- الدكتور خالد ابو عصبة:
* علينا توجيه وتثقيف الشباب للاقتراع والتصويت المبني على أسس فكرية وقناعات ذاتية
* هناك تراجع في المبنى التنظيمي الحزبي في مجتمعنا ونلاحظ العودة الى الاطار العائلي، الحاراتي والطائفي
* الانتماء العائلي، هو من يدفع الشباب والشابات للتصويت لمرشح ابن العائلة خوفا على هيبة ومكانة العائلة
* لو كانت هناك أطر تثقيفية سياسية بغض النظر عن الانتماء، لكان هناك نوع من التثقيف لشريحة واسعة من ابناء الشبيبة
اكد الدكتور خالد ابو عصبة، مدير معهد المسار للابحاث الاجتماعية، بان الشاب العربي لا يمارس عملية التنشئة الاجتماعية والسياسية، بسبب انعدام مثل هذه الاطر في مجتمعنا، بحيث ان الاحزاب العربية والحركات السياسية تقع عليها المسؤولية، التي لا تقوم بواجبها كما يجب لتثقيف الشباب والشابات، وبدلا من تسييس العائلة، بعض الاحزاب تنجر وتنخرط بالعائلية، هذه الظروف تدفع بالشباب والصبايا العرب، للتصويت في انتخابات الحكم المحلي الى مرشح العائلة او الطائفة، متاثرين بذلك من توجه رب العائلة.
وقال الدكتور خالد ابو عصبة:" نعيش ظاهرة عدم ممارسة الشباب والشابات لعملية التنشئة الاجتماعية والسياسية، وذلك يعود لانعدام وجود الاطر وانعدام الانتماء السياسي في المجتمع، من حركات شبيبة عربية. هذا الواقع يؤدي في اغلب الاحيان لان يتوجه الشباب للاقتراع والتصويت أسوة بباقي افراد العائلة، والاكثر تأثيرا هو رب الاسرة. وعليه مثلما ينهج رب الاسرة في توجهه العائلي او الطائفي، هكذا يتوجة مع الاسف الشباب".
الدكتور خالد ابو عصبة
واضاف الدكتور ابو عصبة:" لو كانت هناك أطر تثقيفية سياسية بغض النظر عن الانتماء، لكان هناك نوع من التثقيف لشريحة واسعة من ابناء الشبيبة، وكان لهؤلاء التاثير على مختلف الشباب. للخروج من هذا الواقع، علينا دمج الشباب والشابات في أطر تنظيمية هدفها التثقيف السياسي، بهدف تعميق الوعي السياسي، واتاحة الفرصة امام الفرد لاتخاذ قراره الصائب، وفق المعايير والتصنيفات التي تحدد من قبله فقط".
ويؤكد الدكتور ابو عصبة:" علينا توجيه وتثقيف الشباب للاقتراع والتصويت المبني على أسس فكرية وقناعات ذاتية. في السنوات الاخيرة، هناك ارتداد وتراجع في المبنى التنظيمي الحزبي في المجتمع العربي، ومع الاسف نلاحظ العودة الى الاطار العائلي، الحاراتي والطائفي، والشباب يتاثرون بمثل هذا المبنى. وعليه تقع المسؤولية على التنظيمات السياسية الفاعلة على الساحة في مجتمعنا".
المسؤولية على النشاط اللامنهجي
ويشير الدكتور ابو عصبة:" في ظل غياب مثل هذه التنظيمات لدى الاغلبية الساحقة من التنظيمات والاحزاب والحركات السياسية العربية، تعود المسؤولية على النشاط اللامنهجي في المراحل التعليمية، وهذا مع الاسف مفقود في جهاز التربية والتعليم العربي. وعليه فان الانتماء العائلي، هو من يدفع الشباب والشابات للتصويت لمرشح ابن العائلة، قد يفكر البعض بان التصويت لمرشح العائلة، قد يعود بالفائدة عليه بشكل شخصي في حالة فوز ابن العائلة في الانتخابات. هذه معايير ثقافية سلبية نروجها ونجذرها نحن الكبار لدى شريحة الشباب. ما يروج له تحديدا عشية الانتخابات، قضية هيبة ومكانة العائلة، وان المرشح هو منقذ العائلة وحاميها، وهذا الطرح الذي يروجه مرشح العائلة، وذلك من اجل مصلحته الشخصية ومصلحة مقربيه، على حساب جميع افراد العائلة الذين يكونوا بمثابة ضحية. كيف يمكن اجراء انتخابات تمهيد داخل العائلة باليات معاصرة المبنية على اليات ومعتقدات تقليدية؟".