الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 19:01

نظرات ومعانٍ - بقلم: عمر رزوق


نُشر: 31/10/08 13:04

الرجل, والمرأة, كل لا يتجزأ، ما ينقص الرجل تكمله المرأة, وما ينقص المرأة يكمله الرجل، هذه السنة الكونية, هي أساس المعاشرة بالمعروف والمودة بين الزوجين ,لكل منهما طباع قد تتوافق وقد تختلف,الرجل والمرأة في الحياة , أكبر من زوج وزوجة , الرجل بالإضافة لكونه زوجا فهو أبا وأخا وابنا, بل وحبيبا . السر في العلاقة الزوجية ليس بذي عمق!! قرأنا عنه كثيرا , وفهمنا أدق تفاصيله, تحدث عنه الجميع, وكلهم أبدعوا في ذلك ! السر الذي مازلت أتساءل بشأنه هو العلاقة الأخرى ,علاقة من نوع آخر، من نوع أعم , علاقة الفكر والنظرة للآخر, اقصد النظرة التبادلية العامة بين الجنسين المكملين لبعضهما..في أي مجال حياتي كبر أو صغر, تنشأ ثمة علاقة قد تكون فكرية, وقد تكون سمعية, وقد تكون انترنتية, إلى آخر القائمة! نتصور هذه العلاقة من خلال تعاطي ثقافي - مثلا - قد تبدو بصورة كاتب أو كاتبة معروفة, وقد تبدو بتواصل حواري , هذا التعاطي للآخر, ما هي صورته عند الرجل وما هي صورته عند المرأة ؟ من خلال رؤية - لا اجزم بصحتها - تأملتها ولاحظتها من خلال علاقات متبادلة مع بعض أهل الشأن, وجدت أن نظرة الرجل للمرأة تواصلا وإعجابا تدور حول جنسها فهو في علاقاته هنا وهناك يشده أولا كونها أنثى بعيدا عن إبداعها, الذي لا ينكر كمحرض أولي على هذه النظرة‍‍! المرأة حينما تتواصل مع الرجل تبحث فيه عن الفكر أولا, هي تتعاطى معه الحوار والرأي , لذا تعشق المرأة وتحب حينما يعجبها شاعر متمكن, لكن الرجل لا يسرقه فكر الأنثى قدر كونها أنثى ! نلاحظ من ذلك أن الرجل حينما يحاور المرأة, يفكر فيها, شكلها, مواصفاتها, لون شعرها الخ... وهذا ما لاحظته من بعض من سألتهم, بينما تهتم المرأة بجوانب فكرية للرجل, ما رأيه في الحالة هذه وهذه؟ وقليل منهن من تسأل عن شكل الرجل, الرجل حينما تواصله المرأة المعجبة أو يتواصل هو مع من يعجب بها, يكون هو المُلِح أولا وأخيرا على تطوير العلاقة, قد يطلب في مراحل معينة المشاهدة, بينما تمتنع المرأة, ولا تنفذ ذلك إلا حينما تخشى هروبه أو غضبه! فهي راضية بالتعاطي الحواري الفكري معه من خلال وسائل الاتصال المتوفرة ,بريد,هاتف, ماسنجر..الخ) وليس يهمّها أن تراه أو يراها,وهنا, نجد أن الرجل يدقق كثيرا في حركات المرأة حينما تخرج للسوق, فيفسر حركاتها وتصرفاتها الطبيعية في غير موضعها ومقصدها لأنه هذا هو هاجسه وفكره! بينما تتصرف المرأة بشكل تظن هي أنه أمر طبيعي.
الرجل أيضا يخاف كثيرا على المرأة ويصور خروجها المتكرر للسوق والحدائق أنه رغبة في التعرف على الرجال وكسبهم! لأنه هذا الهاجس هو مدار نظرته هو إليها, ولو أننا ذكرنا الأمر بما يشبه الدقة وسألنا, لو أن رجلا عرض لأنثى بأن تحاول محادثته أو تطلب إضافته للماسنجر, كم نسبة من سيرفض هذه الفرصة ؟ لن أبالغ القول أن 99% من عينة معينة لن ترفض والـ1% قد تكون دوافعه تتعلق بذات الأنثى‍! ولو أننا جربنا العكس. وجعلنا الرجل هو الذي يطلب الأنثى من خلال الوسائل السابقة, كم من أنثى ستقبل بهذا التواصل؟ لن أحدد نسبة معينة , لكني أعتقد أنه ستكون أقل. يقول أحد الذين سألتهم أن هذا الأمر طبيعي لأنه وفي ظل الحياة الجنسية بين الرجل والمرأة يبحث الرجل عن الجنس مباشرة دون أن يفعل له مقدمات لدى الآخر, بينما أن المرأة لا ترغب في ذلك إلا بعد تهيئة عاطفية, وهو يرى أن الرجل يبحث عن الجنس مباشرة لدى الأنثى, بينما هي يكون طريقها للجنس لابد أن يمر بالغالب من خلال العاطفة .أن أي علاقة ما يكون المحرّض الأول فيها للرجل هو الجنس, وحينما تبدأ وتنمو وتستمر علاقته بالمرأة, يكون التفكير الجنسي مسيطرا عليه في كل مرحلة , في صور شتى منها مثلا الزواج , ويستمر في علاقته مع المرأة وهذا الهاجس يسيطر عليه ويدفعه لطلب اللقاء, أما عند المرأة بالغالب, فإنها تستبعد هذا الأمر, إذا يشدها حديثه وما يحمله من فكر واستثارة عواطفها من خلال كلامه الجميل وهي بالغالب لا تحرص كثيرا على اللقاء وتستجيب فقط تبعا لطلبه وإلحاحه.

مقالات متعلقة