تقرير خاص "كل العرب" - في مدينة رهط أعلنت وزارة الصحة بالتنسيق مع وزارة المعارف عن إغلاق مدرستين – ثانوية النور بإدارة الأستاذ خالد زيادنة (شاهد الفيديو) ومدرسة الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة بإدارة الأستاذ إسماعيل زبارقة – بعد أن أصيب معلم ومساعدة في هاتين المدرستين بفيروس كورونا المستجد.
ويعيد الكشف عن أكثر من 80 حالة جديدة لحاملي فيروس كورونا في النقب، منذ السبت الأخير، بينها أيضا معلمة ومساعدة في عرعرة النقب، وثلاث معلمات وعاملة نظافة في بلدة حورة، يعيد إلى الواجهة مدى التزام المواطنين بتعليمات وزارة الصحة حول استعمال القناع (الكمامة) ونظافة الأيدي والابتعاد لمسافة مترين.

ويحتدم النقاش بين ممثلي وزارة الصحة من جهة ووزارة المعارف من جهة أخرى حول العودة لإغلاق المدارس والتعلم عن بعد، في ظل الارتفاع المقلق في عدد المصابين في صفوف طواقم التدريس والطلاب في الأسبوع الأخير. ولكن أهالي الطلاب لهم القرار الأخير في هذا النقاش. وربما تصريحات مديرة مدرسة في ديمونا، لها ثلاثة أطفال يدرسون في المدارس، تؤكد ترجيح كفة الأهل على كفة الهيئات التعليمية والمفتشين الذين يضغطون على المدراء وهم بدورهم يضغطون على الأهالي، حيث قالت: "قبل أن أكون مديرة – أنا أم – وأنا غير مستعدة أن أرسل أولادي ليصابوا وينقلوا ويتناقلوا هذا الوباء".
ويعبر مدير مدرسة في مدينة رهط عن رفضه لمعارضة الأهالي والبلدية لإعادة الطلاب إلى المدارس التي تمّ الكشف عن مريض بالكورونا فيها. ويقول في حديث لمراسل "كل العرب": "أنا لا أفهم هذا التصرف. مدرستنا معقمة ومجهزة وإذا كانت هناك إصابة لمعلمة فهذا لا يعني أن كل المدرسة مصابة. لماذا لم يغلقوا المساجد بعد أن اتضح أن مصلين كانوا فيها؟ نحن نعمل وفق تعليمات الوقاية والسلامة، ولا داع لأن يتم إغلاق المدارس تحت أي ظرف".
وللكن تعليمات وزارة الصحة ووزارة المعارف واضحة تماما بهذا الصدد، وهم لا يريدون أن يتفشي المرض ما سيؤدي أيضا إلى إغلاق المرافق العامة والإقتصادية منها بصورة خاصة.

ارتفاع مقلق

وقد طرأ ارتفاع مقلق في عدد إصابات الكورونا اليوم (الجمعة) في النقب، حيث تمّ الكشف عن 13 حالة جديدة.
ويفيد مراسل "كل العرب" نقلا عن مصادر طبية، أنّ هناك 13 حالات جديدة لحاملي فيروس كورونا - 7 حالات بضواحي تل السبع، حالتان في بلدة حورة و-4 حالات في عرعرة النقب.
ومنذ يوم السبت الماضي طرأ ارتفاع مقلق في الحالات على النحو التالي: 28 حالة جديدة في رهط، 24 حالة في حورة، 17 حالة في عرعرة النقب، و-17 حالة في ضواحي تل السبع.
ويقول د. جهاد أبو سبيتان، مسؤول قسم الكورونا في وزارة الصحة بلواء الجنوب: "لقد توجهت إلى كافة رؤساء السلطات المحلية العرب في النقب وطالبتهم بالتأكيد على حضور المصلين مع كمامات إلى صلاة الجمعة، علما أنه تم الكشف عن حالتين لمصلين في مسجدي الفاروق والنور بمدينة رهط كانا في المسجد وعلما لاحقا أنهما يحملان فيروس الكورونا".
وتابع قائلا في حديث لمراسل "كل العرب": "توجهت لرؤساء السلطات المحلية بالنسبة للمناسبات والأفراح وعليهم التأكيد بأنه يجب التقيّد بتعليمات وزارة الصحة. لا شك أن هذا ارتفاع مقلق جدا يعيدنا إلى المربع الأول".

أما رئيس بلدية رهط، فايز أبو صهيبان، الذي حوّل صفحته الخاصة إلى صفحة معظم تغريداته فيها هي لمكافحة الكورونا، فقد سارع إلى نشر تحذير من عدوى الكورونا، وكذلك من غرامات الشرطة. وكتب قائلا: "أصحاب الأعراس والمناسبات الاجتماعية، يسري عليهم تطبيق قوانين الصحة المتعلقة بفيروس كورونا، ويتحملون المسؤولية القانونية: أولا- عدد المشاركين في العرس لا يتعدى الـ50 شخصا، وهذه مشكلة، وحلّها كالتالي: تمديد فترة العشاء لـ3 ساعات أو أكثر، ودعوة المعازيم في هذه الفترة، كما سيفعل إخواننا من عائلة القصاصي وأبو صويص هذا الأسبوع، حيث سيبدأ العشاء عندهم من الساعة 17:30 حتى الساعة 20:00 حفاظا على صحة الناس وحفاظا على تطبيق القانون (طريقة الضفة الغربية) ونبارك لهم هذه الخطوة الشجاعة. ثانيا- المحافظة على مسافة المترين بين كل شخص وآخر. ثالثا- على جميع المدعوين أن يأتوا لابسي الكمامات، وعلى صاحب العرس توفير الكمامات والمواد المعقمة ومقياس الحرارة على طاولة منفردة. رابعا- الإمتناع عن المصافحة والمعانقة (سلام البدو بالعين ومبارك أفراحكو)".
وتابع رئيس البلدية قائلا: "أخي صاحب العرس؛ إحذر أن تخالف القوانين وتتسبب - لا قدّر الله - في عدوى الناس بالڤايروس، ولا تعطي الشرطة أسبابا لتحرير المخالفات أو تعكير جو البهجة والفرحة. أسأل الله أن يتمّم عليكم الأفراح والليالي الملاح وأن يبعد عنكم الأوجاع والأسقام والأمراض".