يستعد حكام المؤسسة الصهيونية للمضي قدمًا في مخططاتهم التوسعية الاحتلالية لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة إلى اسرائيل في مطلع الشهر القادم، وذلك بعد حصولهم على الضوء الأخضر من واشنطن.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قد اعلن بعد تشكيله حكومة العدوان والعنصرية، عزمه الاسراع والتعجيل بتنفيذ خطته التوسعية بضم اكثر من 30 بالمائة من مساحة الضفة الغربية، اعتمادًا على ما جاء في دعايته الانتخابية، ووفق الاتفاق الائتلافي المبرم مع غانتس لتشكيل الحكومة الجديدة.
وتأتي هذه الخطوات التصعيدية لحكام اسرائيل بالتوسع الاستيطاني وعمليات الضم، في ذكرى مرور 72 سنة على النكبة الفلسطينية، التي ما زالت متواصلة حتى يومنا هذا.
وما كان قادة الاحتلال ليجرؤوا على تحدي قرارات الشرعية الدولية بوقاحة لا حدود لها، لولا الدعم السافر لهم من قبل الادارات الامريكية المتعاقبة، ومن ادارة الرئيس الامريكي الحالي ترامب، الذي يسعى لفرض وتطبيق خطته المعروفة بـ " صفقة القرن " سيئة الصيت، التي تهدف تصفية القضية الفلسطينية وشطب حق العودة، ومنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ومع رفضنا لسياسة الضم وضرورة مواجهتها وإفشالها، فإننا نطالب قوى وفصائل شعبنا الفلسطيني التحلي بالمسؤولية الوطنية والتاريخية بإنهاء الانقسام الداخلي المدمر بأسرع وقت، واستعادة الوحدة الوطنية، فهي صمام الأمان، وعامل أساسي ورئيس وحاسم في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة خطة الضم وكل مشاريع التصفية، واعتماد استراتيجية وطنية متكاملة، وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعلى القيادة السياسية الفلسطينية نفض أيديها من اتفاق أوسلو المشؤوم، وترجمة الأقوال إلى أفعال على أرض الواقع بما يخص التعامل والتنسيق الأمني مع الاحتلال، فكل ذلك يصب في خدمة كل الجهود في التصدي لسياسات اسرائيل العدوانية ومواجهة المخاطر والتحديات الراهنة وإفشال مخطط الضم الجديد.