الاحتفاء في زمن الوباء
عيدٌ بأعسرِ حالٍ جئتَ يا عيدُ
فقد أتيتَ بوقتِ الدّاء، تجديدُ
وكيفَ تُظهرُ سيماتِ السّرورِ بنا
وفجرُ فرحتنا بالدّاءِ مرصودُ
والظّلمُ أقربُ من حبلِ الوريدِ بنا
ودونَ مَنْ ثُبّتتُ أجسادُنا بيدُ
أحوالُنا انقلبتْ وجهاً إلى دُبُرٍ
فالضيقُ توأمُنا والأمنُ مفقودُ
فالفقرُ مُنتشرٌ والجودُ مُفتقَدٌ
ولّى تكافلُنا والحقُّ مكنودُ
والعلمُ في الدّين قيّدنا أئمّتَهُ
فصار يقضي لنا بالسُّكرِ عربيدُ
كيف الهجوعُ وما جئنا مضاجعَنا
إلا ولاحفَنا غمٌّ وتنهيدُ
وذي الجوامعُ قد ناحت مساجدُها
فغاب منها لقولِ اللهِ تجويدُ
نادى المؤذّنُ قوموا في منازلكم
فبابُ مسجدكم للدّاء مردودُ (1)
ما كانَ يُبعدُ من دربِ السّواءِ سوى
مَن لم يُرشّدُهُ منهاجٌ ولا جودُ
هل يُعْمرُ الحرمينِ المُحرِمونَ إذا
أقصى عن الثالثِ العُبّادَ تهويدُ
ما طافَ بالكعبةِ "البتراء" مَن قعسوا
وعزمُهم عن قِبابِ القدسِ مردودُ
بادَ الرّجاءُ فما للقدسِ من عرّبٍ
لها، سوى فخرٍ "كُنّا قبلُ" تمجيدُ
نبجّلُ العيدَ تمجيداً لبارئنا
لكنّما جذّلُ المخلوق مفقودُ
لا عيدُ يسعدُنا والقدسُ مُصْفَدةٌ
ورفعُ رايتَنا في قدسِنا العيدُ
أغلق دون إحكام
عمر رزوق الشّامي
أبوسنان