطولة الدوري، وهتف الجمهور المقدسي:"الموت للعرب" دون ان ينبس نتنياهو ببنت شفة، لا هو ولا غيره من المسؤولين!
آن الاوان لمعالجة الامور بصورة حازمة وتسمية الولد باسمه وعدم التأتأة لنفض غبار الفضائح التي تطال الجهاز السياسي وها هي وصلت الى الجهاز الرياضي والله اعلم الى اين ستصل "كرة الغش" هذه .. الى اين؟!