الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 04:01

جميل الخرم يتحدث عن كابوس الغرق مع عائلته: عمل المرحوم بن زيكري إنساني وبطولي

ياسر العقبي
نُشر: 04/07/20 11:03,  حُتلن: 17:57

حصري لـ"كل العرب":

جميل الخرم الذي أنقذ بن زيكري حياة ولديه وابنة أخيه وغرق بنفسه:

فجأة تحول المجمع إلى عميق.. لم يفكر الرجل مرتين ودخل لإنقاذ حياتهم. هذا عمل إنساني وبطولي. سنقوم أنا وزوجتي وأخواني بتقديم واجب العزاء

كان هناك رجل يهودي آخر قام بالفعل بإخراج الغرقى وأنا أبحث عنه لتقديم الشكر له

خاص بـ"كل العرب": جميل صبّاح الخرم (45 عاما)، خرج مع زوجته (أم قيس) وولديه وابنة أخيه - الذي توفى العام الماضي - للاستجمام على شاطئ زيكيم في أشكلون، بعد ظهر أمس الجمعة، وتحول يوم الإستجمام إلى مأساة بعد أن غرق ولداه وابنة أخيه، وتوفي الرجل الذي حاول إنقاذهم غرقا، وظهر رجل آخر يبحث عنه، قام بإنقاذ أبناء العائلة من الموت المؤكد.
ويرقد الغرقى حاليا في مستشفى برزيلاي في أشكلون في وضع مستقر، ولا يوجد خطر على حياتهم.


جميل الخرم مع ولديه محمد وميس


ويروي جميل، وهو من قرية القرين الشرقي بالقرب من بلدة حورة في النقب، في حديث لمراسل "كل العرب" ما حدث معه حيث يقول: "وصلنا الشاطئ الساعة 14:00 بعد الظهر، وبدأ الأولاد يسبحون في المجمع المياه الذي كان علو المياه فيه منخفضا، نحو متر تقريبا. كنا جالسين أنا وزوجتي بالقرب من شاطئ زيكيم في أشكلون، وكل الوقت كنت متيقظا لهم. ارتفاع المياه كان جيدا حتى بالنسبة للطفلة ابنة السادسة. دخل في الماء ميس (6)، ومحمد (9) وابنة أخي شريهان (22). عمق المياه كان نحو متر تقريبا. عند الساعة 15:30 عصرا رأيتهم يتخبطون في الماء ويرفعون أيديهم للاستغاثة. قام الرجل اليهودي الذي لم أعرفه (ميخائيل بن زيكري- ي.ع) والذي كان بمقربة منهم، ولم يفكّر مرتين ودخل المياه الخطرة وحاول إخراجهم من الماء. حين دخلت خلفه كانوا أربعة أشخاص في ضائقة. وحين وصلتهم كنت تعبا جدا، فطلبت من أحد الأشخاص أن يخرج الأطفال. قام الشخص الآخر بإخراج محمد وأخذته منه وأخرجته إلى الشاطئ، فطلب أن أعرف كم عددهم – فجمعت الرجل اليهودي وقلت أربعة يغرقون. قال لي أنه تعبان، وقام بالغوص في داخل مجمع المياه وأخرج شريهان، وساعدته وأخرجناها إلى الشاطئ. وأخبرته أنه بقيت ميس والرجل الذي دخل لإنقاذهم لأول مرة. دخلت معه لمساعدته، حيث اتضح أن مجمع المياه في جزء منه عميق جدا، فقام بالغوص في الداخل وبسبب تعكر المياه لم يستطع أن يجد أحدا. قمت بالغوص في الداخل للبحث عنها، وتعبت فخرجت إلى وجه الماء. قام الرجل الآخر بالغوص مرة أخرى ومرة ثالثة وخلال هذه المرة قال إنه وجدها وأخرجها من الماء، وكانت ميس فاقدة للوعي كما هو الحال بالنسبة لمحمد وشريهان. أخرجناها في الخارج وكنت على مقربة منه، فقمت بإمساكها منه وأخرجناها معا خارج مجمع المياه. أشكر هذا الشخص كثيرا على جهوده وإنقاذه لحياة أولادي وأبحث عن هاتفه لأتواصل معه وأشكره بصورة شخصية على ذلك. بالنسبة لي هو أيضا بطل عمل من دوافع إنسانية صافية".


الطفلان خلال تواجدهما أمس في الشاطئ

"نحو عشرة أشخاص تجمعوا وقاموا بمساعدتي بإجراء تنفس اصطناعي للغرقى"

وتابع قائلا: "كان هناك نحو أربعة أشخاص يقومون بالبحث عن الغرقى، في الوقت الذي قمنا به بإنعاش من تمّ إخراجهم من مجمع المياه. كان محمد أول من فتح عينيه، وبعده ميس حيث قمت بإجراء إنعاش لها – من تجربتي الحياتية - حتى عاد النبض إليها وبدأت تتنفس، أما شريهان فكانت فاقدة للوعي. تجمّع نحو عشرة أشخاص من المستجمين حولنا وقمنا بإسعافها، حتى بدأت تتنفس حيث تمّ نقلها بسيارة إسعاف إلى مستشفى برزيلاي في أشكلون – وهناك والحمد لله قاموا بمتابعة عمليات الإنعاش وهي الآن في وضع مستقر في المستشفى، هي وولديّ محمد وميس ولا يوجد خطر على حياتهم".
وحول العمل الذي قام به المواطن ميخائيل بن زيكري، ابن مدينة أشدود، يقول جميل: "لقد حاول بقوة إنقاذهم من الغرق ولكنه للأسف لم ينجح. لا شك أن العمل الذي قام به عمل إنساني وكل الاحترام والتقدير له على هذا العمل البطولي. للأسف الشديد انتهى الأمر بمأساة، ويا حبذا لو استطعنا إنقاذ حياته أيضا. هذا العمل هو عمل إنساني وسأقوم بعد خروج السبت بزيارة تعزية ومواساة لزوجته وعائلته مع زوجتي وأخوتي لأن هذا أقل واجب نقوم به".
وختم قائلا: "مياه المجمع كانت غدّارة وتغيّر عمق المياه بصورة مفاجئة للجميع، وحتى من يعرف السباحة مثلي كان من الصعب عليه أن يقوم بعملية إنقاذ، خاصة وأن المياه عكرة وهي نهاية مصب لوادي شيكما في المنطقة – القريب من شاطئ زيكيم في أشكلون". 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
3.96
EUR
4.76
GBP
337033.28
BTC
0.52
CNY